منذ الساعات الأولى من ليلة أمس تتجه أنظار العالم إلى أرض السلام شرم الشيخ ؛ بقلوب ملؤها الفرحة بما تم إعلانه من أرض مصر ، بالتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار فى قطاع غزة .
ومع ترقب مراحل تنفيذ الاتفاق الية حلم به الفلسطينيون والعالم العربي طيلة عامين ، تبادر إلى الأذهان تساؤل آخر حول انعكاس هذا الاتفاق على الأوضاع فى جنوب لبنان ؛ وإطلاق النار الذى لا يزال مستمرا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى ؟.
يجيب عن هذا التساؤل الخبير العسكري اللبنانى العميد جورج نادر ؛ حيث أكد لليوم السابع ، أن اتفاق غزة سيكون له تداعيات على الوضع في لبنان؛ حيث إن "حزب الله " سيشعر بأنه أصبح وحيدا وليست هناك معارك يكون هو طرفا فيها؛ ويمكن أن يخضع لمفاوضات تسليم السلاح إلى الجيش اللبنانى وهو القرار الذى تم الإعلان عنه فى أغسطس الماضى ولم يتجاوب معه الحزب.
اليوم الوضع أصبح مختلفا فمع تجارب حماس للتفاوض مع الطرف الاسرائيلي لحقن الدماء ؛ سيصبح الحزب مجبرا على المسلك نفسه، و تسلمين السلام هو الشرط الذى وضعته إسرائيل لوقف القصف فى الجنوب اللبناني ؛ فإذا سلم حزب الله سلاحه ستبطل الذرائع الإسرائيلية للتواجد فى الخمس مناطق بالجنوب اللبناني.
وأكد العميد جورج أن الدولة اللبنانية ستكون هى القائدة للمرحلة القادمة وسيكون السلاح خصروف فى يد الجيش اللبنانى وهو ما يجب أن يكون.
وقد بدأت بعض المخيمات الفلسطينية فى تسليم السلاح وهذا مؤشر إيجابى على المضى قدمًا بنجاح فى خطة الدولة .
وشدد على أن لبنان لم يعد يتحمل مزيدا من إراقة الدماء ولابد من البدء بإعادة بناء ما قد هدمته الحرب الشعواء ومن يحب لبنان يسعى لإرساء السلام على أرضه.
ومن جانبه ؛ شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تتواجد فيها، معتبراً أن عدم تحقيق ذلك يعرقل خطة حصر السلاح بيد الدولة.
وطالب عون الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية وإعادة الأسرى اللبنانيين، لضمان استقرار البلاد وتنفيذ خطة حصر السلاح.
وقال عون إن "لبنان يطالب الدول الصديقة، وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، بالضغط على إسرائيل، كي تنسحب من الأراضي التي تحتلها، وتوقف اعتداءاتها اليومية وتعيد الأسرى اللبنانيين".
0 تعليق