لم تكن هزيمة المنتخب المصري أمام نظيره الأردني بثلاثية نظيفة، في ختام الدور الأول من كأس العرب لكرة القدم التاسع من ديسمبر 2025، مجرد كبوة عابرة، بل فجرت موجة عارمة من الغضب والانتقادات اللاذعة في الأوساط الصحفية والإعلامية المصرية، التي وصفت الخروج المبكر للفراعنة بعد تعادلين وخسارة مذلة بـ"الفضيحة" و"الكارثة"، مركزة على الأداء الباهت وغياب الروح القتالية.
وشنت الصحف والمواقع الإخبارية في مصر هجوما شرسا على المنظومة الكروية المصرية؛ إذ وصف موقع "ماسبيرو" الهزيمة بـ"الثقيلة والمريرة"، معتبرا أن المباراة كانت "بلا شكل ولا طعم"، داعيا إلى مراجعة شاملة لمشروع المنتخبات.
وفي تحليل فني قاس عبر منصة "صدى البلد"، أكد الخبير الرياضي المصري حسن المستكاوي أن مصر "لا تلعب كرة قدم تليق بالمستوى الدولي"، مرجعا ذلك إلى "فوضى فنية" وإدارية حولت الكرة إلى أموال دون تدريب حقيقي، منتقدا افتقار اللاعبين للياقة والتنظيم الدفاعي.
وفي كواليس الأزمة، خرج المدير الفني للمنتخب المصري، حلمي طولان، في مؤتمر صحفي ليحمل نفسه المسؤولية قبل أن يفجر قنبلة في وجه رابطة الأندية، قائلا بحرقة: "هذا المنتخب ولد يتيما"، متهما رئيس الرابطة أحمد دياب بالتسبب المباشر في "إهانة منتخب مصر" لرفضه إيقاف الدوري، ما حرم الفريق من جهود سبعة لاعبين أساسيين من نادي بيراميدز، على عكس باقي المنتخبات المشاركة.
وانتقلت حالة الغليان إلى الشاشات، حيث اعتبر الإعلامي المصري أحمد موسى أن سمعة البلد "تبهدلت" على يد منتخب وصفه بـ"المكسح"، فيما تساءل المحلل سمير عثمان باستنكار عن حقيقة مقولة "أقوى دوري في المنطقة" أمام هزيمة ثلاثية.
وعلى الجانب المضيء من المباراة، لم يغفل الإعلام المصري الإشادة بالأداء "التاريخي" للمنتخب الأردني "النشامى"، الذي حقق العلامة الكاملة في مجموعته.
ووصفت صحيفة "يلاكورة" و "اليوم السابع" الأداء الأردني بـ"الدرس الكروي رفيع المستوى"، مشيدين بقدرة المدرب جمال السلامي على فرض شخصيته الكروية والفوز بثلاثة أهداف رغم مشاركته بتشكيلة احتياطية بالكامل 11 تغييرا لإراحة النجوم.
وخطف الحارس الأردني نور بني عطية الأضواء، حيث وصفته التقارير بـ"الحائط الأبيض" ورجل المباراة، بعد تصدياته الحاسمة التي حافظت على نظافة شباكه طوال الدور الأول.
كما ضجت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات مصرية وعربية تبدي إعجابها بـ"احترام الأردن لكرة القدم"، حيث رأى مشجع مصري في الهزيمة مؤشرا على خلل في "إدارة الأولويات"وتراجع ""القوة الناعمة" لمصر، بينما اعتبر المغردون أن "النشامى" قدموا بالصف الثاني درسا في الرجولة والالتزام التكتيكي.
0 تعليق