واشنطن، الولايات المتحدة - في تحرك دبلوماسي هو الأول من نوعه منذ أكثر من 25 عامًا، يصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى واشنطن الخميس، لإجراء محادثات حاسمة في الكونغرس والإدارة الأمريكية تتركز على ملفين رئيسيين: الرفع الدائم للعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والتوصل إلى اتفاق أمني جديد مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه الزيارة التاريخية، التي تحظى باهتمام دولي واسع، في وقت أعلن فيه الرئيس السوري أحمد الشرع عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى نتائج في المفاوضات الجارية مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة، مما يمثل نقطة تحول محتملة في ديناميكيات منطقة الشرق الأوسط.
أجندة حافلة في واشنطن
من المقرر أن يبدأ الوزير الشيباني محادثاته اليوم بلقاء مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.
ونقل موقع "أكسيوس"غراهام تأكيده للاجتماع، الذي سيبحث مسألة الإلغاء الدائم لـ "عقوبات قيصر" التي أثقلت كاهل الاقتصاد السوري لسنوات.
وستتوج الزيارة يوم غد الجمعة، بلقاء مرتقب بين الشيباني ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في اجتماع هو الأول على هذا المستوى منذ عقود، لمناقشة آفاق العلاقات الثنائية والترتيبات الأمنية الإقليمية.
تقدم في مسار المفاوضات مع كيان الاحتلال
تجري هذه الزيارة على وقع تقدم ملموس في مسار المفاوضات غير المباشرة بين سوريا و الاحتلال ، والتي ترعاها الولايات المتحدة.
فقبل توجهه إلى واشنطن، عقد الوزير الشيباني اجتماعًا مطولًا في لندن مع وزير الشؤون الاستراتيجية للاحتلال رون ديرمر.
ووفقًا لمصادر مطلعة، استمر الاجتماع خمس ساعات بحضور المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك، وركز على مناقشة الرد السوري على مقترح كيان الاحتلال الخاص بالاتفاقية الأمنية.
وأكد أحد المصادر أن "المحادثات أحرزت تقدمًا ملموسًا باتجاه التوصل إلى اتفاق محتمل".
الشرع: النتائج قد تظهر في الأيام المقبلة
من دمشق، أعطى الرئيس السوري أحمد الشرع دفعة إيجابية لهذه الجهود، حيث صرح للصحفيين الأربعاء، بأن المفاوضات الجارية قد تؤدي إلى نتائج ملموسة "في الأيام المقبلة".
وشدد الشرع على أن الاتفاق الأمني مع الاحتلال بات "ضرورة"، لكنه حدد شروط دمشق بوضوح، مؤكدًا أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف الغارات الجوية للاحتلال الإسرائيلي ، وانسحاب قواتة التي توغلت في جنوب سوريا، بالإضافة إلى "احترام مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها، وأن يكون خاضعًا لمراقبة الأمم المتحدة".
0 تعليق