Published On 4/10/20254/10/2025
|آخر تحديث: 13:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:52 (توقيت مكة)
تناولت صحف ومواقع عالمية ما أحدثه إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبولها المشروط لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، وما رافق ذلك من ارتباك إسرائيلي واهتمام إقليمي ودولي واسع بهذا الرد ومآلاته.
ومساء أمس الجمعة، قالت حماس في بيان إنها سلمت ردها على خطة ترامب بشأن غزة للوسطاء، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listكما جددت الحركة موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادا للدعم العربي والإسلامي، لكنها أكدت أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب يناقَشان في إطار فلسطيني.
صحيفة الغارديان البريطانية، رأت أن توجيه ترامب لإسرائيل بوقف القصف على غزة أظهر أنه الرئيس الوحيد القادر على فرض قرار وقف إطلاق النار على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعتبرت أن هذا الموقف جاء عقب إعلان حماس استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل أسرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحركة قبلت جزءا من المبادرة الأميركية، لكنها رفضت مطلب نزع سلاحها، مع إعلان استعدادها للإفراج عن 48 رهينة، مما يقلل من ورقة الضغط بيدها مستقبلا.
من جهتها، ركزت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على ما وصفته بـ"الحرج الكبير" الذي سببه إعلان ترامب بشأن رد حماس، وأوضحت أن نتنياهو تفاجأ من الموقف، مما دفعه لعقد اجتماعات طارئة لبحث الرد، خصوصا أن رد الحركة لم يتضمن القبول ببقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبينت الصحيفة أن حماس ترفض معظم شروط الخطة لكنها تركت مساحة للتفاوض حتى لا تُتهم بالرفض المطلق، ونقلت عن مصادر إسرائيلية مشاركة في المفاوضات أن هناك ما يمكن البناء عليه، ومن المرجح تكليف وفد تفاوضي إسرائيلي رفيع بالتوجه إلى الدوحة.
تنسيق كامل
أما صحيفة جيروزاليم بوست فأبرزت استعداد إسرائيل لتنفيذ الخطوات الأولى من الخطة الأميركية مع قبول حماس إطلاق سراح الرهائن، ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي أن هناك تنسيقا كاملا مع واشنطن حول الجدول الزمني، وأن إسرائيل تتعامل مع المقترح باعتباره نهائيا لا يخضع لإعادة التفاوض.
إعلان
وأوضحت الصحيفة أن الخطة تقضي بإطلاق سراح الرهائن على مراحل، مع إصرار أميركي على أن يقود ذلك إلى إنهاء الحرب، ورغم بعض التحفظات، فإن واشنطن تتمسك بتنفيذ ما تضمنته بنود الاتفاق بشكل تدريجي إلى حين تحقيق الأهداف المعلنة.
بدورها لفتت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن حماس أعلنت استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن، وهو ما جعل ترامب يصر على وقف إطلاق النار الفوري من قبل إسرائيل، وأضافت أن الخطة المعدلة تضمنت عناصر من مبادرات عربية سابقة لكنها صيغت دون التشاور مع الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين عرب أبدوا امتعاضهم من إدخال تعديلات في اللحظة الأخيرة خلال محادثات ترامب مع نتنياهو في واشنطن، قبل الإعلان عنها مباشرة عقب زيارة الأخير للبيت الأبيض، واعتبروا أن ذلك أضعف فرص قبولها عربيا رغم الترحيب المبدئي.
وفي الإندبندنت، كتبت الصحفية بيل ترو أن حركة حماس أبدت استعدادها لقبول بنود رئيسية من خطة ترامب، لكنها تساءلت إن كان ذلك كفيلا بإنهاء الصراع، ورأت أن التفاصيل الغامضة للخطة المكونة من 20 بندا سمحت بتفسيرات متناقضة من ترامب ونتنياهو وحماس.
وأوضحت أن كِلا الطرفين حاول إظهار تأييده للخطة وفق تفسيره الخاص، مما يعكس أن الغموض المقصود منح اللاعبين هامشا واسعا للتأويل والمناورة السياسية، مما قد يعوق إمكانية التطبيق العملي على الأرض.
"لا" أوضح من "نعم"
من جانبها، نقلت صحيفة التايمز عن مسؤول عسكري إسرائيلي سابق قوله إن كلمة "لا" بدت أوضح في رد حماس من كلمة "نعم"، وأشارت إلى أن بعض الدول العربية تدعم موقف الحركة عبر الضغط على واشنطن لإجراء تعديلات، بينها تحديد جدول زمني لانسحاب إسرائيل من غزة.
وأضافت الصحيفة أن دولا عربية وإسلامية رحبت مبدئيا بالمبادرة عند الإعلان عنها، لكنها بدأت تنأى بنفسها عن بعض تفاصيلها، مستشهدة بتصريح باكستاني أكد أن الخطة لا تتطابق مع ما كانت إسلام آباد تتصوره، كما نقلت عن مسؤول عربي أن نتنياهو أقنع ترامب بإجراء تغييرات أخيرة قبل إعلانها.
وفي حين رأت الصحف الغربية أن قبول حماس الجزئي مثل بارقة أمل لاحتمال التوصل إلى تهدئة، فإن الصحف الإسرائيلية أبرزت عنصر المفاجأة والحرج الذي واجه الحكومة الإسرائيلية، ليبقى مصير خطة ترامب رهنا بقدرة الأطراف على تجاوز تناقضاتهم والتوافق على خطوات عملية.
وفي 29 سبتمبر/أيلول المنصرم، أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، بينها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وخلال مؤتمر صحفي مع ترامب بالبيت الأبيض، الاثنين الماضي، أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أنه "يدعم خطة ترامب"، معتبرا أنها "تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و288 شهيدا على الأقل، وما يفوق 169 ألفا و165 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 457 فلسطينيا بينهم 152 طفلا.
0 تعليق