عاجل

خبراء: حلم العضلات يتحول إلى كابوس بسبب الإفراط في مكملات التستوستيرون - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

في 19 أغسطس/آب الماضي، أشار مقال بحثي شارك فيها 3 محاضرين في الصحة العامة وأخلاقيات الرياضة وعلم النفس، ونُشر على موقع جامعة "نيو ساوث ويلز" الأسترالية، إلى أن مقاطع الفيديو التي تُروّج لـ"التستوستيرون المثالي"، و"المظهر المثالي"، تحصد ملايين المشاهدات، وتدفع "الهوس بصورة الجسم"، إلى مستويات قصوى. من خلال تشجيع الشباب -ومعظمهم فتيان مراهقون- على زيادة مستويات هرمون التستوستيرون، (يُرمز إليها بمصطلح "تي- ماكسينغ" (T-maxxing)، إما بشكل طبيعي من خلال النظام الغذائي، أو باستخدام الهرمونات الاصطناعية.

والحماس الذي يبديه مُقدّمو البودكاست، الذين يحظون بشعبية بين الشباب، في الترويج لتناول معززات هرمون التستوستيرون، "كوسيلة لمحاربة الشيخوخة، وتحسين الأداء، أو بناء القوة".

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

لكن العلماء الثلاثة الذين شاركوا في المقال يقولون إن "تناول التستوستيرون دون حاجة طبية، ينطوي على مخاطر صحية جسيمة"، بالإضافة إلى ما يلعبه هذا التوجه المتصاعد، من دور في تعزيز شعور الشباب والفتيان في مرحلة النمو "بعدم الأمان"، والرغبة في أن يُنظر إليهم على أنهم "ذكوريون وأقوياء"، مما قد يجعلهم عرضة للاستغلال، ويؤثر على حياتهم بشكل خطير.

تناول التستوستيرون دون حاجة طبية، ينطوي على مخاطر صحية جسيمة (فري بيك)

10 معلومات موثوقة يجب أن تعرفها عن التستوستيرون

في إطار تحذير الباحثين من مخاطر انسياق الشباب وراء إغراءات التستوستيرون، أشاروا في مقالهم البحثي إلى أهمية المعرفة بالمعلومات الموثوقة التالية:

أجسامنا جميعا تُنتج هرمون التستوستيرون، لكن مستوياته الطبيعية أعلى بكثير لدى الرجال. للتستوستيرون تأثيرات واسعة النطاق على الجسم، في مقدمتها المساعدة على نمو وإصلاح العضلات والعظام، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، واستقرار المزاج والرغبة الجنسية. خلال فترة البلوغ لدى الذكور، يزداد إنتاج التستوستيرون 30 ضعفا، مما يُؤدي إلى تغيرات مثل خشونة الصوت، ونمو شعر الوجه، وزيادة كتلة العضلات، وإنتاج الحيوانات المنوية. من الطبيعي أن تتغير مستويات التستوستيرون على مدار الحياة، بل تتقلب يوميا (تبلغ أعلى مستوياتها في الصباح). يمكن لعوامل نمط الحياة، كالتغذية والنوم والتوتر، أن تؤثر على التستوستيرون المُنتج في الجسم. تبلغ مستويات التستوستيرون الطبيعية ذروتها في منتصف العشرينيات، ثم تبدأ في الانخفاض تدريجيا مع التقدم في السن. الطريقة الوحيدة لتشخيص التستوستيرون هي "فحص الدم"، وتتراوح مستوياته الصحية عادة بين 450 و600 نانوغرام/ديسيلتر، أما المستوى المنخفض فيكون أقل من 300 نانوغرام/ديسيلتر. انخفاض التستوستيرون قد يؤدي إلى: انخفاض كتلة العضلات، زيادة دهون الجسم، انخفاض كثافة العظام، انخفاض الرغبة الجنسية، الإرهاق، الاكتئاب، فقر الدم، وصعوبة التركيز. الخوف المنتشر بين الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي من انخفاض التستوستيرون، هو "ذعر مُصطنع"، لأن قصور الغدد التناسلية (عدم إنتاج الخصيتين لكمية كافية من التستوستيرون)، يُصيب حوالي واحد من كل 200 رجل، معظمهم من "كبار السن، ومرضى السكري، أو السمنة". لا صحة لتحذيرات المؤثرين على الإنترنت للشباب، باعتبار علامات، مثل عدم نمو كتلة العضلات أو عدم الحصول على "مظهر رجولي" بالسرعة المأمولة، دليلا على انخفاض التستوستيرون.
لا صحة لتحذيرات المؤثرين التي تربط بطء نمو العضلات أو تأخر المظهر الرجولي بانخفاض التستوستيرون (فري بيك)

أحد نماذج الـ"تي- ماكسينغ"

من بين النماذج التي التقتها مجلة "ديزد" الشبابية، اخترنا لكم جوزيف ويلز، وهو مدرب شخصي ومنشئ محتوى يبلغ من العمر (23 عاما)، وواحد من بين العديد من الشباب الذين يشيدون بالـ"تي- ماكسينغ" على موقع "تيك توك"، ويشارك متابعيه مراحل تقدم لياقته البدنية عبر الإنترنت.

إعلان

بدأ ويلز استخدام معززات التستوستيرون عندما كان في الـ18 من عمره، فقط بسبب "الشعور بانعدام الأمن"، كما يقول، وأوضح أنه كان حينها "نحيفا جدا، وطوله 180 سم تقريبا".

لكن ويلز يفتخر الآن بأنه يملك حوالي 200 رطل (حوالي 90 كيلو غراما) من العضلات المفتولة، ويقول إن هذا يعود لأنه يتناول ألف ملليغرام من التستوستيرون أسبوعيا (أي أكثر من 6 أضعاف الجرعة القياسية للرجال الذين يعانون من مستويات منخفضة من الهرمون، الذي تُنتجه أجسامهم بشكل طبيعي)، واعترف ويلز بأنه "يتجاوز الحدود، لكنه غير نادم على ذلك".

مخاطر تناول المزيد من التستوستيرون

في ظل انتشار اتجاهات "التحسين المفرط للذات" على الإنترنت كالنار في الهشيم، وربط "الرجولة" بالمظهر الجسدي العضلي، لإنعاش "سوق المكملات الغذائية التي تدّعي زيادة مستويات التستوستيرون، والترويج لبرامج التمارين الرياضية، والأنظمة الغذائية القاسية"، كما يقول صموئيل كورنيل، المرشح لنيل الدكتوراه في الصحة العامة، من جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني، وأحد المشاركين في البحث. ارتفع الطلب على التستوستيرون بنسبة 20% بين عامي 2016 و2019، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".

يندفع الشباب لتناول التستوستيرون، "حتى رغم عدم تشخيصهم سريريا بانخفاض مستويات التستوستيرون"، مما قد يؤدي إلى "تثبيط إنتاج الجسم له"، بالإضافة إلى المخاطر التالية:

الشعور بعدم الراحة، فعلى الرغم من إمكانية تعافي الجسم لإنتاج التستوستيرون بعد التوقف عن تناوله بشكل زائد، فإن ذلك قد يكون بطيئا وغير مضمون، "خاصة بعد الاستخدام طويل الأمد، أو غير المُشرف عليه"، وهو ما يجعل بعض الرجال قد يشعرون بفرق كبير عند التوقف عن تناوله. حدوث آثار جانبية، حيث يُسبب تناول المزيد من التستوستيرون دون وصفة طبية وتحت إشراف مناسب، آثارا جانبية لدى بعض الأشخاص، تشمل: انخفاض الخصوبة أو العقم، وأمراض القلب، وحب الشباب، والصلع، وارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء، والتفاعل مع بعض الأدوية. قد تصل المخاطر إلى الوفاة، بسبب تناول منتجات التستوستيرون المعروضة في الصالات الرياضية أو عبر الإنترنت، دون إشراف طبي. والتي قد تكون "ملوثة أو مُحددة بجرعات غير صحيحة"، مما قد يُعرّض الأشخاص الذين يتناولونها لـ"خطر العدوى، أو تلف الأعضاء، أو الوفاة".

اجعل الحد من الضرر هدفك

يقول تيموثي بياتكوفسكي، المحاضر في علم النفس، بجامعة غريفيث الأسترالية، والمشارك في البحث: إن الشباب الذين يسعون إلى مزيد من التستوستيرون غالبا ما يُخفون مشاكل أعمق، مثل "القلق بشأن صورة الجسم، والضغط الاجتماعي، أو مشاكل الصحة النفسية"، والتستوستيرون يُقدم لهم صورة جذابة تقول: "ارفع مستوى هرمون التستوستيرون لديك، وكن أكثر رجولة".

لكن أفضل الطرق لتنظيم الهرمونات والنمو، بالنسبة للشباب الأصحاء غير المصابين بقصور الغدد التناسلية، هي "اتباع نمط حياة يشمل النوم وتناول الطعام الصحي والنشاط البدني".

0 تعليق