فبينما قفزت ليالي المبيت بنسبة 69% لتتجاوز 5 ملايين ليلة، هبط متوسط الإنفاق اليومي بنحو 62% مقارنة بعام 2024.
وأظهرت بيانات تقرير حديث صادر عن وزارة السياحة للنصف الأول من عام 2025 أن خميس مشيط تفوقت على المدن التقليدية بجذب 3.44 ملايين ليلة سياحية، فيما حققت عسير ككل إجمالي إنفاق سياحي بلغ 332.4 مليون ريال. الأرقام هنا لا تُحصي الزائرين فحسب، بل تُعلن ولادة نموذجٍ يحتاج إلى قراءة متأنية: كنموذج لـ«السياحة الطويلة منخفضة التكلفة اليومية».
السياسات الترويجية
حققت منطقة عسير قفزة كمية غير مسبوقة في عدد ليالي المبيت للسياح الوافدين، إذ بلغ إجمالي الليالي 5.06 ملايين ليلة خلال النصف الأول من 2025، مقارنة بـ 2.99 مليون ليلة في الفترة ذاتها من العام السابق. هذه الزيادة بنسبة 69% تُعدّ الأعلى في سلسلة البيانات المتاحة، وتؤكد نجاح السياسات الترويجية والاستثمارات التحتية في تحويل عسير إلى وجهة للإقامة الموسمية الطويلة، بما يتجاوز النمط التقليدي للزيارات القصيرة.
تحول جذري
يبرز المؤشر الأكثر دلالة في متوسط طول الإقامة الذي قفز إلى 55.41 ليلة للسياح الوافدين، مسجلا أعلى معدل في تاريخ السجلات الإحصائية. هذا الرقم الاستثنائي - الذي يزيد بأكثر من الضعف عن أعلى معدل سابق - يشير إلى تحول جوهري في طبيعة السياحة الوافدة، حيث أصبحت عسير وجهة للإقامة الموسمية وشبه الدائمة، بما قد يعكس تدفق عائلات المقيمين أو العمالة الموسمية أو سياحة العمل الممتدة.
أنماط الإنفاق
في المقابل، شهد متوسط الإنفاق اليومي للسياح انخفاضا حادا إلى 65.64 ريالا فقط، وهو أدنى مستوى مسجل في القاعدة الإحصائية. هذه المفارقة بين ارتفاع معدل الإقامة وانخفاض الإنفاق اليومي تُشير إلى بروز شرائح سياحية ذات قدرة إنفاقية محدودة، ولكنها تفضل الإقامة الطويلة، مما يدعم فرضية تغير تركيبة السياح الوافدين ونمط استهلاكهم للخدمات السياحية في المنطقة.
خميس وأبها
على مستوى المدن، تفوقت خميس مشيط على المدن الرئيسية في جذب ليالي المبيت، حيث استقطبت 3.44 ملايين ليلة سياحية، تليها أبها بـ 1.34 مليون ليلة. هذا التوزيع الجغرافي الجديد يُظهر تنامي القدرة الاستيعابية للمدن خارج النطاق السياحي التقليدي، ويعكس سياسة التنويع المكاني للسياحة التي تنتهجها الجهات المعنية في المنطقة.
تأثيرات متباينة
على الرغم من الانخفاض الكبير في متوسط الإنفاق اليومي، فقد بلغ إجمالي إنفاق السياح الوافدين في عسير خلال النصف الأول من 2025 ما يقارب 332.4 مليون ريال، بمتوسط إنفاق لكل رحلة بلغ 3636.85 ريالا. هذه الأرقام تُظهر أن الاقتصاد السياحي في المنطقة يحقق نموا من خلال زيادة الكم وليس القيمة اليومية، وهو نموذج يحتاج إلى دراسة متأنية لضمان استدامته الاقتصادية على المدى الطويل.
سياحة عسير في 180 يوما
· +%69 نسبة النمو في ليالي المبيت مقارنة بالنصف الأول 2024
· 55.41 ليلة متوسط إقامة السياح (أعلى معدل تاريخي)
· 65.64 ريالا متوسط الإنفاق اليومي (أدنى معدل تاريخي)
· 5.06 ملايين إجمالي ليالي المبيت السياحية
· 3.44 ملايين ليلة في خميس مشيط (المدينة الأكثر جذبا)
· 332.4 مليون ريال إجمالي إنفاق السياح الوافدين

0 تعليق