Published On 17/9/202517/9/2025
|آخر تحديث: 18:06 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:06 (توقيت مكة)
بعد مرور عام على تفجير إسرائيل الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) في لبنان، لا يزال كثير من المصابين على طريق التعافي من جروح جسدية ونفسية خلفها الهجوم، الذي أوقع عشرات القتلى وآلاف الجرحى، بينهم نساء وأطفال.
وفي 17 سبتمبر/أيلول 2024، انفجرت أجهزة البيجر بشكل متزامن، تبعها بيوم واحد تفجير أجهزة اللاسلكي "ووكي توكي"، ما أدى إلى مقتل 39 شخصا وإصابة أكثر من 3400 آخرين، بينهم مدنيون لم تكن لهم صلة بحزب الله.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حينها العملية بأنها "صادمة" و"غير مقبولة"، مؤكدا أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي.
إصابات بالغة
وأصيبت زينب مستراح (27 عاما)، التي كانت تدير شركة لتنظيم الفعاليات في بيروت، بتشوهات بالغة في يدها اليمنى وعينيها بعد انفجار جهاز بيجر كان بحوزة أحد أقاربها.
وخضعت زينب خلال العام الماضي لـ14 عملية جراحية، لكنها فقدت معظم بصرها وأصابع يدها. وقالت بأسى "لم أعد قادرة على إكمال دراستي في تخصص التصميم الداخلي لأن نسبة الرؤية عندي أصبحت 10%".
على الرغم من ذلك، أكدت أنها لن تستسلم وستبحث عن تخصص جامعي يتناسب مع وضعها الصحي، كما أنه لا يزال أمامها عدة عمليات أخرى.
" frameborder="0">
كذلك، فقد محمد ناصر الدين (34 عاما)، مدير قسم الهندسة والمعدات الطبية في مستشفى الرسول الأعظم، أيضا عينه اليسرى وأصابع من يده عندما انفجر جهازه أثناء متابعة ابنه في أول أيام دراسته.
وبقي محمد في غيبوبة لمدة أسبوعين قبل أن يستفيق على خبر مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، ولا يزال يخضع حتى الآن لعمليات جراحية متتالية.
ويقول الأطباء إن كثيرا من الجرحى، بينهم أطفال ونساء، سيحتاجون لعلاج وجراحات لسنوات طويلة وربما لمدى الحياة، وذلك حسب ما أكده جراح العيون إلياس جرادي، الذي أجرى بدوره عشرات العمليات لمصابين، مؤكدا أن "رحلة العلاج لن تتوقف".
إعلان
وكشفت التحقيقات التي نشرتها وكالة رويترز للأنباء أن إسرائيل زرعت مادة متفجرة بلاستيكية داخل الأجهزة، التي حملها مقاتلون وعاملون في مؤسسات اجتماعية وطبية تابعة لحزب الله.
وأعلنت لاحقا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- أعطى الضوء الأخضر للعملية، التي ألحقت أضرارا واسعة بلبنان.
وهكذا، يظل مشهد تفجيرات البيجر محفورا في ذاكرة اللبنانيين كواحد من أكثر الهجمات صدمة، بما حمله من خسائر بشرية لم تنطفئ آثارها حتى اليوم.
0 تعليق