Published On 5/12/20255/12/2025
|آخر تحديث: 20:04 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:04 (توقيت مكة)
يعد الخرف من أكثر الأمراض التي تُثقل كاهل كبار السن وعائلاتهم، إذ يصيب نحو 7 ملايين شخص، وهو رقم مرشح للارتفاع مع زيادة متوسط العمر المتوقع.
وتشمل أعراضه مشاكل في النطق والذاكرة والمزاج والقدرة على أداء المهام اليومية، ما يدفع كثيرين للبحث عن طرق سهلة وفعالة للوقاية منه أو تأخير ظهوره.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listدراستان حديثتان تكشفان عن عاملين مؤثرين قد يكونان أقرب إلينا مما نتصور: الاستماع إلى الموسيقى والشعور بالهدف في الحياة.
الموسيقى تمرين كامل للدماغ
أظهرت دراسة واسعة من جامعة موناش الأسترالية شملت أكثر من 10 آلاف شخص فوق سن السبعين، أن الاستماع المنتظم للموسيقى يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 39%، إضافة إلى انخفاض بنسبة 17% في الضعف الإدراكي. كما سجل المشاركون درجات أعلى في الذاكرة العرضية والقدرات الذهنية العامة.
أما عزف الموسيقى، بما في ذلك الغناء، فكان مرتبطا بانخفاض خطر الخرف بنسبة 35%. ووصلت الفائدة إلى ذروتها لدى من يجمعون بين الاستماع والعزف، إذ تراجع احتمال إصابتهم بالخرف بنسبة 33%.
وتقول إيما جافا، الباحثة المشاركة في الدراسة: "الاستماع إلى الموسيقى ينشط عدة مناطق دماغية في الوقت نفسه، وكأنه تمرين شامل للدماغ. كما تشير الدراسات السابقة إلى أنه يحسّن سرعة المعالجة واللغة والذاكرة والتنسيق".
وتضيف أن الموسيقى غالبا ما ترافقها علاقة اجتماعية، وهو ما يساهم أيضا في حماية صحة الدماغ.
ورغم أن الدراسة لم تحدد ما إذا كانت أنواع معينة من الموسيقى أكثر فائدة، يؤكد الباحثون أن هذا المجال يمثل مسارا واعدا لأبحاث مستقبلية.
حصانة إضافية
إلى جانب الموسيقى، تشير دراسة حديثة نُشرت عام 2025 في "المجلة الأميركية لطب نفس المسنّين" (American Journal of Geriatric Psychiatry) إلى أن الشعور بالهدف في الحياة يمكن أن يخفّض خطر الخرف بنسبة تصل إلى 28%.
إعلان
تابعت الدراسة أكثر من 13 ألف شخص فوق سن 45 عاما لمدة تصل إلى 15 عاما، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يشعرون بأن حياتهم تحمل معنى أو رسالة كانوا أقل عرضة للإصابة بالضعف الإدراكي.
لكن العلماء يشددون على أن العلاقة هنا ارتباط وليست سببا مباشرا. فهل يساعد الهدف في الوقاية من الخرف؟ أم أن الحفاظ على قدرات ذهنية جيدة يساعد على الشعور بالهدف؟ والمرجح، بحسب الأطباء، هو أن الاثنين يتفاعلان معا في دورة إيجابية.
كيف يؤثر الهدف في صحة الدماغ؟
بحسب الدكتور جورج هناوي، الخبير في طب الشيخوخة: يشجع الهدف على نمط حياة صحي من حركة أكثر، ونوم أفضل، وعلاقات اجتماعية أوسع. ويقلل الوحدة والاكتئاب، وهما عاملان مرتبطان بارتفاع خطر الخرف.
بينما ترى الدكتورة روندا فوسكول أن الشخص الذي يشعر بهدف ما يصبح أكثر انخراطا في النشاطات اليومية، سواء كانت ذهنية كالقراءة أو بدنية كالخروج والمشاركة المجتمعية، مما يوفر للدماغ "تدريبا معرفيا" مستمرا يزيد من مرونته.
كما تشير الأبحاث إلى أن الشعور بالهدف يعزز المزاج ويرفع مستويات الدوبامين، مما ينعكس إيجابا على صحة الدماغ.
كيف تجد هدفك؟
ليس ضروريًا أن يمتلك الإنسان هدفًا واضحًا منذ البداية؛ فالكثيرون يبنون أهدافهم تدريجيا عبر التجربة والاكتشاف.
ويؤكد الخبراء أن الانفتاح على تجارب جديدة يساعد بشكل كبير في توسيع المدارك واكتشاف اهتمامات قد تتحول لاحقًا إلى مسارات حياتية.
فالأنشطة الذهنية مثل القراءة وألعاب التفكير، والأنشطة الفنية كالرسم والموسيقى والكتابة، تلعب دورا مهما في تنشيط العقل وتحفيز الإبداع، مما يفتح الباب أمام اهتمامات جديدة يمكن تحويلها إلى أهداف عملية.
كما أن المشاركة في مجموعات اجتماعية أو فرق تطوعية تمنح الإنسان شعورًا بالانتماء، وتتيح له التعرف على أشخاص يشاركونه الاهتمامات، مما يساعد على بناء رؤية أوضح حول ما يريده. ولا يمكن إغفال أثر النشاط البدني، إذ تساهم التمارين الرياضية، خصوصًا تلك التي تُمارس ضمن مجموعات، في تحسين المزاج وتعزيز الدافع الداخلي.
أما كبار السن، فينصح المتخصصون بمساعدتهم على استعادة ذكرياتهم الجميلة عبر سردها أو جمعها في ألبومات صور، إضافة إلى مشاهدة أفلام أو برامج من فترات محببة إلى قلوبهم، فهذه الأنشطة تدعم صحتهم النفسية وتمنحهم شعورًا بالاستمرارية وبهدف ومعنى لحياتهم.

0 تعليق