في ليلة كروية صعبة، أكد نادي ليفربول الإنجليزي على صلابة شخصيته الأوروبية، محققا فوزا بالأهمية على مضيفه إنتر ميلانو الإيطالي بهدف نظيف، في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء الثلاثاء ضمن فعاليات الجولة السادسة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
هذا الانتصار جاء ليبقي الفريق على المسار الصحيح قاريا، متجاوزا محنة التوتر الداخلي وتذبذب النتائج الأخيرة.
مقاومة إيطالية وعودة درامية في اللحظات الأخيرة
بدأت المباراة على أرضية ملعب "سان سيرو" وسط توقعات بفرصة سانحة لـ "النيراتزوري" لاستغلال الظروف الصعبة التي يمر بها "الريدز"، خاصة بعد السقوط أمام أيندهوفن 1-4 في الجولة الخامسة.
وخلافا لهذه التوقعات، سيطر ليفربول على مجريات الشوط الأول بفعالية أكبر، رغم تعرض الإنتر لإصابتين مبكرتين أخرجتا نجم وسطه هاكان تشالهانأوغلو ومدافعه فرانتشيسكو أتشيربي.
وشهدت الدقيقة 32 هدفا ملغى ليفربول برأسية المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتيه، بعدما تدخلت تقنية الفيديو (VAR) لتلغيه بداعي وجود لمسة يد على زميله أوغو إيكيتيكيه.
واستمر التعادل السلبي مسيطرا على اللقاء وسط محاولات متقطعة، قبل أن تأتي اللحظة الحاسمة في الدقائق الأخيرة.
ركلة جزاء تنهي الجدل وتعزز الصدارة
في الدقيقة الثامنة والثمانين (88)، نجح البديل الألماني فلوريان فيرتس في اقتناص ركلة جزاء من المدافع أليساندرو باستوني، ليتولى تنفيذها النجم المجري دومينيك سوبوسلاي بنجاح مطلق، مسجلا هدف الفوز الوحيد والقاتل الذي منح ليفربول النقاط الثلاث.
تجاوز "محنة" صلاح والتخبط المحلي
يأتي هذا الانتصار كمتنفس حقيقي للمدرب الهولندي أرني سلوت، الذي خاض هذه المباراة المصيرية بعد تعادلين متتاليين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي ظل غياب هدافه محمد صلاح، الذي جرى استبعاده بقرار تأديبي، متزامنا مع تزايد الأحاديث عن احتمال رحيله في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
وقد أظهرت نتيجة "سان سيرو" تماسكا غير متوقع للفريق في غرفة الملاعب، وإصرارا على الفصل بين الأداء الميداني والتوترات خارج المستطيل الأخضر.
أما إنتر، فبعدما بدأ مشواره بأربعة انتصارات، مني بخسارته الثانية على التوالي قاريا بعد سقوطه أمام أتليتيكو مدريد، ليتراجع إلى المركز الرابع بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر أرسنال.
حظوظ وافرة للتأهل
بفضل هذا الفوز الدرامي، رفع ليفربول رصيده إلى 12 نقطة، ليعزز موقعه بشكل كبير قبل جولتين من نهاية دور المجموعات، مؤكدا بذلك حظوظه الوافرة في بلوغ الأدوار الإقصائية للمسابقة الأغلى أوروبيا.
وعلى المدرب سلوت الآن استثمار هذه الروح الجديدة لإعادة ترتيب الأوراق محليا.

0 تعليق