Published On 7/9/20257/9/2025
|آخر تحديث: 18:18 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:18 (توقيت مكة)
سلطت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الضوء على الأخطار التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون، والتضحيات التي يبذلونها، في سبيل تغطية الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو عامين في قطاع غزة.
وركزت الصحيفة على نموذج نور خالد أبو ركبة، مراسلة قناة الجزيرة في شمال القطاع، والتي باشرت نقل ما تتعرض له غزة مع زميلها شادي شامية بعد غياب أنس الشريف، الذي اغتالته إسرائيل قبل أقل من شهر، واستشهد حينها أيضا مراسل الجزيرة محمد قريقع، ومصوراها إبراهيم ظاهر، ومحمد نوفل، وصحفيان آخران.
اقرأ أيضا
list of 1 item end of listنور خالد: أفضل البقاء حتى يغادر آخر شخص في غزة
وتقول "فايننشال تايمز" إن نور خالد اتخذت قرارا صعبا، حيث اجتمعت وزملاؤها التسعة الناجون في خيمة إعلامية مؤقتة جرى إصلاحها على عجل، خارج مستشفى الشفاء، بعد قصف خيمة الجزيرة في المكان ذاته، وناقشوا إذا ما كانوا سينزحون جنوبا، أم يبقون لتوثيق احتلال إسرائيل لأكبر مدينة في القطاع المحاصر.
وحسمت نور الأمر ”أفضل البقاء، حتى يغادر آخر شخص، لنقل صوتهم ورواية قصتهم"، مضيفة "إذا بقيت، فهذا لا يعني أنني أسعى إلى الموت، بل أنني ملتزمة بتغطية القصة".
وبحسب فايننشال تايمز تعاني مراسلة الجزيرة البالغة من العمر 27 عاما سوء تغذية، لدرجة أن سترتها الصحفية -التي باتت عزيزة في غزة- تتدلى على جسدها النحيل، وتقول إن الخوف يسيطر على حياتها، فخلال 23 شهرا من الحرب، قتلت إسرائيل 3 من أشقائها، ودمرت منزلها وتركت عائلتها بلا مأوى، وفي الأسبوع الماضي، سقطت قنبلة إسرائيلية بالقرب من المكان الذي كانت عائلتها قد نزحت إليه.
إعلان
وتدرك نور خالد أنها دخلت في دائرة الضوء التي قد تكون قاتلة، جراء العمل في قناة الجزيرة، معقبة "لا يمكنني إخفاء أن أمي خائفة عليّ، لأن الصحفيين أصبحوا أهدافا، أي مكان نذهب إليه قد يكون هدفا".
وحول دافعها إلى مواصلة العمل المحفوف بالأخطار، قالت مراسلة الجزيرة "ولد شيء بداخلي يقول إن عليّ إكمال الرحلة التي ضحوا بحياتهم من أجلها"، وهو السبب ذاته الذي دفعها هي وبقية فريق قناة الجزيرة إلى اتخاذ قرار البقاء في مدينة غزة، على الرغم من اقتراب الدبابات الإسرائيلية.
الخطر لم يتراجع رغم الغضب العالمي
وبلغ عدد الشهداء الصحفيين الذين قضوا جراء الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة في قطاع غزة، 248 صحفيا، منذ بدء الحرب، وفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، ووفق تقديرات منظمات تدافع عن حرية الإعلام، فإن عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في القطاع يعادل تقريبا عدد الصحفيين الذين قُتلوا خلال عقدين منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وتنوه "فايننشال تايمز" إلى أن خطر استهداف الصحفيين الفلسطينيين لم يتراجع رغم الغضب الدولي، مستحضرة الاستهداف الإسرائيلي لموقع التصوير المباشر في مجمع ناصر الطبي، والذي أسفر عن استشهاد 5 صحفيين، بينهم صحفيون يعملون لصالح رويترز وأسوشيتد برس والجزيرة.
وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل ادعت أنها قتلت 6 مسلحين، ولم تقدم أي دليل على ذلك، ورفضت الرد على قائمة مفصلة من الأسئلة حول هذا الاستهداف وغيره من الاستهدافات التي استشهد فيها صحفيون.
وتحذر سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين "سي بي جيه" (ْCPJ) من أن هناك ما يقرب من 10 صحفيين يخشون على حياتهم بعد إدراجهم على قوائم التشهير الإسرائيلية.
وفي حين تمنع إسرائيل الصحفيين الأجانب من دخول القطاع لتغطية الأحداث فيه، يستند العالم على جهود الصحفيين الفلسطينيين، المجردين من الحماية، المكفولة لهم بموجب القانون الدولي.
وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى التهديدات التي تواجهها قناة الجزيرة خصوصا، لافتة إلى أن مئات الملايين يشاهدونها في المنطقة، وأصبحت بمنزلة المذيع الرئيسي الذي يوثق هجوم إسرائيل على غزة، مما حوّل مراسليها إلى رموز فلسطينية.
0 تعليق