الرخص الرياضية استثمار منظم يفتح أبواب الاقتصاد الجديد - #عاجل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تحولت الرياضة في المملكة من مجرد نشاط جماهيري إلى قطاع اقتصادي منظم يسير وفق إستراتيجيات دقيقة ومسارات واضحة للاستثمار، وذلك مع إطلاق وزارة الرياضة ومعهد إعداد القادة مشروع الرخص المهنية والاعتماد البرامجي في الثالث عشر من أبريل الماضي. المشروع، الذي جاء لضمان الكفاءة والسلامة المهنية ورفع مستوى جودة التدريب، كشف منذ إطلاقه عن إصدار 1.280 رخصة مهنية للممارسين في مختلف مناطق المملكة، وهو ما يشير إلى تصاعد الاهتمام بتأطير المهن الرياضية وإدخالها في إطار اقتصادي تنافسي يخضع لمعايير السوق ومتطلبات التطوير.

ـــــــــــــــــــــــ توزيع الممارسين

تكشف البيانات أن مدينة الرياض استحوذت على النصيب الأكبر من الممارسين المهنيين المرخصين بواقع 598 ممارسًا، تلتها جدة بـ278 ممارسًا، ثم مكة المكرمة بـ117، وأبها بـ49، والأحساء بـ46. فيما توزعت بقية الرخص على مناطق أخرى شملت: الطائف (42)، المدينة المنورة (39)، القصيم (28)، جازان (23)، الدمام (23)، حائل (20)، وأخيرًا تبوك (17). ويعكس هذا التوزيع اتساع نطاق المشروع جغرافيًا، وتوجهه نحو شمولية تغطي مختلف مدن المملكة.

ـــــــــــــــــــــــ الأحساء مركزا للمنشآت الرياضية

لم يقتصر المشروع على الممارسين، بل امتد إلى المنشآت الرياضية التي تشكّل البنية التحتية للنشاط الاقتصادي. ففي محافظة الأحساء وحدها، تم ترخيص 108 منشآت رياضية متنوعة: 86 صالة ومركزًا رياضيًا، 4 أندية رياضية، 16 أكاديمية، ومعهدان للتدريب الرياضي. هذه الأرقام تعكس نموًا ملموسًا في الاستثمارات المحلية، وتؤكد الدور المتزايد للمناطق في دعم الاقتصاد الرياضي.

ـــــــــــــــــــــــ تنظيم السوق

المشروع يتيح رخصًا مهنية تغطي ما يصل إلى 20 دورًا وظيفيًا في القطاع الرياضي، لكن وفق شروط مهنية صارمة، إذ يشترط على المتقدم امتلاك خبرة عملية مثبتة لا تقل عن 3 أعوام في الدور الوظيفي نفسه، أو اجتياز البرامج التدريبية المعتمدة محليًا أو دوليًا، إضافة إلى اجتياز اختبارات المركز الوطني للقياس. هذه الشروط تعكس حرص الوزارة على بناء سوق عمل منظم، يضمن أن المهنيين العاملين في الرياضة يتمتعون بالكفاءة والقدرة على الإسهام في تطوير القطاع.

ـــــــــــــــــــــــ خمسة أهداف إستراتيجية

حدد معهد إعداد القادة خمسة أهداف إستراتيجية للمشروع، تشمل:

- تنظيم مزاولة المهن الرياضية والارتقاء بالمعايير المهنية.

- توفير بيئة استثمارية جاذبة في القطاع الرياضي.

- رفع الكفاءة المهنية للممارسين وتعزيز السلوك الأخلاقي.

- تطوير الإطار النظامي للمهن الرياضية وفق أفضل الممارسات العالمية.

- وضع ضوابط واضحة لمنح الرخص المهنية والاعتماد البرامجي.

هذه الأهداف تضع الرياضة ضمن مسار مؤسسي يربط بين النمو الاقتصادي وتطوير الموارد البشرية.

ـــــــــــــــــــــــ فرص استثمارية

وزارة الرياضة فتحت الباب أمام المستثمرين عبر تحديد 12 مجالًا ذا أولوية في المنظومة الرياضية، منها: النوادي الخاصة، الأكاديميات، المرافق الرياضية الداخلية والخارجية، الصالات الرياضية، ملكية الفعاليات، إدارة المواهب، تقنيات البيانات، الملابس والمعدات الرياضية، الجولات الرياضية، برامج الرعاية، إضافة إلى البرامج والمخيمات. هذه المجالات تؤكد أن الرياضة أصبحت قطاعًا متعدد الأذرع الاستثمارية، يوازي في حجمه قطاعات تقليدية مثل السياحة أو الترفيه.

ـــــــــــــــــــــــ استثمارات عالمية

القطاع الرياضي في المملكة شهد على مدى الأعوام السبعة الماضية استثمارات نوعية تعزز حضوره العالمي. فقد استضافت المملكة بطولات كبرى مثل كأس السوبر الإيطالي، بطولة العالم للأندية لكرة اليد، بطولة أرامكو السعودية للسيدات الدولية، إضافة إلى فعاليات بارزة مثل الدرعية، كأس الدرعية للتنس، سباقات الفورمولا 1، العلا بولو الصحراء.

كما توسعت المملكة في الشراكات العالمية مع كيانات كبرى مثل WWE، وأبرمت صفقات استحواذ مثل امتلاك حصة في نادي Newcastle United الإنجليزي، والاستحواذ على 75% من أندية الدوري السعودي للمحترفين. وعلى الصعيد المستقبلي، تستعد المملكة لاستضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم لكرة القدم 2034، فضلًا عن الألعاب الآسيوية 2034 وكأس العالم للرياضات الإلكترونية، ما يعكس مسارًا متكاملًا لجعل الرياضة رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا عالميًا.

ـــــــــــــــــــــــ أهداف وطنية

إستراتيجية وزارة الرياضة تستند إلى ثلاث ركائز رئيسية: المشاركة الجماهيرية في الأنشطة الرياضية، تطوير المواهب، ودعم رياضيي النخبة. وضمن هذه الركائز حددت الوزارة خمسة أهداف وطنية، هي: تعزيز ممارسة الرياضة في المجتمع، تحقيق التميز العالمي في رياضات مختارة، تنويع الترفيه، تمكين القطاع الخاص عبر تحرير أصول الدولة، وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي.

ـــــــــــــــــــــــ مسارات استثمارية

لتنفيذ الإستراتيجية على أرض الواقع، أطلقت الوزارة خمسة مسارات استثمارية:

- الرعايات والشراكات: فتح المجال أمام القطاع الخاص لتوسيع حضوره التجاري.

- التخصيص: خصخصة 11 ناديًا وإعداد خارطة لخصخصة الأندية العامة.

- المحافظ الاستثمارية: استغلال الأصول عبر الشراكات بين القطاعين وتأجير المرافق.

- استثمارات الأندية: تفعيل الرعايات وحقوق التسمية كمنتجات اقتصادية جديدة.

- تمكين الاستثمار: تهيئة بيئة تنظيمية جاذبة تحدد أولويات الاستثمار في الرياضة.

هذه المسارات تجعل الرياضة قطاعًا استثماريًا متكاملًا يشكل جسرًا بين التمويل الحكومي ورأس المال الخاص.

ـــــــــــــــــــــــ رحلة المستثمر

على المستوى الإجرائي، أوضح المعهد أن رحلة المستثمر تبدأ من وزارة التجارة عبر إصدار سجل تجاري، ثم التقديم على تراخيص جديدة في وزارة الرياضة، يليها الحصول على موافقات من وزارة البلديات والإسكان والدفاع المدني، فضلًا عن موافقات الاتحادات الرياضية المختصة أو معهد إعداد القادة في حالة الأنشطة التدريبية. هذه الخطوات المنظمة تجعل دخول المستثمرين إلى السوق الرياضي عملية واضحة وشفافة، تعزز الثقة وتدعم استدامة النمو.

ـــــــــــــــــــــــ قطاع رياضي ناشئ

بهذه التطورات، لم تعد الرياضة في المملكة نشاطًا ترفيهيًا معزولًا، بل تحولت إلى اقتصاد ناشئ يقوم على التنظيم الدقيق، المعايير المهنية، والفرص الاستثمارية المتنوعة. الأرقام المتعلقة بعدد الممارسين المرخصين، حجم المنشآت، مجالات الاستثمار، والشراكات الدولية، تؤكد أن الرياضة أصبحت اليوم جزءًا أصيلًا من الاقتصاد السعودي الجديد، وتدعم أهداف رؤية 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز القوة الناعمة للمملكة على الساحة الدولية.

توزيع عدد الممارسين المهنيين المرخصين في مناطق المملكة:

الرياض: 598

الأحساء: 46

الدمام: 23

القصيم: 28

حائل: 20

تبوك: 17

المدينة المنورة: 39

جدة: 278

مكة المكرمة: 117

الطائف: 42

أبها: 49

جازان: 23


0 تعليق