على وقع الحوادث المؤلمة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، والتي أفجعت قلوب الأردنيين بأخبار "الاختناق" وتسرب الغاز، خرجت مديرية الدفاع المدني عن صمتها بأرقام وحقائق ميدانية، كاشفة عن حجم المخاطر التي تتربص بالمواطنين خلف أبوابهم المغلقة.
وفي حديث شامل لبرنامج "أخبار السابعة" عبر شاشة "رؤيا"، شرح مدير دفاع مدني غرب عمان، العقيد أحمد الزيادات، خارطة المخاطر الشتوية، واضعا يده على الجرح النازف المتمثل في سوء استخدام وسائل التدفئة.
لغة الأرقام: موسم دام
واستعرض الزيادات بلغة لا تقبل التأويل إحصائيات الموسم المطري الماضي 2024-2025، حيث تعاملت كوادر الإنقاذ والإسعاف مع 707 بلاغات نتجت عن وسائل التدفئة المختلفة، مخلفة وراءها حصيلة ثقيلة بلغت 775 إصابة و 30 وفاة.
أما الموسم الحالي، ورغم أنه لا يزال في بداياته، فقد سجل حتى اللحظة 47 بلاغا، أسفرت عن 38 إصابة و 3 وفيات، مما يؤشر إلى ضرورة رفع درجة الوعي قبل فوات الأوان.
القائمة السوداء: الغاز في الصدارة
وفي تفكيكه لأنواع المدافئ الأكثر فتكا، أكد المسؤول الأمني أن كل الوسائل قد تكون خطيرة في حال الإهمال، لكن الأرقام وضعت مدافئ الغاز في رأس القائمة؛ نظرا لانتشارها الواسع.
وجاء ترتيب الخطورة وفقا لبيانات العام الماضي كالتالي:
"الموت الصامت".. خطر انعدام التهوية
ونبه الزيادات إلى أن الخطر لا يقتصر فقط على "النوم والمدفأة مشتعلة" -رغم خطورته القصوى- بل يمتد إلى ساعات السهر والجلوس؛ إذ يؤدي إحكام إغلاق النوافذ والأبواب دون تهوية مستمرة إلى نقص الأكسجين تدريجيا، مما يسبب حالات إغماء واختناق مفاجئة للجالسين، مشيرا إلى أن البلاغات ترتفع وتيرتها ليلا مع اشتداد البرد.
فخ الآبار والسيول
بعيدا عن التدفئة، سلط العقيد الضوء على مخاطر أخرى ترافق المنخفضات الجوية، أبرزها:
رسالة أخيرة
واختتم مدير دفاع مدني غرب عمان حديثه برسالة توعوية، داعيا المواطنين إلى عدم التهاون في إجراءات الصيانة الدورية، وتفقد الخراطيم والتوصيلات، وتجنب البناء العشوائي في بطون الأودية، مؤكدا أن الدفاع المدني يواصل بث رسائله لترسيخ "ثقافة السلامة" وحماية الأرواح.

0 تعليق