التأثيرات غير المتناسبة لتغير المناخ في باكستان - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 9/9/20259/9/2025

|

آخر تحديث: 09:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:45 (توقيت مكة)

باتت الكوارث غير الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ أمرا شائعًا بشكل متزايد في باكستان، وأصبحت الفيضانات والجفاف وموجات الحر، التي كانت تحدث مرة واحدة كل قرن، حدثا شبه سنوي يسبب خسائر بشرية ومادية فادحة.

وتصل درجات الحرارة في بعض مناطق البلاد بانتظام إلى 50 درجة مئوية، مما يجعل الظروف غير صالحة للعيش للكثيرين، وتتأثر الطبقات الأكثر هشاشة بعوامل الطقس الشديد.

اقرأ أيضا

list of 3 items end of list

كما يتسبب الطقس الحار غير الاعتيادي في هطول أمطار موسمية غزيرة، مما يؤدي إلى فيضانات. ففي عام 2022، شردت الفيضانات الهائلة نحو 8 ملايين شخص، وأثرت بشكل مباشر على 30 مليونًا. وعام 2024، أدت الفيضانات التي أعقبت موجات حر أخرى إلى نزوح 1.5 مليون شخص.

وكانت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان قد أفادت بأن الأمطار الموسمية منذ 26 يونيو/حزيران الماضي تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة 910 أشخاص في جميع أنحاء البلاد وتضرر 7 آلاف و850 منزلا، وجاءت أفدح الخسائر في إقليم خيبر باختونخوا الجبلي شمال غرب البلاد.

وفي إقليم البنجاب، الذي مازال يشهد أمطارا غزيرة، تضرر من الفيضانات أكثر من 4.1 ملايين شخص في 4 آلاف و100 قرية تقع ضمن 25 منطقة في الإقليم.

ولا يقتصر الطقس الشديد على الفيضانات وموجات الحر، فباكستان لا تزال تشهد كوارث غير طبيعية متكررة، بدءًا من عواصف برد بحجم كرات الغولف وصولا إلى تردي جودة الهواء بشكل كبير.

وتعد باكستان خامس أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم. وعندما تقع كارثة مناخية، فهي تُعرّض حياة  أكثر من 240 مليون شخص وحقوقهم الإنسانية للخطر.

وخلال موجات الطقس الشديد، يفقد الناس مصادر دخلهم، ويعجز الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة، ويموت كثيرون بسبب الفيضانات والأمراض المرتبطة بالحر.

A woman sits on a cot as floodwater approaches her village in Garh Maharaja, in Jhang district, Pakistan, Tuesday, Sept. 2, 2025. (AP Photo/K.M. Chaudary)
الفيضانات تغمر قرية بمنطقة جهانغ باكستان (أسوشيتد برس)

خسائر غير متناسبة

يؤثر تغير المناخ في باكستان على بعض الناس أكثر من غيرهم. فالأطفال الصغار جدًا وكبار السن أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الأمراض التي تنتشر بعد الفيضانات، كما أنهم أقل قدرة على التكيف مع الحرارة الشديدة، مما يزيد من احتمال الإصابة بضربة شمس وجفاف شديد والوفاة.

إعلان

وقد ارتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال وكبار السن بشكل كبير بعد الفيضانات الهائلة عام 2022، ومعظمها بسبب أسباب مرتبطة بالمرض.

ومن جانبها تقوم الحكومة الباكستانية بإحصاء ضحايا الفيضانات لكن تسجَّل فقط حوالي 5% من إجمالي الوفيات. وبدون جمع معلومات دقيقة، لا تتوفر وسيلة واضحة لحماية الأطفال وكبار السن من الأذى.

كما توجد فئة أخرى تواجه مخاطر هائلة جراء تغير المناخ، ألا وهي العمال غير النظاميين الذين يشكلون حوالي 70% من القوى العاملة في باكستان. وقد سلّطنا الضوء على قصص هؤلاء العمال الذين لا يملك الكثير منهم خيارًا سوى العمل في ظل موجات حرّ قاسية، تصل فيها درجات الحرارة أحيانًا إلى 50 درجة مئوية.

ولا يوجد في باكستان نظام تقاعدي شامل، والحماية الاجتماعية المتاحة محدودة في حال عجز الشخص عن العمل بسبب المرض أو الإعاقة أو لأسباب أخرى.

كما لا يجد معظم العمال سبيلا لكسب المال إذا لم يعملوا. وهذا يضعهم أمام خيار محفوف بالمخاطر، بين توفير ما يكفي من الطعام لأسرهم، والعمل في ظروف قد تؤدي إلى وفاتهم.

People, who fled from their homes due to flood, take shelter at a relief camp on the outskirts of Multan, Pakistan, Tuesday, Sept. 2, 2025. (AP Photo/Asim Tanveer)
مخيم إغاثة على مشارف مدينة ملتان في باكستان بعد تضرر القرى بسبب الفيضانات (أسوشيتد برس)

تحديات الطقس الشديد

عندما تقع كارثة مناخية، غالبا ما يكون أطباء باكستان وطلاب الطب أول من يدركون آثارها، سواءً كانوا يُكافحون تفشي الأمراض المنقولة بالبعوض أو المياه بعد الفيضانات، أو يعالجون زيادةً في عدد مرضى ضربة الشمس، وغالبا ما يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية في طليعة الاستجابة.

ويعاني نظام الرعاية الصحية في باكستان من نقص التمويل وإرهاق في أحسن الأحوال، ولكن عندما تحدث فيضانات أو موجات حر أو أزمة طوارئ تتعلق بجودة الهواء، يهرع عدد أكبر من المرضى إلى المستشفى، مما يُثقل كاهل المرافق والأطباء.

ولا يمتلك الأطباء دائمًا المعدات أو الكوادر اللازمة للاستجابة للكوارث غير الطبيعية المتزايدة. وخلال موجات الحر، غالبًا ما تكون مراكز التبريد غير كافية، مما يعني أن الناس لا يجدون مكانًا يبردون فيه أجسامهم للوقاية من ضربات الشمس.

كما تفتقر معظم المستشفيات، التي تقع بشكل رئيسي في المراكز الحضرية الكبرى، إلى الكوادر أو المعدات اللازمة للوصول إلى المجتمعات الريفية الأكثر تضررا.

وحسب لمنظمة الصحة العالمية، ينبغي للدول إنفاق ما بين 5% و6% من ناتجها المحلي الإجمالي على الرعاية الصحية لضمان التغطية الشاملة. وتُنفق الحكومة الباكستانية حوالي 1% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الصحة.

وفي جميع أنحاء العالم، تُخفّض دول مثل الولايات المتحدة إنفاقها الدولي على الصحة، مما يُصعّب مكافحة المشكلات الصحية المتعلقة بتغير المناخ. بينما تدفع باكستان أثمانا باهظة للتغير المناخي الذي لم تساهم فيه سوى بمعدل ضئيل.

0 تعليق