تتسابق شركات الهواتف المحمولة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وبينما تختلف النتائج بين هذه الشركات، فإنهم اتفقوا جميعا على شيء واحد، وهو إضافة مزايا الذكاء الاصطناعي لكل الأجهزة التي يقدمونها.
وبالتالي أصبحت كل الأجهزة الذكية اليوم مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بدءا من الهواتف المحمولة التي نستخدمها بشكل يومي وحتى الأجهزة الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية والسماعات اللاسلكية فضلا عن السيارات وأجهزة التلفاز وغيرها.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي واعتماد الشركات عليها أصبح من الواضح أن هذه الشركات لا تسعى لتوفير بيئة مفتوحة يمكن لأي جهاز فيها العمل مع الأجهزة الأخرى كما كان سابقا، بل يسعون لبناء تجربة نظام متكامل مغلق بالكامل على أجهزتها وخدماتها.
ويمكن الذكاء الاصطناعي الشركات من الوصول إلى هذه التجربة، وذلك عبر بناء نظام متكامل حول قدرات هذا الذكاء الاصطناعي والخدمات التي توفرها كل شركة بشكل منفصل.
لماذا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى الأجهزة القابلة للارتداء؟
أصبح الذكاء الاصطناعي النقطة المحورية في العديد من الأجهزة والتقنيات الجديدة التي تقوم الشركات بطرحها، وبينما تسعى بعض الشركات لاختراع آليات جديدة للوصول إلى الذكاء الاصطناعي، فإن البقية تحاول تيسير هذا الأمر.
وتيسير الوصول إلى الذكاء الاصطناعي يعد أمرا محوريا في نجاح التقنية من عدمه، فإن كنت تحتاج لبذل مجهود من أجل الوصول إلى التقنية فهذا يحكم عليها بأن تظل حكرا على فئة بعينها من الناس ومجموعة من الاستخدامات المحدودة.
ولكن الوصول في أي وقت وأي مكان وأي شكل إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي يعني نجاح التقنية في الاندماج مع الحياة اليومية والتحول إلى جزء محوري بها.
" frameborder="0">
وتوفر منظومة الأجهزة الموحدة والنظام المتكامل هذا الأمر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فتخيل أنك تجلس في عملك على حاسوبك وتستخدم مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بك من "غوغل" كمثال.
إعلان
ثم تعود للمنزل وتمسك بهاتفك فتصل إلى المساعد ذاته الذي يملك بياناتك التي قمت بالبحث عنها صباحا وما تحدثت فيه معه والآلية التي تفضل بها الردود وهكذا.
وبعد فترة تذهب إلى الصالة الرياضية وترغب بالوصول إلى معلومة ما، ويتطلب هذا عادة إيقاف التمرين وإمساك الهاتف ثم توجيه السؤال وانتظار الرد.
ولكن مع المنظومة الموحدة وتوفير الوصول إلى الذكاء الاصطناعي من الساعة الذكية أو السماعات الذكية، يمكنك توجيه السؤال والبحث عن المعلومة مباشرة دون إيقاف التمرين.
وينطبق هذا الأمر على كافة الأجهزة القابلة للارتداء في مختلف السيناريوهات، سواء كانت هذه الأجهزة عبارة عن ساعة ذكية أو خاتم ذكي وربما حتى نظارة ذكية مثل "ميتا".
وحتى تتمكن الشركات من الوصول إلى هذه الصورة المتكاملة، يجب عليها أن تضع كافة أجهزتها معا في حديقة مغلقة ذات سور عالٍ لا تستطيع الشركات الأخرى الوصول إليه.
تقنية في مرحلة التخبط
تحاول كافة الشركات اليوم توفير منظومة متكاملة وتقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يسهل للجميع الوصول إليه، ولكن لا أحد يعلم ما هو الجهاز المثالي لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
وترى "غوغل" كمثال أن الأجهزة الذكية القابلة للارتداء هي البوابة المثالية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي كما جاء على لسان سانديب واريتش رئيس قسم منتجات "بيكسل" في "غوغل".
وذلك لأن الأجهزة الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية والخواتم الذكية وغيرها من الأمور تظل معك طوال اليوم، كما أنها تجمع العديد من البيانات بشكل افتراضي.
لذلك لا مشكلة إن استخدمنا هذه البيانات من أجل الوصول إلى الذكاء الاصطناعي وتحليلها، وعلى النقيض تماما تجد شركة مثل "ميتا" التي تحاول بناء منظومة التواصل الاجتماعي المتكاملة الخاصة بها حول النظارات الذكية التي تيسر الوصول إلى منصات الشركة بما فيها أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
كما أن هناك بعض الشركات التي تسعى لتطوير تقنيات جديدة وأجهزة جديدة مخصصة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بما فيها "رابيت" (Rabbit) التي كانت تظن أن الأجهزة الصغيرة المحمولة قادرة على استبدال الهواتف المحمولة بفضل الذكاء الاصطناعي.

ويجب ألا ننسى سيل المساعدين الشخصيين الذين يأتون في تصميمات تشبه الروبوتات ويمكن وضعهم على المكتب والوصول إليهم عبر الأوامر الصوتية.
وتوجد بعض الشركات أيضا التي تحاول دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنزل الذكي ليستفيد المستخدم من التقنية في التحكم بمنزله والوصول إلى أفضل النتائج.
فضلا عن جهود سام ألتمان وجوني إيف مصمم أجهزة "آيفون" سابقا اللذين يحاولان طرح جهاز ذكاء اصطناعي دون الكشف عنه حتى اليوم ولا يعرف شكله أو آلية استخدامه.
وتمثل سرعة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي أزمة للشركات التي تعمل في تصنيع العتاد، إذ إن النماذج تتطور بشكل سريع يجعل أي وجهة نظر أو رؤية مستقبلية لأجهزة الذكاء الاصطناعي باطلة خلال ثوان معدودة كما يرى ريشي تشاندرا نائب رئيس "غوغل" لقطاع الصحة و"فيت بيت".
لا توجد إجابة واحدة صحيحة
يمكن القول إن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والوصول إليها بسهولة يجعل هذا القطاع مختلفا تماما عن غيره من القطاعات التقنية.
إعلان
إذ لا توجد معادلة واحدة صحيحة للنجاح يمكن اتباعها لتحقيق النجاح المضمون، وهو الأمر الذي كان سائدا في الماضي مع الأجهزة والتقنيات الجديدة.
وينحصر الأمر في إمكانية تقديم حالات استخدام فعلية ويومية يمكن للمستخدمين الاستفادة منها حقا في حياتهم اليومية دون تغيرها كثيرا، ويعني ذلك دمج الذكاء الاصطناعي بشكل سلس في الحياة اليومية.
وذلك دون محاولة إيجاد استخدامات مختلفة وفردية وفريدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي ثم محاولة إقناع المستخدمين بأن هذه الاستخدامات ضرورية ومحورية ولا يمكنهم العيش من غيرها.
0 تعليق