تراقب نماذج التنبؤات الجوية الحاسوبية باهتمام كبير احتمالية تشكل أول عاصفة متوسطية شبيهة بالاستوائية (Medicane) لهذا الموسم في حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك مع بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
ويأتي هذا التطور المقلق بعد صيف شهد موجات حر بحرية متكررة، مما جعل مياه البحر بمثابة "وقود" جاهز لتغذية مثل هذه الأنظمة الجوية العنيفة.
"مزيج متفجر" من هواء بارد ومياه بحر "ساخنة"
يوضح المتنبئون الجويون في مركز "طقس العرب" أن الظروف الجوية قد تكون مهيأة لتشكل هذا النظام الجوي العميق. وتتمثل هذه الظروف في:
اندفاع كتلة هوائية باردة بشكل مبكر نسبياً من القارة الأوروبية نحو وسط البحر المتوسط.
اصطدام هذا الهواء البارد بسطح مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة بشكل غير اعتيادي، والتي اكتسبت حرارة هائلة خلال الصيف الماضي.
تدفق تيارات دافئة ورطبة من الجنوب، والتي ستوفر الرطوبة اللازمة لنمو العاصفة.
ويُخشى أن يؤدي هذا "المزيج المتفجر" إلى تشكل منخفض جوي عميق قد يكتسب خصائص استوائية، ويجلب معه أمطاراً غزيرة ورياحاً عاتية إلى العديد من الدول المطلة على المتوسط.
ما هي العاصفة المتوسطية "ميديكين"؟
العاصفة المتوسطية الشبيهة بالاستوائية، والتي يُطلق عليها اختصاراً اسم "ميديكين" (Medicane)، هي ظاهرة جوية نادرة وقوية، تجمع بين خصائص العواصف المعتادة والأعاصير الاستوائية. وأهم ما يميزها:
عين العاصفة: غالباً ما يتشكل في مركزها "عين" واضحة تشبه عين الأعاصير، وتظهر بوضوح في صور الأقمار الاصطناعية.
القلب الدافئ: يكون مركزها دافئاً، على عكس المنخفضات الجوية الشتوية التي يكون مركزها بارداً.
الأمطار الغزيرة والرياح القوية: تترافق بأمطار طوفانية ورياح شديدة قد تسبب فيضانات وأضراراً كبيرة.
ورغم تشابهها مع الأعاصير، إلا أنها تكون أصغر حجماً وأقل قوة بشكل عام من الأعاصير الاستوائية التي تتشكل في المحيطات.
التأثيرات المحتملة والمسار لا يزال قيد المتابعة
يؤكد "طقس العرب" أن هذه التوقعات لا تزال أولية، حيث أن الفترة الزمنية لا تزال بعيدة نسبياً. ويعتمد تشكل العاصفة وقوتها ومسارها النهائي على قوة اندفاع الهواء البارد ومدى تعمقه في حوض المتوسط.
وفي حال تشكلها، فإن مسارها سيحدد الدول التي ستتأثر بها بشكل مباشر، وهو ما ستتم متابعته عن كثب خلال الأيام القادمة.
0 تعليق