رفعت والدة مراهق أمريكي دعوى قضائية ضد شركتي "Roblox" و"Discord"، متهمة المنصتين بالإهمال الجسيم الذي أدى إلى استغلال ابنها جنسياً ودفعه للانتحار.
وتلقي هذه القضية المأساوية الضوء مجدداً على المخاطر الكامنة في العوالم الافتراضية التي يرتادها ملايين الأطفال، والفشل المزعوم لهذه المنصات في حمايتهم.
من لعبة أطفال إلى فخ للاستغلال الجنسي
وفقاً للدعوى التي رفعتها ريبيكا دالاس أمام محكمة في سان فرانسيسكو، فإن ابنها إيثان بدأ استخدام منصة الألعاب "روبلوكس" في التاسعة من عمره بموافقة والديه وتحت الرقابة الأبوية.
لكن حين بلغ الثانية عشرة، تمكن شخص بالغ، تظاهر بأنه طفل، من استدراجه وإقناعه بتعطيل أدوات الرقابة، ثم نقله لمواصلة التواصل عبر منصة الدردشة "Discord".
وعلى "Discord"، تحولت المحادثات تدريجياً إلى طابع جنسي، قبل أن يبدأ المعتدي بابتزاز الفتى وتهديده بنشر محادثاتهما ما لم يرسل صوراً ومقاطع فيديو صريحة.
واستسلم إيثان للتهديدات، مما أدخله في دوامة من الضغط النفسي الشديد الذي انتهى بإقدامه على الانتحار في أبريل 2024 عن عمر يناهز 15 عاماً.
اتهامات بالإهمال.. والشركتان تدافعان عن إجراءاتهما
تتهم الدعوى القضائية الشركتين بـ "الوفاة غير المشروعة" وتشغيل خدماتهما بطريقة "مضللة وخطرة"، مشيرة إلى أن غياب التحقق من هوية وأعمار المستخدمين سهّل على الجاني الوصول إلى الطفل.
ورداً على الاتهامات، أكدت شركة "روبلوكس" أنها تطبق ميزات أمان متقدمة وتعمل على تطوير أكثر من 100 أداة حماية سنوياً، بالإضافة إلى فرق رقابة بشرية.
بدورها، أشارت "ديسكورد" إلى أنها تشترط عمر 13 عاماً كحد أدنى، وتستخدم تقنيات متخصصة لحذف المحتوى المخالف.
ليست قضية معزولة: "ديسكورد" و"روبلوكس" تحت المجهر
وتكشف القضية عن نمط مقلق ومتكرر.
فقد ذكرت شركة المحاماة التي رفعت الدعوى أن هذه هي القضية التاسعة من نوعها التي تتولاها، وترتبط جميعها باستغلال أطفال عبر نفس المنصات.
وكان المركز الوطني لمكافحة الاستغلال الجنسي قد صنّف في 2024 كلاً من "روبلوكس" و"ديسكورد" ضمن قائمة كيانات "تسهل وتستفيد" من محتوى مسيء جنسياً.
كما كشف تحقيق صحفي أمريكي عام 2023 عن 35 حالة خلال ست سنوات تورط فيها بالغون باستخدام "Discord" في جرائم خطف أو تحرش واستدراج لقاصرين.
0 تعليق