أسفرت مراسم قرعة نهائيات كأس العالم 2026، التي احتضنتها العاصمة الأمريكية، عن وقوع المنتخب الوطني الأردني في مجموعة "نارية" لا تقبل القسمة على اثنين، حيث وضعت الأقدار "النشامى" في المجموعة العاشرة إلى جانب عمالقة الكرة العالمية، يتقدمهم حامل اللقب، المنتخب الأرجنتيني، وشقيقه الجزائري "محاربو الصحراء"، بالإضافة إلى المنتخب النمساوي العنيد ممثل القارة العجوز.
وبحسب النظام الجغرافي المعقد للبطولة التي تنظم بملف ثلاثي مشترك، تقرر أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي المسرح الحصري لمباريات هذه المجموعة الملتهبة، مما يعني أن الجماهير الأردنية والعربية ستكون على موعد مع تنقلات بين ولايات متباعدة لمؤازرة منتخباتها. وقد وقع الاختيار على ثلاث مدن رئيسية لاستضافة ملاحم "النشامى"؛ وهي سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي، وكانساس سيتي في ولاية ميزوري في القلب الأمريكي، وأرلينغتون في ولاية تكساس الجنوبية.
وتمثل هذه القرعة تحديا تاريخيا للكرة الأردنية، إذ سيجد رفاق التعمري والنعيمات أنفسهم في مواجهة أحد أساطير اللعبة، ليونيل ميسي ورفاقه، في لقاء يخطف أنظار العالم. كما تحمل المجموعة نكهة عربية خالصة بمواجهة "ديربي" منتظرة أمام المنتخب الجزائري، الذي يمتلك تاريخا طويلا في المشاركات المنديالية، بينما لن تكون مواجهة النمسا أقل ضراوة، نظرا للتطور الكبير للكرة النمساوية في السنوات الأخيرة.
وعلى صعيد الترتيبات اللوجستية، تتجه الأنظار يوم غد السبت إلى إعلان الجدول التفصيلي، حيث سيتم تحديد تواريخ المباريات وتوزيعها على الملاعب الثلاثة المذكورة. هذه التفاصيل ستكون بمثابة ساعة الصفر للأجهزة الفنية لوضع برامج السفر والاستشفاء، خاصة مع وجود فوارق زمنية ومسافات شاسعة بين كاليفورنيا وتكساس وميزوري، ما يفرض تحديا بدنيا إضافيا على اللاعبين.
إن وقوع الأردن في هذه المجموعة قد يبدو للوهلة الأولى صعبا، لكنه في الوقت ذاته يمنح "النشامى" فرصة ذهبية لكتابة التاريخ أمام أنظار العالم أجمع، في اختبار للإرادة والعزيمة داخل أعتى الملاعب الأمريكية.

0 تعليق