أم عزيز نزحت بأطفالها من حمم القذائف لتجد العذاب على طريق الرشيد - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:

"هربنا من القصف والموت بغزة لكننا واجهنا العذاب بكل ألوانه على طريق الرشيد الساحلي"، هكذا قالت أم عزيز (42 عاماً) في حديثها عن رحلة العذاب والتشرد التي لم تنتهِ بخروجها من مدينة غزة بل بدأت رحلة جديدة من القهر على طريق الرشيد الساحلي.
وقالت أم عزيز لـ"الأيام": "كنا نسكن في خيمة عند مسجد الخالدي في منطقة السودانية، وصاروا يقصفو بشكل عشوائي بقذائف جاية من البحر وطلعنا تحت النار لكن الحمد لله نجينا من الموت".
وتابعت النازحة أم عزيز التي جلست على حافة الطريق يحيطها ستة أطفال أكبرهم 14 عاماً واصغرهم رضيع لم يتجاوز عامين: "صرنا نجري ونجري وتركت زوجي والسواق بجمعوا بالأغراض ويحملوها وضللينا نمشي لحد موصلنا لعند الميناء".
كانت تلك العائلة قد قضت ليلتها الأولى في الشارع بدون زوجها في ليلة مخيفة تضاء بنيران الصواريخ وكانت تحتضن أطفالها مع كل صوت لانفجار متوقعة أن يستشهدوا في أي وقت.
وأوضحت أم عزيز أنها كانت تنتظر عودة زوجها مصطحباً أمتعتهم وأغراضهم عبر السيارة التي أحضرها لكن الوقت مضى طيلة الليل وحتى منتصف نهار اليوم التالي ولم يصل، فقررت أن تصحب الأطفال وتسير نحو الجنوب إلى أن وصلت إلى منطقة ميناء غزة حتى مساء اليوم التالي وقضت ليلتها الثانية في العراء بدون زوجها الذي لم تعد تعرف مصيره.
وقالت: "لم يعد لدي أمل بعودته مع الأمتعة والمقتنيات من الخيمة والفرشات والأدوات المنزلية، فطلبت من أطفالي الاستعداد للسير على الأقدام حتى وادي غزة كي نهرب تماماً من حمم الصواريخ"، مشيرة إلى أنها لم تكن من أولئك المحظوظين الذين وجدوا وسيلة نقل فاضطرت لقطع الطريق مع أطفالها سيراً على الأقدام وقد أعيا الجوع والخوف والسير هؤلاء الأطفال.
عند مفترق النويري شمال غربي مخيم النصيرات، وضعت "أم عزيز" رحالها تحت ظل شجرة وأرسلت أطفالها للسؤال عما يسد رمقهم فالنقود التي كانت تحملها لم تكن كافية لإطعامهم فطلبت منهم أن يسألوا عمن يقرضهم النقود حتى مجيء الزوج والسواق.

توقعات باستشهاده
"كله كوم وقلقي على زوجي كوم تاني، والله خايفة يكون مستشهد أو مجروح ومحدش داري عنه" قالت "أم عزيز" وهي تبكي من شدة الإعياء تارة ومن قلقها على زوجها تارة أخرى.
تساءلت: "طيب ليش مجاش لحد هالحين وكل مبحاول اتصل عليه جواله مغلق والله ما بعرف ايش اعمل، بس المؤكد اني حظلني هان لحد مشوفلي حل".
وبينت أنها قلقة على سلامة أطفالها الستة فأكبرهم بالكاد يقوى على رعاية أشقائه وهي مثقلة بهموم واحتياجات أطفالها الأصغر.
ولم تكن هناك أي وجهة محددة ستذهب إليها تلك العائلة المقهورة فهي كانت تعتمد على رب الأسرة في إيجاد أي مكان في منطقة آمنة.
وأوضحت في سياق حديثها أنها اتفقت مع زوجها على أن يبحثا عن عشرات الأمتار جنوب القطاع وبعيداً عن حمم القذائف والصواريخ لإقامة خيمتهم، مشيرة إلى أنها ستبقى تنتظر عند مفترق النويري عدة أيام حتى عودة زوجها أو تنتظر المساعدة من أي جهة.
    

 

0 تعليق