كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر تعتزم اتخاذ خطوة تاريخية بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في نهاية الأسبوع الجاري، وذلك فور انتهاء زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن ستارمر أرجأ الإعلان عمداً إلى ما بعد مغادرة ترمب، لتجنب هيمنة هذه القضية الخلافية على المؤتمر الصحفي المشترك المقرر بين الزعيمين يوم الخميس. ويسلط هذا القرار الضوء على "الانقسامات الصارخة" بين الحليفين المقربين حول القضية الفلسطينية.
ويتجلى هذا الخلاف في التصريحات المتباينة للمسؤولين؛ ففي حين وصفت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، الهجوم العسكري للاحتلال الإسرائيلي على غزة بأنه "متهور ومروع تماماً"، قدم نظيرها الأمريكي، ماركو روبيو، دعمه لتل أبيب، معتبراً أن الاعتراف بدولة فلسطين سيجعل السلام "أقل احتمالاً".
تحرك دولي منسق
يأتي القرار البريطاني في سياق حراك دولي أوسع، حيث من المتوقع أن تمضي لندن في هذه الخطوة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل. وتعد بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا من بين الدول الكبرى التي يُتوقع أن تعترف بفلسطين خلال اجتماعات الجمعية.
شروط لم تتحقق وضغوط داخلية
وكان رئيس الوزراء ستارمر قد مهد لهذه الخطوة في يوليو الماضي، حين ربط اعتراف بريطانيا بفلسطين بشروط واضحة: توصل إسرائيل إلى وقف لإطلاق النار، التزامها بحل الدولتين، وتعهدها بعدم ضم الضفة الغربية.
ووفقاً للصحيفة، فإن "معارضة تل أبيب لهذه الشروط جعلت الاعتراف البريطاني أمراً شبه حتمي".
كما واجه ستارمر ضغوطاً متزايدة من داخل حزبه "العمال"، حيث طالب ثلث أعضاء حكومته بالاعتراف، ووقع أكثر من 130 نائباً من الحزب على رسالة تدعم هذه الخطوة التاريخية.
ونقلت الصحيفة عن ستارمر قوله إن "هذه هي لحظة العمل"، مشيراً إلى أن الوضع المأساوي في غزة وضع ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية "تحت ضغط غير مسبوق".
0 تعليق