Published On 6/10/20256/10/2025
|آخر تحديث: 16:56 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:56 (توقيت مكة)
بعد عامين على الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال بلدية غزة تعمل في ظروف توصف بأنها "الأسوأ في تاريخها"، وسط دمار هائل تجاوز 90% من البنية التحتية، وشلل شبه تام في المرافق الحيوية.
وتخوض طواقم البلدية معركة يومية لإبقاء المدينة على قيد الحياة وسط أزمات متراكمة تهدد الخدمات الأساسية.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listوأوضح المتحدث باسم بلدية قطاع غزة، المهندس عاصم النبيه، في حديثه للجزيرة أن البلدية لا تزال تعمل ضمن "مرحلة الطوارئ القصوى" التي بدأت منذ اليوم الأول للحرب ولم تتوقف حتى الآن، مشيرا إلى أن العمل يتركز على 4 أولويات عاجلة تمثل الحد الأدنى من الخدمات العامة.
وتشمل هذه الأولويات، وفق النبيه، تأمين المياه للمواطنين، وجمع وترحيل النفايات من الأحياء السكنية، ومعالجة مشكلات الصرف الصحي، وفتح الطرق المغلقة جراء القصف المتواصل، لافتا إلى أن جميع هذه المهام تُنفذ بإمكانات محدودة للغاية وتحت ضغط الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
ويؤكد المتحدث أن ما تقوم به طواقم البلدية لا يتعدى كونه "إجراءات إسعافية مؤقتة"، إذ لا تتوافر مقومات الاستدامة في ظل الدمار الهائل الذي طال المرافق العامة، مبينا أن الخدمات الحالية لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين اليومية.
أزمة المياه
وفيما يتعلق بأزمة المياه، أشار النبيه إلى أن الوضع بلغ مستوى بالغ الخطورة، إذ يحصل المواطنون على أقل من 25% من حاجتهم اليومية من المياه، وهو ما تسبب بانتشار ظاهرة العطش في المدينة، محذرا من تفاقم الكارثة في ظل استمرار شح الموارد وصعوبة إصلاح شبكات التوزيع المتضررة.
وتتزامن هذه الأزمة -كما يضيف- مع تدمير معظم البنى التحتية والمرافق الحيوية، مما جعل البلدية تعمل في ظروف بالغة التعقيد دون توفر المواد الأساسية أو الوقود اللازم لتشغيل مرافقها الحيوية.
إعلان
ويصف النبيه المشهد في المدينة بأنه "دمار شامل" طال كل المكونات المدنية تقريبا، من المنازل والمحال التجارية إلى الأسواق والمراكز الثقافية والمكتبات ومحطات التحلية والمخازن، مشيرا إلى أن الانهيار لم يقتصر على الخدمات البلدية بل شمل مختلف القطاعات الخدمية والطبية والاقتصادية.
ويرى أن ما يعيشه سكان غزة اليوم هو معاناة مركّبة، فالحياة اليومية باتت محكومة بندرة الخدمات الأساسية وصعوبة الوصول إلى الماء والكهرباء ووسائل النقل، فضلا عن تراكم النفايات في مناطق عدة نتيجة محدودية الوقود والمعدات.
ويضيف أن البلدية -رغم كل ذلك- تحاول الحفاظ على "شريان الحياة" داخل المدينة عبر مبادرات ميدانية مستمرة لطواقمها العاملة ليلا ونهارا، في بيئة تفتقر إلى الأمان والتمويل والمقومات الفنية.
خطة ثلاثية
وفي حديثه عن مستقبل العمل البلدي، كشف النبيه عن خطة ثلاثية المراحل وضعتها البلدية لتجاوز الوضع الراهن، تبدأ بمرحلة الطوارئ الحالية، تليها مرحلة التعافي المبكر، ثم مرحلة إعادة الإعمار الشامل.
وأوضح أن البلدية أعدت قائمة فنية تفصيلية تشمل الاحتياجات العاجلة من المعدات وقطع الغيار وشبكات المياه والصرف الصحي، وقدمتها للجهات الحكومية والمنظمات الأممية ذات العلاقة، في محاولة لتأمين ما يمكّنها من الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية.
وبحسب النبيه، تلقت البلدية وعودا متكررة من بعض المؤسسات الدولية بتمويل جزئي لهذه المتطلبات، لكنها وعود "لم تُترجم إلى تدخلات ملموسة"، مما أبقى الوضع على ما هو عليه دون أي تحسن جوهري في مستوى الخدمات.
ويأمل المتحدث باسم بلدية غزة أن تشهد المرحلة القادمة تدخلات عاجلة وواسعة تتيح الشروع في إزالة الركام وصيانة شبكات المياه والمرافق المتضررة، تمهيدا لانطلاق عملية إعادة الإعمار التي طال انتظارها.
ويؤكد في ختام حديثه أن "بلدية غزة تقف في خط الدفاع الأول عن حياة المواطنين"، لكنها تواجه حربا من نوع آخر، عنوانها البقاء والصمود في وجه دمار غير مسبوق، في وقت لا يزال فيه العالم عاجزا عن وقف معاناة الغزيين أو دعم صمودهم بالقدر الكافي.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغت نسبة الدمار في القطاع نحو 90%، حيث دُمّر 38 مستشفى وتضررت 95% من المدارس، بينما سيطر الاحتلال على 80% من مساحة القطاع، وألقى أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على المناطق المدنية.
ووفق إحصائية المكتب الصادرة في وقت سابق اليوم الاثنين، أسفرت الحرب على غزة عن سقوط 76 ألف شهيد ومفقود، بينهم 9500 مفقود مجهول المصير، و169 ألف مصاب. من بين المصابين 4800 حالة بتر و1200 حالة شلل، في ظل استمرار الاستهداف الممنهج للمدنيين والبنية التحتية.
0 تعليق