تنطلق في نيويورك، مساء يوم الإثنين، أعمال "المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين"، في خطوة دبلوماسية هي الأهم منذ عقود. ويأتي المؤتمر، الذي يُعقد برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، على وقع موجة تاريخية من الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، وفي ظل تحدٍ مباشر للولايات المتحدة التي رفضت منح تأشيرات دخول للوفد الفلسطيني.
الرئيس عباس يشارك عبر الفيديو
ومن المقرر أن يفتتح المؤتمر بكلمات لقادة كبار، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس.
إلا أن كلمة الرئيس عباس ستكون مسجلة عبر الفيديو، وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة منح تأشيرات دخول للوفد الفلسطيني. ورداً على ذلك، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي قراراً بأغلبية 145 صوتاً، أعربت فيه عن "أسفها" للقرار الأمريكي، وأجازت لفلسطين المشاركة عبر الفيديو، في خطوة عُدت صفعة دبلوماسية لواشنطن.
"إعلان نيويورك": خارطة طريق ملزمة لإنهاء الاحتلال
ويستند المؤتمر في أعماله على وثيقة "إعلان نيويورك"، التي تم إعدادها برئاسة سعودية-فرنسية، وتبنتها الجمعية العامة رسمياً في 12 سبتمبر الجاري. وتضع هذه الوثيقة خارطة طريق واضحة، وتطالب بـ "خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين.
ومن أبرز بنود "إعلان نيويورك":
إنهاء الحرب في غزة وانسحاب قوات الاحتلال وتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية.
التزام واضح وصريح من كيان الاحتلال بحل الدولتين ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية وأعمال الضم.
حشد دعم سياسي ومالي للسلطة الفلسطينية والإفراج الفوري عن أموال المقاصة المحتجزة.
فرض تدابير تقييدية ضد المستوطنين المتطرفين والجهات الداعمة للاستيطان.
التأكيد على أن التطبيع مع دول المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بعد إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
تسونامي الاعترافات مستمر.. والعدد قد يصل إلى 153 دولة
ويكتسب المؤتمر زخماً استثنائياً من موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين. فبعد اعتراف كل من بريطانيا، وكندا، والبرتغال، وأستراليا يوم أمس الأحد، من المتوقع أن تعلن عدة دول أوروبية أخرى اعترافها اليوم خلال أعمال المؤتمر، من بينها فرنسا، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورغ.
وبهذه الخطوات، من المتوقع أن يرتفع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 153 دولة من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، مما يشكل ضغطاً هائلاً لتجسيد هذه الاعترافات إلى عضوية كاملة في المنظمة الدولية.
0 تعليق