كتب عيسى سعد الله:
ما إن أعلنت حركة "حماس" موافقتها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى بدأت أعداد كبيرة من النازحين في أماكن نزوحهم بالزحف إلى أقرب نقطة لبيوتهم ومنازلهم للاطمئنان عليها، رغم المخاطر الكبيرة بسبب عدم انسحاب قوات الاحتلال بشكل كبير.
وواجه هؤلاء مخاطر كبيرة، وتعرض بعضهم لإطلاق نار من طائرات مسيّرة ودبابات. وشجّع تراجع دبابات الاحتلال وانسحابها الملحوظ من بعض المناطق على تقدم الكثير من هؤلاء النازحين، خاصة المتواجدين في ميناء غزة، نحو الأحياء الشمالية لمدينة غزة، لا سيما لحيّي الشيخ رضوان والنصر، وبلدة جباليا النزلة.
واضطر هؤلاء للتوقف وعدم التقدم عند الوصول إلى مشارف حي الشيخ رضوان، بسبب تمركز قوات الاحتلال على أطرافه الجنوبية، واكتفائها بالانسحاب لبضع مئات من الأمتار فقط.
وقال المواطن محمود خليل: إنه حاول، منذ ساعات صباح أمس، التوجه إلى جباليا النزلة للاطمئنان على منزله ومنازل أقاربه، إلا أنه فشل في التقدم والدخول في الجزء الأوسط والشمالي من شارع الجلاء، وسط حي الشيخ رضوان.
وأشار إلى أن مئات المواطنين حاولوا التقدم إلى شمال مفترق الغفري، إلا أنهم فشلوا، وسرعان ما عادوا أدراجهم بعد إطلاق قوات الاحتلال والطائرات النار بكثافة باتجاههم.
وفي محورَي حيَّي تل الهوا والزيتون، فشل آخرون في التقدم إلى عمق الحيَّين بسبب استمرار تواجد قوات الاحتلال، وقصفها المتقطع بقذائف المدفعية لمناطق متفرقة.
ولم يكف المواطنون عن التحرك والاستطلاع في محاولة منهم للوصول بشكل مبكر إلى منازلهم، للاطمئنان عليها وحمايتها من النهب والسرقة، في ظل انتشار مجموعات لصوص، وتأهبها للسطو على المنازل، كما ذكر المواطن مهند الجون، الذي عرّض نفسه للخطر عندما حاول التقدم عبر شارع يافا باتجاه منطقة الزرقا شمال مدينة غزة، للاطمئنان على منزله ومن ثم حمايته. وقال: إنه لم يستطع الوصول إلى منزله رغم نجاحه بالتقدم لمئات الأمتار في عمق المنطقة، بعد تراجع جيش الاحتلال.
ويتمركز في مدينة غزة، وبشكل خاص في أحيائها الغربية، مئات آلاف المواطنين والنازحين، ينتظرون بفارغ الصبر انسحاب جيش الاحتلال من مناطقهم وأحيائهم.
وفي جنوب قطاع غزة، خاصة في محافظتَي خان يونس والوسطى، انتقل عدد كبير من العائلات للإقامة المؤقتة في منطقة قريبة جداً ومحاذية لمنطقة محور "نتساريم"، التي تفصل شمال القطاع عن جنوبه، استعداداً للعودة إلى مناطقهم ومنازلهم في محافظتَي غزة والشمال.
ونصب هؤلاء خيامهم في المنطقة رغم إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاههم في محاولة منها لتفريقهم، واستمر توافد النازحين للمنطقة رغم اكتظاظها بالمواطنين والنازحين.
فيما بدأ نازحون آخرون بحجز المركبات لنقلهم إلى منازلهم في شمال غزة خلال الساعات القادمة، بعد انسحاب قوات الاحتلال المتوقع من محور "نتساريم"، حسب ما ورد في خطة ترامب.
ويتواجد نحو أكثر من مليون نازح من محافظتَي غزة والشمال ورفح وشرق محافظة خان يونس في محافظة الوسطى، وغرب مدينة خان يونس. وحتى اللحظة لم تسمح قوات الاحتلال لهؤلاء بالعودة إلى مناطقهم، خاصة النازحين من محافظتَي غزة والشمال، إضافة إلى محافظة رفح.
ويتطلع النازحون إلى نجاح وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ليتسنى لهم العودة الحرة إلى مناطقهم، رغم درايتهم بتدميرها.
0 تعليق