Published On 7/12/20257/12/2025
|آخر تحديث: 10:44 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:44 (توقيت مكة)
في مساء السابع من ديسمبر/كانون الأول 2025، سيكون القمر قريبا من كوكب المشتري في السماء، في مشهد يسهل تمييزه بالعين المجردة، إذ يظهر المشتري كنقطة شديدة اللمعان وثابتة الضوء قرب قرص القمر.
وتبدو الكواكب مثل النجوم، لأنها لا تصدر ضوءا من ذاتها كما تفعل النجوم، بل تعكس ضوء الشمس نحو أعيننا (مثلما يفعل القمر)، غير أن بعدها الكبير يجعلها تُرى كنقاط صغيرة لامعة.
ويمكن متابعة هذا الاقتران ابتداء من الثامنة مساء بتوقيتك المحلي، ويزداد جماله كلما ارتفع القمر والمشتري عن الأفق، ليكون أوضح ما يكون قرب منتصف الليل في كثير من المناطق، مع بقاء المشهد مناسبا للرصد دون أي أدوات.
القمر ومنزلة الذِّراع
يتبدل موضع القمر في السماء ليلة بعد ليلة لأنه يدور حول الأرض، فيبدو للناظر كأنه ينتقل من بقعة إلى أخرى، وهو ما عبّر عنه العرب قديما بمصطلح "منازل القمر"، إذ يرونه كل مساء يحل بين مجموعة جديدة من النجوم.
وفي هذه الليلة (السابع من ديسمبر/كانون الأول) يظهر القمر قريبا من ألمع نجمين في كوكبة التوأم، وهما رأس التوأم المقدّم ورأس التوأم المؤخّر (تراهما على الجانب الآخر من القمر)، ولذلك يقال إن القمر في منزلة الذراع.
وقد صاغ العرب في ذلك سجعا مشهورا: "إذا طلعت الذراع، حسرت الشمس القناع، وأشعلت في الأفق الشعاع، وترقرق السراب بكل قاع، وكنست الظباء والسباع".
والمقصود أن طلوع هذه المنزلة قبيل الفجر كان عندهم علامة على اشتداد القيظ، فكأن الشمس تزيح قناعها فتعمّ أشعتها، ويكثر السراب بوصفه ظاهرة فيزيائية، وتلوذ الظباء والسباع بالظلّ والمخابئ اتقاء لحرارة النهار.
ويُوافق طلوع الذراع فجرا نحو 29 يوليو/تموز، ويختلف هذا التاريخ حسب تنوع المناطق في الجزيرة العربية، لكنه يدور حول الفترة نفسها.
ملك الكواكب
يُلقَّب المشتري بـ"ملك الكواكب" عن جدارة، فهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية وأثقلها، حتى إن كتلته تزيد على مجموع كتل بقية الكواكب مجتمعة، كما يتميز بدوران خاطف يجعل يومه لا يتجاوز نحو 9.9 ساعات، بينما يستغرق في دورانه حول الشمس قرابة 12 سنة أرضية.
إعلان
ولذلك لا يحتاج المشتري عادة إلى أدوات كي يُرى في السماء، إذ يلمع كنقطة بيضاء ثابتة تُعرف بسهولة بين النجوم، ومع تلسكوب صغير يمكن أن تميز غلافه الجوي بوضوح، بل وترى عددا من أقماره.
لكن هذا العملاق ليس كرة ساكنة، فغلافه الجوي لوحة متحركة من الأحزمة الداكنة والمناطق الفاتحة، وهي سحب باردة عاصفة من الأمونيا والماء تطفو في جوّ يغلب عليه الهيدروجين والهيليوم.
وبين هذه الخطوط تتوالد دوّامات لا تهدأ، أشهرها البقعة الحمراء العظمى، وهي عاصفة هائلة أكبر من الأرض، صمدت قرونا طويلة وتحوّلت إلى أيقونة في علم الكواكب.
وفي الأعماق تبدأ الفيزياء في كتابة فصلها الأكثر غرابة، فالضغط والحرارة يحولان الهيدروجين من غاز إلى سائل، ثم إلى ما يشبه "الهيدروجين الفلزي" الموصل للكهرباء.
ومع الدوران السريع يعمل هذا السائل كدينامو كوني يولد مجالا مغناطيسيا شديد القوة تتضخم معه "المغناطيسية الكوكبية" إلى نطاق هائل وتظهر شُفُق قطبية مدهشة عند القطبين.

0 تعليق