علماء يحققون "خطوة محورية" في إعادة طائر الدودو - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

منذ انقراضه في القرن الـ 17، ارتبط اسم طائر الدودو بالانقراض، لكن آلافًا من هذه الطيور العملاقة قد تعود قريبا إلى موريشيوس، موطنها السابق، وفقا لشركة متخصصة في "مكافحة الانقراض"، والتي أعلنت عن إنجاز كبير في سعيها لإعادة إحياء هذا الطائر الذي لا يطير.

وأعلنت شركة "كولوسال بيوساينسز" يوم الأربعاء نجاحها في زراعة خلايا جرثومية بدائية للحمام، وهي الخلايا الأولية للحيوانات المنوية والبويضات، لأول مرة، وتُعد هذه خطوة محورية في إعادة إحياء طائر الدودو، وهو نوع من الحمام، لأول مرة منذ أكثر من 300 عام، وفقًا للشركة.

اقرأ أيضا

list of 3 items end of list

وتصدرت شركة كولوسال العناوين بخططها لإعادة توطين الماموث الصوفي والذئاب المرعبة، وقالت إنها طورت أيضا دجاجاً معدلا جينيا ليكون بديلا لطيور الدودو. وسيُحقن الدجاج بخلايا جرثومية بدائية من حمام نيكوبار، وهو أقرب الأنواع الحية لطيور الدودو، والتي ستُمكّنها مع مرور الوقت، بعد تعديل جيناتها للحصول على شكل الجسم والرأس المطلوب، من تكاثر طيور الدودو.

قال بن لام، الرئيس التنفيذي للشركة "على الأرجح، قد يستغرق الأمر من 5 إلى 7 سنوات، ولكنه ليس 20 عامًا"،  وتعمل كولوسال مع منظمات حماية الحياة البرية لتحديد مواقع آمنة وخالية من الجرذان في موريشيوس، حيث يمكن لهذا النوع أن يتجول مجددًا.

وأكد لام أن الهدف الرئيسي هو إنتاج عدد كافٍ من طيور الدودو المُعدّلة وراثيا بما يكفي من التنوع الجيني لإعادتها إلى البرية حيث يمكنها أن تزدهر قائلا "لا نهدف إلى إنتاج طائري دودو، بل إلى إنتاج الآلاف منها".

وقبل كانت طيور الدودو تتجول في غابات موريشيوس الواقعة في المحيط الهندي، من دون أي حيوانات مفترسة، إلى أن بدأ البشر في قتلها على محمل الجد، وهي العملية التي تسارعت بسبب الاستكشاف والتوسع الأوروبي.

وأدى فقدان الموائل ودخول أنواع غازية، مثل قرود المكاك والخنازير والجرذان التي داهمت أعشاش الدودو، إلى انقراض هذا الطائر الأعزل آكل الفاكهة الذي يقارب طوله المتر الواحد ووزنه ما بين 10 كيلوغرامات و21 كيلوغراما، وكانت آخر مشاهدة موثوقة لطائر الدودو كانت من بحار هولندي وصفه بأنه "نوع من الإوزة الضخمة" عام 1662م.

This undated photo provided by Colossal Biosciences shows two pups that were genetically engineered with similarities to the extinct dire wolf. (Colossal Biosciences via AP)
صورة من كولوسال بيوساينسز تُظهر جروين مُعدّلين وراثيا يشبهان الذئب الرهيب المنقرض (أسوشيتد برس)

العودة من الانقراض

وتقول شركة "كولوسال" إنها واثقة من أن أساليبها، التي تركز على تكنولوجيا تحرير الجينات كريسبر، يمكن أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتعيد طيور الدودو إلى موطنها السابق.

إعلان

وقالت بيث شابيرو، رئيسة قسم العلوم في شركة كولوسال، إن هذا الاختراق "المثير للغاية" جاء بعد عام من العمل على تعديل جينات الطيور، والتي تعد أكثر تعقيدًا للعمل عليها بهذه الطريقة مقارنة بالثدييات.

 وتضبف شابيرو:"إذا تمكنا من إعادة طائر كبير الحجم يعيش على الأرض ويتغذى على الفاكهة، فإننا لا نعرف كل العواقب التي قد تترتب على إعادة إعادته إلى هذه البيئة الطبيعية، ولكننا نتوقع أن نواجه بعض المفاجآت السعيدة."

 وفي المقابل، تساءل بعض الخبراء عن كيفية تعريف هذه الأنواع المُعدّلة جينيًا، وما هي أدوارها في النظم البيئية المتدهورة بسبب التعدي البشري وأزمة المناخ.

من جة أخرى قال ليوناردو كامبانيا، عالم الأحياء التطورية في مختبر كورنيل لعلم الطيور إنه من الصعب معرفة ما يتطلبه الأمر لتكوين طائر الدودو وراثيًا، بدءًا من بنيته الجينية وحتى كيفية تفاعل جيناته مع البيئة.

ويقول: "إن بناء كائن حي يشبه ما نعرفه عن طائر الدودو أو سلوكه، والذي قد لا يكون الصورة الكاملة منذ البداية، بما في ذلك الشكل الفريد لوجهه، وأجنحته المضحكة أو حجمه الكبير بشكل عام، هو مسعى شاق.

وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالي مليوني نوع معرض حاليًا لخطر الانقراض، حيث تتعرض الحيوانات والنباتات للتهديد نتيجة تدمير الموائل، وارتفاع درجات الحرارة، والتلوث، والأنواع الغازية، والصيد. ويقدر العلماء أن معدل الانقراض الحالي أسرع بمئات المرات من المعدل التاريخي، وذلك بسبب تأثير البشرية.

تسعى شركة كولوسال إلى استنساخ طائر الموا العملاق الذي عاش قبل نحو 7 قرون عاش كأطول طائر معروف (شترستوك)

 

إلهاء خطير

في حين تزعم شركة "كولوسال" أن تكنولوجيتها قادرة على مساعدة الأنواع المهددة بالانقراض بدلاً من مجرد إحياء الآثار المفقودة، يزعم بعض الخبراء أن عملها يحول الانتباه عن التهديدات التي يتعرض لها العالم الطبيعي.

وقال ريتش غرينير، عالم الأحياء بجامعة أكسفورد، إن إزالة الانقراض هي إلهاء "خطير" وأن الحيوانات المعدلة وراثيا هي "في أفضل الأحوال نوع من المحاكاة، مثل تلك الصور المتحركة المزعجة التي ينشئها الذكاء الاصطناعي لأقارب متوفين في بعض الأحيان".

وقال "إن تصنيف الأنواع الحديثة المعدلة وراثيا على أنها منقرضة وأُعيدت من الموت، إذا ما نجحت هذه الفكرة، فإنها تشكل خطرا أخلاقيا هائلا؛ فهي تمكن بشكل كبير من الأنشطة التي تتسبب في انقراض الأنواع في المقام الأول، من تدمير الموائل، والقتل الجماعي، وتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان".

"هناك أيضًا بالطبع مسألة المكان الذي ستضع فيه الكائنات الهجينة التي تم تصميمها حديثًا، إذا لم تكن مجرد كائنات غريبة في حديقة حيوانات، لأن نقص الموائل هو الذي تسبب في المشكلة في المقام الأول."

مع ذلك، تجلّى الصعود المستمر لشركة كولوسال يوم الأربعاء عندما أعلنت الشركة عن تمديد جولتها التمويلية بمقدار 120 مليون دولار، لتصل قيمتها الآن إلى 10.2 مليار دولار، وقد توافد مستثمرون مشاهير، مثل توم برادي وباريس هيلتون وتايغر وودز، على الشركة.

إعلان

" frameborder="0">

وظهر بيتر جاكسون، مخرج فيلم "سيد الخواتم" ومستثمر آخر، في ">مقطع فيديو لشركة كولوسال مؤخرًا للترويج لجهودها الرامية إلى إنقاذ طائر الموا من الانقراض، والذي كان كان موجودًا في موطن جاكسون الأصلي نيوزيلندا.

كما أصدرت الشركة صورا لـ "فئران صوفية"، عُدلت وراثيا لامتلاك سمات الماموث الصوفي كجزء من الجهود المبذولة لإحياء العاشب العملاق عن طريق تعديل الأفيال الآسيوية وراثيا.

وتثير إعلانات كولوسال استهجانا وقلقا متزايدين من العديد من الباحثين، الذين يجادلون بأن مزاعم "العودة من الانقراض" زائفة وتُشتت الانتباه عن الفقدان المتفشي والمستمر للتنوع البيولوجي، حيث يواجه مليون نوع موجود خطر الانقراض.

وكان بحث نُشر في مجلة "نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن" قد خلص إلى أن إنفاق الموارد المحدودة المتاحة لإنقاذ الطبيعة على جهود العودة إلى الانقراض قد يؤدي إلى خسارة صافية في التنوع البيولوجي.

0 تعليق