Published On 15/9/202515/9/2025
|آخر تحديث: 15:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:32 (توقيت مكة)
تسبب الطقس المتطرف الذي ضرب أوروبا هذا الصيف في خسائر اقتصادية قصيرة الأجل بلغت 43 مليار يورو (نحو 50 مليار دولار) على الأقل، وفقًا لتقديرات على مستوى الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن ترتفع التكاليف إلى 126 مليار يورو (نحو148 مليار دولار) بحلول عام 2029.
وبحسب تحليل يستند إلى العلاقات بين بيانات الطقس والاقتصاد ونشر في دراسة أكاديمية هذا الشهر، فإن الضربة المباشرة التي لحقت بالاقتصاد نتيجة لصيف واحد قاس من الحرارة والجفاف والفيضانات بلغت 0.26% من الناتج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي في عام 2024.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوحسب التحليل، كان الضرر الأكبر في قبرص واليونان ومالطا وبلغاريا، حيث تكبدت كل منها خسائر قصيرة الأجل تجاوزت 1% من "القيمة المضافة الإجمالية" لعام 2024، وهو مقياس مماثل للناتج المحلي الإجمالي، وتلتها دول متوسطية أخرى، منها إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.
ووصف خبراء الاقتصاد من جامعة مانهايم والبنك المركزي الأوروبي النتائج بأنها "متحفظة"، لأنها لم تأخذ في الاعتبار حرائق الغابات القياسية التي اجتاحت جنوب أوروبا الشهر الماضي، أو التأثير المركب للأحداث الجوية المتطرفة التي تضرب في نفس الوقت.
وقالت سحر عثمان -الخبيرة الاقتصادية بجامعة مانهايم والمؤلفة الرئيسية للدراسة- "تظهر التكاليف الحقيقية للطقس المتطرف ببطء، لأن هذه الأحداث تؤثر على حياة الناس وسبل عيشهم من خلال مجموعة واسعة من القنوات التي تتجاوز تأثيرها الأولي".
وسعى العلماء لمعرفة مدى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الظواهر الجوية المتطرفة هذا الصيف، حيث تشير الدراسات إلى أن انهيار المناخ زاد احتمالية نشوب حرائق عارمة 40 مرة في إسبانيا والبرتغال، و10 مرات في اليونان وتركيا.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن موجة الحر في يونيو/حزيران قد تضاعف 3 مرات في 12 مدينة كبيرة بسبب التلوث المسبب للاحتباس الحراري.
إعلان
في حين أن معظم الأبحاث حول التكاليف الاقتصادية لانهيار المناخ تنظر إلى التأثيرات المباشرة، مثل الأصول المدمرة أو الخسائر المؤمنة، استخدم مؤلفو الدراسة الجديدة العلاقات التاريخية بين الطقس العنيف والناتج الاقتصادي.
ويأتي ذلك لمراعاة التأثيرات المتتالية، مثل الساعات المحدودة التي يمكن أن يعملها عمال البناء أثناء موجات الحر أو اضطراب أوقات التنقل بعد أن تتسبب الفيضانات في إتلاف السكك الحديدية.
وقال ستيفان هاليغات، كبير خبراء الاقتصاد المناخي في البنك الدولي، والذي لم يشارك في الدراسة، إن الدراسة أكدت أن التأثيرات الاقتصادية الأوسع نطاقا للطقس المتطرف كانت أكبر من التأثيرات المباشرة واستمرت لفترة أطول مما يتصور الناس.
وحذّر هاليغات من أن التقييم يعتمد على "مؤشرات غير دقيقة" لتحديد الأحوال الجوية المتطرفة، مما قد يؤدي إلى التقليل من تقدير التكاليف الإجمالية، مضيفا أن القيمة المضافة الإجمالية لم تُغطِّ التكلفة الإجمالية للأحوال الجوية المتطرفة على الأفراد والشركات، أو فوائد الحد من التعرض للمخاطر.
من جهته، قال جيرت بينينز، الخبير الاقتصادي في البنك الوطني البلجيكي، والذي لم يشارك في الدراسة، إن تعطل سلسلة التوريد يُعدّ من أبرز "التكاليف الخفية" التي عادةً ما تُغفل.
وقد وجدت دراسة شارك في تأليفها حول تكاليف الفيضانات البلجيكية المدمرة عام 2021 أن مبيعات شركات التصنيع البعيدة عن الكارثة انخفضت انخفاضًا حادًا في حال وجود موردين لها في مناطق الفيضانات منذ فترة طويلة.
وقال بينيز، إن تجاهل مثل هذه التأثيرات قد يؤدي إلى التقليل من تقدير الأضرار بنحو 30%، لكن الرسالة الأهم بحسبه تكمن في أن الظواهر الجوية المتطرفة تُخلّف بالفعل بصمة اقتصادية كبيرة، وقد تكون آثارها غير المباشرة بنفس القدر من الضرر الذي تُسببه الكارثة المباشرة.
0 تعليق