Published On 22/9/202522/9/2025
|آخر تحديث: 21:29 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:29 (توقيت مكة)
سلطت الفلسطينية سارة عوض الضوء على تدهور الوضع الصحي والإنساني في مستشفى الوفاء بقطاع غزة، ونقلت صورا وشهادات من معاناة المرضى والطاقم الطبي جراء القصف ونقص الأدوية والمعدات الطبية وشحّ الإمدادات الغذائية.
وفي تقريرها الذي نشره موقع "تروث آوت" الأميركي المهتم بقضايا حقوق الإنسان والحريات المدنية، أوضحت عوض أن ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن "المبنى لم يعد يُستخدم كمستشفى" ليست سوى دعاية مضللة روجتها صحيفة "جيروزاليم بوست" لتبرير القصف الذي استهدفه.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوذكرت أنها أقامت في المستشفى بين مارس/آذار ومايو/ أيار 2025 رفقة والدتها، وشاهدت حجم الألم الذي يعانيه الصغار والكبار جراء الإصابات البليغة.

أقصى درجات المعاناة
وعند عودتها للمستشفى بعد 3 أشهر، لاحظت اكتظاظه الشديد بالمرضى، وأجرت مقابلات مع الطاقم الطبي والمصابين، لتروي قصة مستشفى بلغ أقصى درجات الإنهاك والمعاناة.
ونقلت الكاتبة عن الدكتور وائل خليفة، مدير مستشفى الوفاء، بأن المستشفى لم يعد قادرا على توفير الحد الأدنى من الرعاية، مع نقص حاد في المعدات الطبية، مضيفا أن هناك مئات المرضى على قوائم الانتظار، بينهم 100 حالة حرجة بحاجة ملحّة إلى أسرّة.
وأكد الدكتور خليفة أن الجوع بلغ مستويات كارثية داخل المستشفى، مشيرا إلى أن الوضع ازداد سوءا منذ بدء المجاعة الجماعية في غزة.

يصابون بالدوار أثناء العمل
وأضاف أن الطاقم الطبي يعاني بدوره من الإنهاك والجوع، مما يعيق قدرته على تقديم الرعاية، حيث تعرض العديد من الممرضين للدوار أثناء أداء مهامهم.
وذكرت الممرضة وسام الشوا التي بدت عليها علامات الإرهاق واليأس، أن قلبها ينفطر وهي ترى مرضاها يموتون جوعا، وقالت "أتمنى لو أنني أستطيع إطعامهم، لكنني لا أملك شيئا".
إعلان
كما أوضحت الدكتورة سماح عويدة، أخصائية العلاج الطبيعي، أن القسم يستقبل ما بين 60 إلى 75 مريضا يوميا، مما يرهق الطاقم الطبي ويزيد من حجم المعاناة.
وتابعت قائلة "إن جهود الطواقم الطبية تذهب سدى لأن المرضى الذين يصلون إلى مرحلة التعافي النهائية يُجبرون على العيش في خيام غير صالحة للسكن".
سارة عوض: جهود الطواقم الطبية تذهب سدى لأن المرضى الذين يصلون إلى مرحلة التعافي النهائية يُجبرون على العيش في خيام غير صالحة للسكن
طفولة تُسرق في صمت
من بين القصص المأساوية التي تنقلها الكاتبة، قصة الطفلة دانيا عمارة التي لا يتجاوز عمرها 5 أعوام، والتي أصيبت في 7 يوليو/تموز 2025 عندما كانت تلعب خارج منزلها، ومزقت الشظايا جسدها الصغير، وأدت إلى شلل في الأطراف.
تحلم دانيا بأن تقف على قدميها من جديد وتعود إلى المنزل وتلعب مع أشقائها وتستمتع بوجبة طعام عادية، لكن إسرائيل سلبتها تلك الحياة الطبيعية وقلبت عالمها رأسا على عقب.
وتقول والدة دانيا وقد غلبتها الدموع إن ابنتها تضرب ساقيها على أمل أن يتحركا كما كانا في السابق.
وحسب الكاتبة، فإن مستشفيات غزة تؤوي آلاف الأطفال الذين تُسرق طفولتهم مثل دانيا بسبب جرائم الحرب الإسرائيلية، لكن في صمت، دون توثيق أو اعتراف.
صمود في وجه آلة الحرب
وأشارت عوض إلى أن قسم العلاج الوظيفي بمستشفى الشفاء يواجه بدوره تحديات كبيرة ليقدم الرعاية اللازمة للمرضى.
ويهدف العلاج الوظيفي إلى استعادة المريض استقلاله في الحياة اليومية، كتناول الطعام، وتمشيط الشعر، وارتداء الملابس، ويقول المعالج بسّام علوان "نبذل أقصى جهدنا حتى يعود مرضانا لحياتهم الطبيعية".
من بين المرضى المقيمين في هذا القسم، هديل قريقع (27 عاما)، والتي تعرضت لإصابة دماغية حادة في مارس/آذار الماضي أفقدتها الذاكرة والنطق.
وتخضع هديل حاليا لجلسات علاج وظيفي مع الدكتور علوان لمساعدتها على تعلم المهارات اليومية الأساسية واستعادة بعض الاستقلالية.
وخلصت الكاتبة إلى أن كل هذه الظروف المأساوية لم تنجح في النيل من صمود الطاقم الطبي للمستشفى في وجه آلة الحرب، رغم مرور عامين على بدء الإبادة الجماعية، مؤكدة أن العالم لا يجب أن يستمر في تجاهل معاناتهم.
0 تعليق