هل أصبح تقسيم دول المنطقة قدرا محتوما؟ ضيفا القاسم يجيبان - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثارت حلقة برنامج “الاتجاه المعاكس” (2025/12/9) سؤالا محوريا حول مستقبل دول الشرق الأوسط في ظل تصاعد حركات انفصالية، متسائلة إن كانت مجرد فقاعات سياسية ستتلاشى أم مقدمات لواقع يعيد رسم خرائط المنطقة.

وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عن تناقض مشهد عالمي يتجه نحو التكتلات الكبرى بينما تتصاعد في المنطقة دعوات الانقسام، وما إذا كانت القوى الانفصالية أدوات لقوى خارجية أم نتيجة ضغوط محلية طويلة.

ورأى عضو لجنة تنسيق المكونات السورية أيسر الويلي أن ما كان يُنظر إليه كمستحيل قد يتحول إلى واقع، مستشهدا بتجارب محلية كصعود الرئيس السوري أحمد الشرع وتحولاته.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وأكد أن التدهور الأمني في السويداء بعد اجتياح يوليو/تموز الماضي دفع الأهالي نحو ما وصفه بـ"الانفصال العلاجي" نتيجة القتل والتهجير والإبادة الطائفية ضد المدنيين، مشددا على أن "الشعوب أكثر قدسية من الدول"، وأن حدود المنطقة نُحتت تاريخيا من قِبل قوى استعمارية.

واعتبر الويلي أن الحق القانوني لتقرير المصير حق ثابت في المواثيق الدولية، مؤكدا أن ما حدث في السويداء غيّر المزاج العام من مطالب لامركزية إلى تفكير جدي بحماية ذاتية أو كيانات جديدة.

الاندماج لا التفكك

بيد أن الباحث السياسي والإعلامي أحمد كامل رفض هذه الطروحات جملة وتفصيلا، معتبرا الانفصال "فكرا للعقول الصغيرة أو العميلة"، ومؤكدا أن التاريخ العالمي يسير نحو الاندماج لا التفكك، مستشهدا بتجربة الاتحاد الأوروبي حيث ذابت دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا ضمن بنية تشاركية عميقة.

وسخر كامل من تبرير الانفصال كرد فعل على سقوط ضحايا، مقارنا مئات الضحايا في السويداء بملايين القتلى في حروب أوروبا دون أن يؤدي ذلك إلى تفكيك دولها.

واعتبر أن الحركات الانفصالية لا تحظى بشرعية شعبية حقيقية، وأن السوريين -رغم 14 عاما من الحرب- لم يرفعوا شعار الانفصال.

وتضمن السجال عرض صور من السويداء أثارت توتر النقاش، إذ رأى كامل أنها تعكس ممارسات مهينة لا تختلف عن جرائم التنظيمات المتطرفة، بينما رد الويلي بأن السويداء بأكملها شجبت تلك الأفعال التي كانت ردّة فعل على جرائم الدولة، متهما خصمه بتجاهل مآسي مئات الآلاف من الضحايا.

وتطرق القاسم إلى الدور الأميركي، مشيرا إلى أن واشنطن باتت تعلن صراحة دعمها لوحدة سوريا والعراق ولبنان، في سياق منافستها مع الصين، ومؤكدا أن الأميركيين باتوا يراهنون على دور سوري موحد في ضبط المحيط العربي، مما يضعف أي مشروع انفصالي بحسب ما أكد المبعوثون الأميركيون.

لكن الويلي اعتبر المواقف الأميركية متخبطة، مشيرا إلى تغيّر تصريحات واشنطن حول لبنان وسوريا، لافتا إلى أن الأميركيين غير موثوقين وأن السياسات الدولية تتبدل بسرعة.

وأضاف أن التخلي عن السويداء وتركها تواجه الحصار والقتل خلق قناعة لدى جزء من الأهالي بالحاجة إلى خيارات جديدة.

فشل اللامركزية

في المقابل، شدد كامل على أن اللامركزية نفسها فشلت في دول عدة مثل ليبيا والعراق، مستشهدا بتصريح مبعوث أميركي أكد أن أي مشروع لامركزي في سوريا لن ينجح، وقال إن أي محاولة للانفصال ستصطدم برفض دولي وإقليمي شامل، يمتد من أميركا إلى تركيا مرورا بالدول العربية بما فيها الأردن.

وتوجه القاسم بسؤال محوري: إذا كانت سوريا والعراق ولبنان عاشت حروبا ومجازر واسعة دون أن يُطالب سنّة هذه البلدان بالانفصال، فكيف يمكن تبرير دعوات الانفصال بسبب أحداث محدودة نسبيا؟

ورد الويلي بأن مناطق عدة في سوريا شهدت إدارات ذاتية خلال السنوات الماضية، وأن ما يحدث اليوم هو نتيجة طبيعية لانهيار الدولة وغيابها.

كما عرض صورا من إدلب رفع خلالها متظاهرون أعلام قوى أجنبية للمطالبة بالحماية الدولية، معتبرا أن اتهام السويداء بالعمالة أمر غير أخلاقي.

وتحول النقاش إلى جدل حول القدرة على إقامة كيان مستقل، إذ اعتبر كامل أن أي منطقة انفصالية تفتقر إلى أبسط مقومات الدولة، متسائلا عن قدرتها على إنتاج الخبز أو الكهرباء أو التعليم أو الاتصالات، بينما شدد الويلي على أن الموارد المحلية قادرة على تأمين "استقلال خبزي" على الأقل.

وتطرق القاسم إلى تأثير أي انفصال على الدول المجاورة، محذرا من أن تركيا والأردن والعراق ولبنان وإيران لن تقبل بقيام كيانات جديدة تفتح الباب أمام مطالب مشابهة داخل حدودها، معتبرا أن أي انفصال سيشعل فوضى أوسع في منطقة شديدة الهشاشة.

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

0 تعليق