عالم يقيم أهمية نموذج BIM الروسي لمدينة أثرية في العراق - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

العراق – أعلن إيليا أرخيبوف، نائب مدير معهد الشرق الكلاسيكي والعصور القديمة، أن علماء آثار روس بدأوا مشروعا فريدا من نوعه يهدف إلى إنشاء نموذج BIM لمدينة أثرية في جنوب العراق.

ووفقا لإيليا أرخيبوف، نائب مدير معهد الشرق الكلاسيكي والعصور القديمة، يعد هذا المشروع أول تعاون روسي-عراقي بهذا الحجم، مما يتيح دراسة المدينة بأكملها وليس فقط عمليات التنقيب الفردية.

ويشير أرخيبوف إلى أن بيانات البعثات الاستكشافية السابقة، بما فيها البعثات السوفيتية، لم توفر فهما كاملا لكيفية عيش المدينة، وتنظيم شبكة الشوارع، ومواقع المباني الأثرية والسكنية.

تمتد مساحة المدينة نحو 61 هكتارا، ما يتيح دراسة سمات التمدن القديم، بما في ذلك إعادة بناء النظام الهيدروليكي الذي كان يوفّر مياه الشرب وري الحقول. ووفقا له، كانت العديد من مدن جنوب العراق آنذاك تشبه مدينة البندقية، حيث كانت القنوات تُستخدم لنقل الناس والبضائع.

ويعتمد المشروع على بيانات التصوير الجوي والمسح المغناطيسي الأرضي، ما يسمح بإعادة تشكيل شبكة الشوارع والبنية التحتية للمدينة بالكامل. ويشير أرخيبوف إلى أن هناك عددا قليلا من المشاريع المماثلة لدراسة المدن القديمة بشكل شامل، وكان آخر مشروع رئيسي نفذه علماء آثار أمريكيون في ثمانينيات القرن الماضي في مشكان شابير (تل أبو دواري، محافظة القادسية، العراق).

ويؤكد أرخيبوف أن إنشاء نموذج BIM يتيح توضيح التسلسل الزمني للمدينة وسياقها التاريخي، مشيرا إلى أن المدينة ربما وجدت خلال فترة تبدل القوى — من مملكة لارسا (تل السنكرة، مدينة سومرية) إلى بابل في عهد حمورابي، ثم أصبحت تابعة للإمبراطورية الأكدية، التي يظل الكثير عنها مجهولا.

ويضيف: “في حال تأكيد التأريخ، ستكون هذه أول مدينة أكدية، ما سيجيب عن العديد من التساؤلات المتعلقة بالتاريخ السياسي للمنطقة وتسلسل الأحداث التي لا تزال تُعتبر عصورا مظلمة”.

ويخطط العلماء الروس لاستخدام النموذج لدراسة السمات الحضرية والهيدروليكية للمدينة، بالإضافة إلى مقارنته بالاكتشافات الأثرية والمصادر النصية للحصول على صورة كاملة عن حياة المدينة قبل أكثر من 3.5 ألف عام.

 

المصدر: صحيفة “إزفيستيا”

0 تعليق