أشلاء وصراخ ورعب في مدينة غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - أ ف ب: في السماء، أصوات طائرات مسيّرة لا تتوقّف.. على الأرض، ينتشل بعض الشبّان والرجال جثماناً من تحت الركام برفق، بعد ساعات من اشتداد القصف على مدينة غزة وبالتزامن مع إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرّية للسيطرة عليها.
لم يتبقَ من مبنى سكني في شمال المدينة سوى أكوام ضخمة من الركام بعد أن استُهدف بقصف ليلي. ويحاول شاب جاهداً إقحام رأسه ويده تحت بقايا حائط مهدّم في بحث يائس عن ناجين تحت الأنقاض.
وقال أبو عبد زقّوت، مشيراً إلى أن عائلة عمه أبو كمال زقّوت كانت متواجدة في المبنى: "كان هناك نحو 50 شخصاً في الداخل، بينهم نساء وأطفال. لا أعرف لماذا قصفوه. لماذا يقتلون أطفالاً نائمين بسلام هكذا، ويمزّقون أجسادهم؟".
وأضاف: "أخرجنا الأطفال أشلاء".
وكان المسعفون يتنقّلون بين تلال من الخرسانة والحديد والركام في كل مكان، بينما تحاول عائلة تحميل بعض الأمتعة في سيارة قريبة على طريق شبه غير صالح للاستخدام جراء تكدّس الأنقاض.
وقال محمد البردويل: "أثناء الليل، قصفوا مربعاً سكنياً كاملاً. جميع الضحايا من الأطفال وكبار السن والنساء، وهم جميعاً تحت الردم".
وذكر البردويل أنه تمّ إخراج 10 ضحايا من تحت الأنقاض، فيما يبقى كثيرون تحتها.
وذكر الدفاع المدني في قطاع غزة أن ما لا يقل عن 12 شخصاً، بينهم أطفال، قُتلوا في القصف، بينما "عدد كبير من المدنيين" لا يزال مفقوداً.
وردّاً على استفسار لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي: إنه سينظر في التقرير.
وأعلنت إسرائيل، أمس، أنها بدأت المرحلة "الأساسية" في هجومها على مدينة غزة، وقالت: إن قواتها وسّعت عملياتها البرية وتتقدّم نحو وسط المدينة.
وقال إبراهيم البشيتي (35 عاماً)، وهو من سكان حي الصبرة بمدينة غزة، لوكالة فرانس برس: إن الوضع "كارثي بالفعل".
وأضاف: "صوت الطائرات لا يتوقف، طائرات صغيرة مسيّرة وطائرات حربية تحوم في السماء باستمرار. نحن خائفون للغاية، وكثير من الناس من حولنا نزحوا بالفعل. لا نعرف ماذا سيحدث لنا".
وأوضح البشيتي أن القصف الليلي العنيف كان قريباً جداً من منزله لدرجة أن ضغط الانفجار حطّم نوافذه وخلع الأبواب من مكانها.
وقال: "سمعنا أصوات صراخ تحت الركام. هذا المشهد المتكرّر يرعبنا ويخيفنا ويؤكد لنا أنه لا توجد إنسانية في هذا العالم".
في حي الشيخ رضوان في شمال المدينة، قالت ميساء أبو جامع (38 عاماً): إن إطلاق النار من الآليات العسكرية، والطائرات المسيّرة، والمدافع لا يتوقف.
وأضافت: إن انفجاراً هائلاً وقع ليلاً أيقظ عائلتها من النوم، مشيرة إلى أن أطفالها كانوا مرعوبين، يصرخون ويبكون خوفاً.
    

 

0 تعليق