نتنياهو يثير عاصفة اقتصادية بدعوته لتحويل إسرائيل إلى إسبرطة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أثار تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، قبل أيام، أن إسرائيل "ستضطر بسبب عزلتها الدبلوماسية إلى التكيّف مع اقتصاد ذي سمات أوتاركية، وأن تصبح إسبرطة عظمى" جدلا واسعا، وانقساما حادا بين الاقتصاديين، حيث وصفه خبراء بأنه عودة إلى "العصر الحجري"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة غلوبس العبرية المتخصصة بالاقتصاد.

"أوتاركية" تعني الانهيار الاقتصادي

البروفيسور مانويل ترايتنبرغ، الرئيس السابق للمجلس القومي للاقتصاد في مكتب نتنياهو ومدير معهد دراسات الأمن القومي سابقا، شنّ هجوما لاذعا على التصريحات قائلا "تصريح كهذا في القرن الـ21 يعني أننا سنعود إلى العصر الحجري".

وأوضح أن "الاقتصاد الإسرائيلي بسيط جدا: نبيع العقول للعالم ونشتري كل الباقي، الأوتاركية تعني أن نبيع العقول لبعضنا البعض وننتج كل الباقي".

وأضاف أن أي توجه نحو تقليص الروابط الاقتصادية مع العالم "سيعني انهيار مستوى المعيشة بشكل دراماتيكي، وفقدان القدرة على تمويل الجيش والأمن والخدمات الاجتماعية".

محاولات لتلطيف الصورة

على الجانب الآخر، حاول أمير أيال، رئيس مجموعة إنفينيتي للاستثمار، التقليل من وقع الأزمة، معتبرا أن "الأوتاركية تبدو عزلة، لكني أراها قوة وصلابة"، مضيفا أن إسرائيل "مستقلة بالفعل في أهم المجالات مثل المياه والطاقة".

لكنه أقر بأن كلمة "أوتاركية" ذهبت بعيدا جدا، في إشارة إلى المبالغة.

ورغم ذلك، أكد أن "الصناعات الإسرائيلية في التكنولوجيا والغاز والسلاح لا تزال مطلوبة عالميا، ولن يتخلى عنها أحد"، إلا أن محللين في السوق رأوا أن هذه المقاربة ليست سوى محاولة لتلطيف حقيقة العزلة الاقتصادية التي تتفاقم.

أزمة ثقة في القيادة ومخاوف من المستقبل

ونقلت صحيفة غلوبس عن مسؤول مالي سابق في وزارة المالية قوله إن تحليل تصريحات نتنياهو "نفسي بالأساس"، مضيفا أن "رئيس الوزراء يفقد السيطرة، لكنه مضطر للظهور بمظهر من يتحكم بالأمور، فيتحدث كما لو أنه يخطط بوعي لتحويل إسرائيل إلى اقتصاد أوتاركي، بدلا من الاعتراف بأن العالم يدفعنا إلى الزاوية".

إعلان

أما أمير كاهانوفيتش، كبير الاقتصاديين في "بروفيت فاينانس"، فأكد أن "العزلة الدبلوماسية ليست جديدة، بل هي عملية مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تتركز أساسا في مجالات الثقافة والأكاديميا وتجارة السلاح"، لكنه شدد على أن "أي سيناريو لإسبرطة اقتصادية سيعني كوارث طويلة المدى".

" frameborder="0">

 

الصناعيون يحذرون من "كارثة"

رون تومر، رئيس اتحاد الصناعيين في إسرائيل، كان أكثر صراحة في التحذير، حيث قال "الأوتاركية ستكون كارثة على إسرائيل، وستؤثر على مستوى حياة كل مواطن". وأضاف أن "الصادرات هي المحرك الأساسي للنمو، والتخلي عنها يعني التخلي عن مستقبلنا".

وطالب تومر الحكومة بعكس الاتجاه "بدلا من الانكماش على أنفسنا يجب تعزيز قدرات التصدير وتوسيع الاتفاقيات التجارية وتوفير اليقين للقطاع الصناعي".

نحو عزلة اقتصادية خانقة

وخلص تقرير غلوبس إلى أن تصريحات نتنياهو تكشف حجم المأزق الدبلوماسي والاقتصادي الذي تواجهه إسرائيل، وأن الحديث عن "الأوتاركية" أو "إسبرطة عظمى" ليس سوى انعكاس لفقدان أدوات النفوذ التقليدية.

وفي حين يحاول بعض المقربين منه تصويرها كخيار إستراتيجي، يرى خبراء الاقتصاد أنها تهدد بإعادة إسرائيل إلى "العصر الحجري"، مع تآكل مكانتها في الأسواق العالمية وانهيار قدرتها على تمويل أمنها واقتصادها في آن واحد.

0 تعليق