عاشت المدن السورية، مساء الأحد وحتى الساعات الأولى من فجر يوم الإثنين، ليلة تاريخية امتزجت فيها حماسة الرياضة بعبق الحرية، حيث احتفل السوريون بمناسبتين كبيرتين في آن واحد: التأهل إلى الدور ربع النهائي من بطولة "كأس العرب"، والذكرى السنوية الأولى لتحرير البلاد وإسقاط نظام الحكم السابق.
مباراة "بطعم الفوز" للطرفين
وعلى أرضية الملعب في الدوحة، خاض المتخب السوري نسور قاسيون مواجهة مصيرية أمام شقيقه المتخب الفلسطيني الفدائي.
وانتهى "ديربي الشام" بتعادل سلبي 0-0، وهو النتيجة التي كانت كفيلة بإسعاد الجمهورين؛ إذ ضمنت هذه النقطة عبور المتخبين الشقيقين سويا إلى الدور الثاني، لتتحول المدرجات والشاشات إلى ساحة احتفال مشترك رفعت فيها الأعلام السورية والفلسطينية جنبا إلى جنب.
رمزية التوقيت: كرة وسياسة
واكتسب هذا الإنجاز الرياضي بعدا وطنيا عميقا؛ لتزامنه مع الثامن من كانون الأول، ذكرى سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد وانتصار الثورة.
ورأى المحتفلون في هذا التأهل "هدية رمزية" للجمهورية الجديدة، وتأكيدا على تعافي سوريا وعودتها لحضورها العربي والإقليمي، ليس فقط في الأروقة السياسية، بل في المحافل الرياضية أيضا.
أجواء الشارع: هتافات موحدة
وغصت الساحات الرئيسية في دمشق وحلب وإدلب ودرعا بالآلاف من المواطنين. ورصدت العدسات مشاهد عفوية لشبان يهتفون للمتخب الوطني تليها هتافات تمجد ذكرى التحرير والشهداء.
وتميزت الاحتفالات بروح التضامن العالية مع فلسطين، حيث اعتبر السوريون تأهل "الفدائي" معهم جزءا لا يتجزأ من فرحتهم الوطنية، في رسالة وحدة شعبية تجاوزت حدود الرياضة لتلامس وجدان الأمة.

0 تعليق