أبدت حركة حماس انفتاحاً أولياً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة، لكنها طلبت وقتاً إضافياً لدراسة تفاصيلها مع الإعراب عن تحفظات جوهرية، أبرزها شرط نزع سلاحها، وذلك في ظل ضغوط عربية وإسلامية مكثفة للقبول بالمقترح الذي وصفته أطراف دولية بأنه "الفرصة الأخيرة" لوقف القتال.
"الفرصة الأخيرة" بعد عامين من الحرب
تأتي هذه المبادرة بعد قرابة عامين من الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتي خلفت أكثر من 66 ألف شهيد ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
وتأتي الخطة يطالب سكان القطاع بوقف فوري لإطلاق النار في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية.
التفاصيل: ضغوط ولقاءات وتحفظات
وفقاً لوسطاء مطلعين، شهدت الدوحة يوم الثلاثاء اجتماعات بين قيادات حماس ووسطاء من قطر ومصر وتركيا، حيث حثت الدول الثلاث الحركة على تقديم رد إيجابي بحلول مساء الأربعاء.
وأكد دبلوماسيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الدوحة والقاهرة وأنقرة أبلغت حماس بأنها لن تحظى بدعم سياسي أو دبلوماسي في حال رفضت الخطة.
بدورها، أعربت الحركة عن تحفظات على عدة بنود في الخطة، أهمها:
نزع السلاح: وهو المطلب الذي ترفضه الحركة بشكل قاطع وتعتبره غير قابل للتفاوض.
الإفراج عن المحتجزين: أبلغت حماس الوسطاء بصعوبة تنفيذ بند الإفراج عن جميع المحتجزين الـ 48 خلال 72 ساعة، مشيرة إلى فقدان الاتصال ببعض الفصائل الأخرى التي تحتجز عدداً منهم.
ضمانات الانسحاب: تطالب الحركة بضمانات دولية لانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة وعدم تعرض قادتها للاغتيال.
جاءت هذه التطورات بعد إعلان ترمب عن خطته وتحذيره لحماس بأن أمامها "3 أو 4 أيام" للقبول، وإلا فإنها "ستمحى".
الأبعاد والتحليل: انقسامات داخلية وليونة تكتيكية
تشير التقارير إلى وجود انقسامات داخل قيادة حماس بين الجناح العسكري في غزة، الذي يبدو أكثر تشدداً، والقيادة السياسية في الخارج.
ويرى وسطاء أن القائد الجديد في غزة، عز الدين الحداد، قد يكون أكثر ميلاً للتوصل إلى تسوية بعد مقتل الأخوين السنوار.
كمؤشر على مرونة موقفها، أفاد وسطاء بأن حماس تخلت عن شرطها المسبق بانسحاب إسرائيل الكامل من ممر فيلادلفيا.
ورغم أن مسؤولاً في الحركة صرح بأنها "منفتحة على أي مبادرة توقف الحرب"، إلا أن قبولها بتفكيك بنيتها العسكرية والقبول بإدارة مؤقتة تشرف عليها واشنطن يبقى العقبة الأكبر.
مستقبل غزة بين القبول المشروط والرفض المحتمل
بينما تدرس حماس الرد النهائي، يرى مراقبون أن الخطة الأمريكية، التي تنص على تشكيل "مجلس سلام" برئاسة ترمب للإشراف على إدارة مؤقتة لغزة ونزع سلاح الفصائل مقابل وقف الحرب وإعادة الإعمار، تضع الحركة أمام خيارات صعبة.
ففي حين أن القبول بالخطة قد ينهي معاناة سكان القطاع، إلا أنه يعني تجريد الحركة من مصدر قوتها الأساسي، مما يجعل الساعات القادمة حاسمة في تحديد مسار الحرب ومستقبل قطاع غزة.
0 تعليق