Published On 4/10/20254/10/2025
|آخر تحديث: 13:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:46 (توقيت مكة)
انتقل ستيفن سيموني البالغ من العمر 39 ربيعا من كونه مؤسسا لشركة مدفوعات إلكترونية بيعت مؤخرا إلى "دور داش" (DoorDash) مقابل 125 مليون دولار، ليصبح أمير حرب ساهم في تحويل أسلحة الخيال العلمي المعززة بالذكاء الاصطناعي إلى واقع نعيشه اليوم، وذلك وفق تقرير نشرته "رويترز".
ويقول سيموني "المستقبل هو سكاي نت" في إشارة مباشرة لسلسلة أفلام الخيال العلمي "ترميناتور" (Terminator) التي تدور حول "سكاي نت" الذكاء الاصطناعي الذي امتلك وعيا ويحاول تدمير البشرية عبر أسلحته المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويضيف سيموني "أرغب بتزويد الحكومة بهذه الأسلحة حتى يتمكنوا من استخدامها".
ولا يأتي تشبيه سيموني لمشروعه بسلسلة الأفلام الشهيرة من فراغ، فهو مهووس بكل ما يتعلق بأفلام الخيال العلمي مثل "ستار ورز" (Star Wars) فضلا عن كونه البطل القومي السابق للعبة "غيم أوف ثرونز: ذا كارد غيم" (A Game of Thrones: The Card Game).
لذلك كانت مجرد فكرة أن يتحول هذا المهووس إلى أحد أهم مقاولي الدفاع المتهورين مع تمويل يبلغ 40 مليون دولار تبدو مستبعدة، ناهيك عن حصوله على عقود نماذج أولية مع الجيش الأميركي والقوات الخاصة، ولكن كيف حدث هذا؟
التحول إلى تجار أسلحة
لا تعد حالة سيموني فريدة من نوعها في وادي السليكون، بل هو جزء من موجة تحول ينتقل فيها جيل جديد من رواد الأعمال إلى المشاريع العسكرية تماشيا مع المتطلبات العسكرية للولايات المتحدة.
ونبعت هذه المتطلبات من تزايد معدل الحروب في السنوات الأخيرة، فبينما لم ير معظم أفراد الجيل الجديد من رواد الأعمال الحروب السابقة، فإنهم الآن يرون بأعينهم الفرص التي ولدتها الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط والتوترات المتزايدة مع الصين.
ويقود هذه الموجة من التحول بالمر لوكي الذي وصف بأنه "توني ستارك العالم الحقيقي" ومؤسس شركة " أندوريل" (Anduril) إلى جانب أليكس كارب المدير التنفيذي لشركة " بالانتير" (Palantir).

وهؤلاء جميعا هم رواد أعمال بدؤوا طريقهم بتصميم منتجات وتطبيقات مخصصة للمستهلكين تيسر حياتهم، ولكن الآن خصصوا وقتهم لتطوير أسلحة فتاكة مثل المسيرات المزودة بالأسلحة وأقمار التجسس والقوارب ذاتية القيادة.
إعلان
ويضيف سيموني الذي خدم في البحرية الأميركية سابقا أن قدوته في هذا التحول هو هينري جيرارد الذي قام بدوره الممثل برادلي كوبر في فيلم "وور دوغز" (War dogs) الشهير الذي صدر في عام 2016، وهو يتحدث عن رواد أعمال يدخلون قطاع تجارة السلاح.
ويذكر أن سيموني أسس شركته تحت اسم "آلين كنترول سيستم" (Allen Control System) وطور سلاحا خاصا يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والمسدسات الآلية لاصطياد المسيرات من السماء بشكل آلي، وأطلق عليه اسم "بول فروغ" (Bullfrog).
شبكة لا يستهان بها من العلاقات
يدرك سيموني جيدا أن نجاحه في قطاع العقود العسكرية مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع يعتمد في الأساس على علاقاته القوية، لذلك يسعى جاهدا لبناء شبكة متينة من العلاقات.
ويشير تقرير "رويترز" إلى أن سيموني كان حاضرا في عدد من الأحداث البارزة التي يوجد بها رواد الأعمال ورجال البيت الأبيض، ومن بينها قمة الذكاء الاصطناعي التي استضافها ديفيد ساكس قيصر الذكاء الاصطناعي في إدارة ترامب والمستثمر الرئيسي في شركة سيموني.
كما استضاف سيموني حفلة جمع تبرعات في وقت سابق من هذا العام لصالح عضو الكونغرس الجمهوري جون كارتر، وكان مايك روجرز رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي ضمن حضور الحفلة، وقال سيموني إنه خرج في سهرة لغناء الكاريوكي مع مسؤولين عسكريين مضيفا أن الجنرالات أحبوه.
وأشار الجيش الأميركي في بيان لاحق أنه ينوي منح شركة "آلين كنترول سيستم" عقودا لتقييم إمكانيات سلاح "بول فروغ" ودمجه في المنصات العسكرية الموجودة حاليا.
تقنية من أفلام الخيال العلمي
أظهرت المناورات الأخيرة في الأراضي الأوكرانية وغيرها أهمية المسيرات كسلاح عسكري دون رادع، وذلك بفضل سعرها المنخفض وإمكانية إرسالها لمسافات طويلة والتحكم فيها عن بعد.
ويأتي سلاح "بول فروغ" الذي قامت الشركة بتطويره لحل هذه الأزمة المستمرة في ساحات الحروب المستقبلية، إذ يستطيع الدوران بمعدل 400 درجة في أقل من ثانية.

وتوفر الشركة السلاح مقابل 350 ألف دولار للقطعة الواحدة، ويمتاز بقدرته العالية على الاندماج مع منصات الأسلحة والمركبات المختلفة الموجودة بالفعل في الجيوش، إذ يمكن تركيبه في المدرعات والزوارق السريعة وحتى الأسوار المرتفعة.
وتقوم الشركة حاليا باختبار عدة نماذج من هذا السلاح، وجميعها تحمل أسماء مثل إيمينيم وبوب، نسبة إلى الرسام التلفزيوني الراحل بوب روس.
ويتعامل سيموني مع الأسلحة بطريقة مليئة بالسخرية، إذ يحمل كل سلاح لوحة دوائر إلكترونية مخصصة وبها صورة مطبوعة لسيموني والمؤسس المشارك لوك ألين، ويوضح سيموني السبب في هذا الأمر قائلا "إذا استعادت روسيا أو الصين إحدى هذه اللوحات في النهاية، فعليهما أن يريا وجوهنا ونحن نضحك عليهم".
وتمتلك الشركة أيضا مجموعة متنوعة من الأسلحة إلى جانب المسدسات الآلية، إذ تملك نموذج أولي لجهاز ليزر مبهر قادر على إتلاف أجهزة الاستشعار وبث الفيديو في الطائرات المسيرة وتعمل الشركة أيضا على تطوير نسخة جوية من سلاح "بول فروغ".
0 تعليق