دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 711، معلناً عن مرحلة جديدة من التصعيد الدموي، حيث بدأ جيش الاحتلال سلسلة هجمات واسعة ومركزة على مدينة غزة تمهيداً لاحتلالها، وسط ارتكاب مجازر جديدة وتدمير ممنهج للأبراج السكنية، بالتوازي مع تفاقم كارثي للمجاعة التي أعلنتها الأمم المتحدة رسمياً، واستمرار الحصار الخانق الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية.
هجوم واسع على مدينة غزة: تدمير وتهجير
في تطور ميداني خطير، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة غزة، قال مسؤول في الاحتلال إنها "ستشتد تباعاً".
وتستهدف العملية، التي تهدف إلى إعادة احتلال المدينة بالكامل، دفع السكان للنزوح القسري نحو جنوب القطاع.
واستأنف الاحتلال سياسته في تدمير الأبراج السكنية الشاهقة، حيث قصف ودمر برج الغفري، المكون من 20 طابقاً ويعد من أعلى أبراج المدينة، بعد وقت قصير من إصدار أوامر بإخلائه وإخلاء الخيام المجاورة له في منطقة ميناء غزة وحي الرمال.
ويأتي تدمير البرج، الذي كان يضم مئات الشقق السكنية ومقرات لوسائل إعلام وشركات تجارية، في سياق خطة أوسع أقرتها حكومة نتنياهو في أغسطس الماضي لإعادة احتلال القطاع تدريجياً.
ومنذ بدء تكثيف الهجمات على المدينة في 11 أغسطس، دمر الاحتلال بشكل كامل أو بليغ أكثر من 3600 بناية وبرج، ونحو 13 ألف خيمة كانت تؤوي نازحين، مستخدماً غارات جوية وتفجير روبوتات ومدرعات مفخخة.
حصيلة الضحايا: أرقام مروعة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ظهر الإثنين، أن حصيلة ضحايا حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، قد ارتفعت إلى 64,905 شهداء و164,926 مصاباً.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية وحدها، وصلت إلى المستشفيات جثامين 34 شهيداً و316 مصاباً، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإنقاذ عن الوصول إليهم.
المجاعة كسلاح حرب: "شهداء لقمة العيش"
تتواصل مأساة استهداف المدنيين الباحثين عن المساعدات، حيث استشهد 3 مواطنين وأصيب 47 آخرون خلال الساعات الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لـ"شهداء لقمة العيش" إلى 2,497 شهيداً وأكثر من 18,182 إصابة.
وتأتي هذه الجريمة الممنهجة في ظل إعلان رسمي من الأمم المتحدة ومنظمة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)" عن تفشي المجاعة في محافظة غزة، حيث يواجه نصف مليون شخص جوعاً "كارثياً".
وقد سجلت المستشفيات 3 حالات وفاة جديدة نتيجة سوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة إلى 425 شخصاً، بينهم 145 طفلاً. وحذرت "الأونروا" من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف في الأشهر الأخيرة.
تفاصيل المجازر الأخيرة (يوم الاثنين)
شهد يوم الاثنين سلسلة من المجازر الدامية التي أسفرت عن ارتقاء 62 شهيداً، غالبيتهم في مدينة غزة. ومن أبرز هذه الجرائم:
النصيرات: استشهاد 4 مواطنين بقصف طائرة مسيرة استهدفت خيمة تؤوي نازحين.
مدينة غزة: استشهاد مواطنين بقصف خيمة فوق سطح منزل بحي النصر، واستشهاد 10 مواطنين بينهم أطفال بقصف منزلين في شارع الجلاء، و6 شهداء بينهم 3 أطفال بقصف خيمة أخرى غرب المدينة.
كما استهدفت الغارات مركبة مدنية وشاحنة مياه، وتجمعات للمواطنين في مناطق متفرقة.
خان يونس: استشهاد مواطنة من ذوي الإعاقة السمعية و4 آخرين برصاص الاحتلال في منطقة المواصي، واستشهاد ثلاثة آخرين بينهم زوجان في نفس المنطقة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه متجاهلاً كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
0 تعليق