أكثر الظواهر الجوية تكلفة.. لماذا أصبحت الأعاصير أشد فتكا؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تُعد الأعاصير المدارية أكثر الظواهر الجوية تكلفة على مستوى العالم، لا سيما في المناطق المعرضة لها مثل منطقة البحر الكاريبي، وجنوب شرق آسيا، وجنوب الولايات المتحدة. ويشير العلماء إلى أن التغير المناخي جعلها أكثر تواترا وأشد فتكا في السنوات الأخيرة.

وخلف إعصار راغاسا الذي ضرب الفلبين وجنوب الصين وهونغ كونغ وتايوان خلال الأسبوع الماضي خسائر اقتصادية تقدر بعشرات مليارات الدولارات، وفق تقديرات أولية، إضافة إلى عشرات القتلى ودمار واسع.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وتعد المناطق الأكثر عرضة للأعاصير المدارية المناطق الساحلية حول خط الاستواء، خاصة في غرب المحيط الهادي، ثم المحيط الهندي، وشمال المحيط الأطلسي، بما في ذلك البحر الكاريبي وخليج المكسيك.

كما يعتبر بحر العرب، الذي يقع بين سواحل شبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية، من المواقع التي تشهد نشاطا للأعاصير المدارية، مما يسبب أحيانا فيضانات وأضرارا كبيرة في دول مثل سلطنة عمان.

وينجم الضرر الهائل الذي يمكن أن تُسببه الأعاصير عن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والفيضانات، التي قد تُدمر البنية التحتية والمنازل والمزارع. ويمكن أن يكون الأثر الاقتصادي كبيرا إذ يُسفر عن خسائر بمليارات الدولارات، وأخرى في الأرواح، وتكاليف تعاف طويلة الأجل.

Search and rescue team helps with Florida hurricane response- - SARASOTA, FLORIDA - OCTOBER 10: An aerial view of area flooded by rains from Hurricane Milton as Florida's first responders are deployed to Sarasota in response to Hurricane Milton in Sarasota, Florida, United States on October 10, 2024.
منظر جوي للمنطقة التي غمرتها الأمطار الناجمة عن إعصار ميلتون في فلوريدا عام 2024 (الأناضول)

الأعاصير الأكثر تكلفة

وقعت جميع الأعاصير المدارية العشرة الأكثر تكلفة في العالم في المحيط الأطلسي. ويتصدر القائمة إعصار كاترينا الذي ضرب مدينة نيو أورلينز الأميركية والمناطق المحيطة بها عام 2005، متسببا في مقتل ألف و392 شخصا.

وقدرت الخسائر المادية لكاترينا بنحو 186 مليار دولار، يليه مباشرة إعصار هارفي عام 2017 الذي تسبب في خسائر اقتصادية بلغت 157 مليار دولار، ثم إعصار ماريا عام 2017 أيضا الذي تسبب في أضرار بلغت قيمتها 112 مليار دولار.

إعلان

وفي الفترة ما بين 2017 و2023، كلفت 137 كارثة منفصلة الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار، وكان السبب الرئيسي في ذلك هو الأعاصير من الفئة الرابعة أو الخامسة التي ضربت اليابسة في 5 من السنوات السبع الماضية، بما في ذلك الأعاصير هارفي، وإيرما، وماريا، ومايكل، ولورا، وإيدا، وإيان.

وكان عام 2022 ثالث أكثر الأعوام تكلفة على الإطلاق للكوارث المناخية في الولايات المتحدة، إذ بلغت الخسائر الإجمالية لـ18 كارثة مناخية كبرى نحو 165 مليار دولار.

وقد كلف إعصار إيان، من الفئة الخامسة، الولايات المتحدة وحدها حوالي 112.9 مليار دولار. ومؤخرا حصد إعصارا هيلين، من الفئة الرابعة، وإعصار ميلتون، من الفئة الخامسة، المتتاليان في أواخر عام 2024 خسائر اقتصادية بلغت 79.6 مليار دولار و34.3 مليار دولار على التوالي.

وكان إعصار هيلين أيضا أخطر إعصار في المحيط الأطلسي منذ إعصار ماريا (عام2017)، والأكثر فتكا الذي ضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة منذ إعصار كاترينا.

وفي المحيط الهادي، يُعدّ إعصار دوكسوري عام 2023، الذي تسبّب في أضرار تجاوزت 28 مليار دولار، معظمها في الصين، أشد إعصار استوائي حتى الآن. يليه إعصار هاجيبس في اليابان عام 2019، الذي خلف أضرارا بلغت 18 مليار دولار، ثم إعصار جيبي عام 2018، وهو أكبر إعصار في اليابان من حيث الخسائر المؤمنة.

وبينما لم تحدد بعد التكلفة النهائية لإعصار راغاسا، يعد الإعصار مانغكوت الأكثر تكلفة في هونغ كونغ حتى الآن، الذي ضرب الإقليم في عام 2018 وأسفر عن خسائر اقتصادية مباشرة بلغت 593 مليون دولار.

الأعاصير تتشكل عندما تتجاوز درجة حرارة سطح البحر 26 درجة مئوية تقريبا مع وجود رطوبة كافية (أسوشيتد برس)

دور التغير المناخي

تشير الدراسات إلى أن الأعاصير المدارية أصبحت أكثر تقلبا وتدميرا بسبب تغير المناخ. ففي عام 2024، أدى ارتفاع درجة حرارة المحيطات، الناجم عن تغير الاحتباس الحراري المرتبط بأنشطة الإنسان الملوثة، إلى تكثيف جميع الأعاصير في المحيط الأطلسي.

وعلى سبيل المثال، ازدادت قوة إعصاري هيلين وميلتون بمقدار 25 و38 كيلومترا في الساعة على التوالي، ويعود ذلك حسب الخبراء إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات والغلاف الجوي نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويوفر المحيط الدافئ طاقة إضافية للأعاصير، مما يجعلها تتشكل وتشتد بسرعة أكبر، وتستمر فترة أطول، وتتحرك ببطء أكبر فوق منطقة واحدة محدثة دمارا أوسع.

وكانت دراسة حديثة قد وجدت أن ارتفاع درجات حرارة البحر جعل متوسط ​​إعصار شمال الأطلسى يستغرق الآن 33 ساعة ليفقد قوته، مقارنة بـ17 ساعة قبل حوالي 50 عاما.

وتقول الدراسة إنه منذ عام 1975 زادت الأعاصير من الفئتين الرابعة والخامسة بنسبة 25% إلى 30% مع كل زيادة درجة في درجات الحرارة العالمية.

ويرجح العلماء أن يؤدي ارتفاع مستويات سطح البحر إلى جعل الأعاصير والعواصف الساحلية أكثر ضررا. وتتوقع الدراسات أن يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار يتراوح بين 30 سنتيمترا و120 سنتيمترا إذا ظلت انبعاثات غازات الدفيئة معتدلة خلال هذا القرن، وسيؤدي ذلك إلى تضخيم العواصف الساحلية.

إعلان

وتكمن المشكلة الأساسية في زيادة الخسائر، حسب الخبراء، في عدم القدرة على التنبؤ بالأعاصير، ويعزى ذلك جزئيا إلى أن هذه العواصف تشتد بسرعة أكبر مع ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات، مما يوفر لها المزيد من القوة والتكثف السريع، مع زيادة سرعة الرياح بمقدار 56 كيلومترا في الساعة في فترة 24 ساعة.

وتضيق العواصف المتصاعدة بسرعة الوقت على السلطات لتفعيل أنظمة الإنذار، مما يُعرّض المجتمعات الساحلية لخطر كبير. ففي عام 2022، على سبيل المثال، دمّر إعصار إيان أجزاء من مدينة فلوريدا بعد أن اشتد بسرعة، مُختصرا يومين من التزايد السريع المفترضة إلى أقل من 36 ساعة.

0 تعليق