كشفت تقارير إعلامية أمريكية نقلتها سكاي نيوز عن تسارع وتيرة المفاوضات الأمنية بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي بوساطة أمريكية، حيث من المقرر عقد اجتماع أمني بين الطرفين في باكو، عاصمة أذربيجان، الخميس المقبل.
ويأتي هذا في وقت وُضع فيه مقترح للاحتلال الإسرائيلي مفصل على الطاولة يهدف إلى رسم ترتيبات أمنية جديدة جنوب سوريا.
مقترح الاحتلال المفصّل
وفقاً لموقع "أكسيوس" الأمريكي، قدمت تل أبيب قبل أسابيع مقترحاً يستند إلى نموذج اتفاقية السلام مع مصر عام 1979.
ويقضي المقترح بتقسيم المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق حتى الحدود الإسرائيلية إلى ثلاث مناطق (أ، ب، ج)، مع مستويات متفاوتة من نزع السلاح ووجود القوات السورية بناءً على قربها من الحدود.
المنطقة الأقرب لكيان الاحتلال: يُحظر فيها وجود أي قوات عسكرية أو أسلحة ثقيلة، ويُسمح فقط بوجود الشرطة وقوات الأمن الداخلي السورية.
منطقة عازلة موسعة: يدعو المقترح لتوسيع المنطقة العازلة الحالية بمقدار كيلومترين إضافيين داخل الأراضي السورية.
حظر جوي: فرض منطقة حظر طيران كاملة على الطائرات السورية فوق المنطقة بأكملها من جنوب غرب دمشق إلى الحدود.
مقابل هذه القيود، تعرض تل أبيب انسحاباً تدريجياً من جميع الأراضي التي احتلتها في سوريا خلال الأشهر الماضية، باستثناء موقع استراتيجي متقدم على قمة جبل الشيخ.
كما يشترط المقترح الإسرائيلي الحفاظ على "ممر جوي" عبر سوريا يسمح بشن ضربات إسرائيلية محتملة ضد إيران مستقبلاً.
الموقف السوري والمسار الدبلوماسي
حتى الآن، لم ترد دمشق رسمياً على المقترح وتعمل على إعداد مقترح مضاد. وبحسب وكالة "رويترز"، يهدف الموقف السوري إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي كامل من الأراضي المحتلة مؤخراً، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها عام 1974، ووقف شامل لغارات الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه التحركات في سياق ضغوط أمريكية مكثفة لإحراز تقدم قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري.
وفي هذا الإطار، يُعقد الأربعاء في لندن اجتماع ثلاثي يضم وزير الشؤون الاستراتيجية لدى الاحتلال رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي توم باراك.
وعلى الصعيد السياسي، نقل "أكسيوس" عن مصدر إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى اهتماماً بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، إلا أن احتمالية حدوث ذلك لا تزال ضئيلة في ظل حساسية المفاوضات الجارية.
ومن الجدير بالذكر أن المحادثات الحالية لا تتناول وضع هضبة الجولان المحتلة عام 1967.
0 تعليق