بعد مباراة تاريخية ضمن فيها المنتخب المغربي لكرة القدم تأهله لمونديال 2026، بفضل فوز عريض على منتخب النيجر 5 - صفر، جاءت تصريحات المدربين في المؤتمر الصحافي لتعكس التباين بين نشوة الانتصار وتقبل الخسارة.
وعبر وليد الركراكي، مدرب أسود الأطلس، عن رضاه الكبير بما قدمه لاعبوه، قائلًا: «دخلنا المباراة بتركيز عالٍ منذ البداية، ورفعنا الإيقاع مبكرًا، ما دفع المنافس لارتكاب الأخطاء والحصول على بطاقات. الفوز بخمسة أهداف نتيجة تاريخية، ويضاف إلى سلسلة الانتصارات التي بلغنا بها رقمًا قياسيًا أفريقيًا بـ13 انتصارًا متتاليًا، وفي حدود علمي، فإسبانيا وحدها بلغت 15 فوزًا متتاليًا».
وأكد الركراكي أن وفرة الخيارات البشرية داخل المنتخب تشكل تحديًا يوميًا بالنسبة له: «أمتلك مجموعة واسعة من اللاعبين، وهذا يخلق لي صداعًا دائمًا في اختيار التشكيلة النهائية، لكنني سعيد باشتداد المنافسة على الدخول في التشكيل».
وأضاف: «عندما توج المغرب بلقبه الوحيد كنت في عامي الأول، واليوم أجد نفسي أمام تحدٍ تاريخي لمحاولة كتابة صفحة جديدة. رغم صعوبة المهمة فإنني أشعر بالفخر للمهمة المناطة بي بقيادة المنتخب للسعي للظفر باللقب الأفريقي الثاني».
أما عن غياب بعض الأسماء البارزة المتألقة في كأس إفريقيا للمحليين، فقد تحاشى الركراكي الخوض في التفاصيل، مكتفيًا بالقول إن المنافسة مفتوحة أمام الجميع، مشيرًا إلى أن مباراة زامبيا المقبلة ستشهد منح الفرصة لوجوه أخرى لتعويض الغيابات الناتجة عن الإصابات، وغيرها.
في المقابل، اختار المغربي بادو الزاكي، مدرب منتخب النيجر، لهجة واقعية وهو يعلق على الخسارة: «الهزيمة أمام المغرب ليست كبيرة ولا مفاجئة، خصوصًا أننا لعبنا بنقص عددي بعد الطرد، وهو ما زاد الأمور تعقيدًا. في رأيي أن الحكم كان قاسيًا بإشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجه لاعبنا».
وأوضح الزاكي أن ظروف منتخبه لم تساعد في مجاراة الإيقاع العالي للمغاربة، وأضاف: «نصف اللاعبين لم يبدأوا الموسم بعد، وهذا يظهر جليًا أمام فريق قوي كالمنتخب المغربي. قد يكون التعويض ممكنًا أمام منتخبات أخرى، لكن ليس أمام هذا المنافس. لذلك نتقبل الخسارة بصدر رحب بالنظر للفوارق والظروف المحيطة بالمباراة».
ورغم مرارة النتيجة، لم يخفِ الزاكي إعجابه بما شهده في المغرب: «أنا بوصفي مغربيًا، أشعر بالفخر وأنا أرى هذا الملعب الذي أصبح من المعالم الكبرى. لم نكن نحلم بوجودها قبل سنوات. هنيئًا للمغرب ولكل من أسهم في إنجاز هذا المشروع في وقت قياسي».
واختتم مدرب النيجر تصريحه بإشادة خاصة بنجمي المنتخب المغربي: «إذا لم يتوج أشرف حكيمي بلقب أفضل لاعب أفريقي، فإن الجائزة ستفقد كثيرًا من قيمتها، والأمر نفسه ينطبق على ياسين بونو الذي يستحق القفاز الذهبي».
0 تعليق