المنامة في 12 أكتوبر / بنا / تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته الكريمة هذا اليوم، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب.
ولدى وصول موكب جلالة الملك المعظم إلى موقع الاحتفال بمركز عيسى الثقافي، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، كان في الاستقبال معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، ومعالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى.
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، ثم توجه جلالة الملك المعظم إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي، وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.
ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بإلقاء الخطاب السامي بهذه المناسبة، فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرون،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
على بركة الله، نفتتح أعمال دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس لأعمال السلطة التشريعية، التي ننظر إلى أدائها بعين الفخر والتقدير، وهي تمارس أصول العمل التشريعي والرقابي، وتنهض بمسؤولياتها الدستورية لمواكبة طموحاتنا الوطنية، بالبناء على هذه التجربة المتميزة التي تعود جذورها إلى عهد أجدادنا قادة مملكة البحرين، الذين عملوا على إرساء مبادئ وقيم نظام الحكم المبنية على الشريعة الإسلامية الغراء، والشورى، والعدل والإحسان، والتضحية في سبيل الوطن، ومراعاة العادات والتقاليد الأصيلة.
ولقد كانت هذه المبادئ والقيم وصايا قادة مملكة البحرين لأولياء عهودهم طبقة بعد طبقة، حيث وضعت القواعد التي بُني عليها ميثاق العمل الوطني، وما ترتب عليه من تعديلات دستورية في عهدنا هذا، كان أهمها نظام المجلسين، وتحقيق مبدأ الفصل بين السلطات، وعودة الحقوق السياسية للمرأة، واستكمال بناء المؤسسات الدستورية. وتظل هذه المبادئ الأصيلة منهاجًا لحياتنا، وجزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا الحامية للسيادة.
ويطيب لنا، ونحن نمضي قدمًا ضمن مسيرتنا التنموية الشاملة، أن نعرب لكم عن ارتياحنا لسير العمل المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبإشرافٍ مباشر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما يثمر عن هذا التعاون الذي نقدّر فيه جهود الإخوة رئيسي مجلسي الشورى والنواب وجميع الأعضاء، من إنجازات تشريعية نوعية تلبي التطلعات الوطنية، لتكون من بينها قرب الانتهاء من إقرار التعديلات على قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر، باعتباره خطوة مهمة تؤكد القيمة الدستورية لحرية الرأي والتعبير في مملكة البحرين، وتعزز المكانة الرفيعة لإعلامنا الوطني بمختلف وسائله. كما نؤكد على أهمية استكمال التشريعات اللازمة، وفي مقدمتها ما يتعلق بتعزيز الأمن وتطوير الاقتصاد، كي نعزز تنافسية بلادنا المتقدمة على مستوى العالم.
ونود أن ننوه في هذا الخصوص بالمبادرة الهامة التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والموجهة لأبنائنا وبناتنا من الباحثين عن فرص عمل وظيفية، وما تشتمل عليه من تسهيلات ضرورية تفتح أمامهم المزيد من الخيارات الوظيفية. كما نتوجه بالشكر الجزيل لغرفة تجارة وصناعة البحرين وكافة الشركات والمؤسسات الداعمة لهذا التوجه. ونتطلع إلى تحقيق الاستفادة القصوى من هذه المبادرة الهادفة إلى رفع مستويات المشاركة الوطنية في سوق العمل.
الإخوة والأخوات،
ولأن التقدم لا يتحقق إلا بقراءة واعية لمعطيات المستقبل ومواجهة تحولاته والاستفادة من فرصه، وهو ما درجنا عليه كنهج ثابت منذ قيام الدولة البحرينية الحديثة، فإننا نوجه باعتماد التوجهات التالية ضمن أولويات العمل القادمة:
ونبدأ بجانب العناية بالهوية الوطنية بما تشمله من مبادئ وقيم معنوية وممارسات أصيلة ترتبط بالإنسان البحريني، وكان لها أبلغ الأثر في بناء قوته الحضارية المتجددة، وقدرته الفائقة على التعلم من دروس التاريخ، وأهم هذه الدروس إعلاء الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة الجامعة لكل أطيافه، ورفض مظاهر التعصب والكراهية والولاءات الخارجية، ولله الحمد.
أما ثاني تلك التوجهات، فهو ضرورة التركيز على مسار التطور العلمي والمعرفي المؤدي إلى التمكين والتنويع الصناعي والإنتاجي، باعتباره رافدًا أساسيًا للنمو الاقتصادي المنشود لتقليل اعتماده على مصادره التقليدية.
إذ يهمنا أن تُراعي توجهات العمل المستقبلية ما تتمتع به البحرين من متانة صناعية حديثة وبيئة خدمية عصرية، لا بد من استثمارها وتنويع مساراتها، سواء على صعيد التقدم التكنولوجي ومن خلال التوظيف الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي بدأ بالفعل، وخصوصًا في مجالات التعليم والصحة والتصنيع والتنمية الحضرية، أو عبر الاستثمار المُركّز في مجال الطاقة المتجددة، أو باستكشاف الفرص المتاحة في الفضاء الخارجي لتطوير كافة القطاعات الحيوية، وصولًا إلى الاستقلالية المطلوبة لحفظ وتنمية ثرواتنا الوطنية، وفي مقدمتها استدامة البيئة الفطرية والزراعية، والمحافظة على مواردنا البحرية، وعلى وجه التحديد تجارة اللؤلؤ الطبيعي التي جعلت اسم البحرين مرادفًا للؤلؤ الأصيل في كل مكان في العالم، وفي كل سجل للتاريخ.
ولا يفوتنا عند الحديث عن الحاضر والمستقبل، أن نثني على إسهامات الكوادر البحرينية الشابة التي تحظى باهتمام ومتابعة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ولعل أهمها الإطلاق الناجح للقمر الصناعي البحريني، برمزيته الدالة على سلامة الخطط والبرامج التي تعتني بالتنافسية العلمية والمعرفية استعدادًا لغد الوطن المشرق بإذن الله. فهؤلاء الشباب، بإنجازاتهم العالمية، يؤكدون جاهزيتهم للإسهام في قيادة الحاضر والمستقبل، ويستحقون فرص المشاركة في العمل والتدريب وتحمل المسؤولية، لنحافظ على تواصل الأجيال في حمل رسالة الوطن النبيلة.
الإخوة والأخوات،
تواصل مملكة البحرين جهودها لإحلال السلام العادل والشامل، باعتباره ضرورة لا غنى عنها لاستعادة أمن المنطقة واستقرارها. وفي هذا الشأن، نعرب عن تقديرنا للجهود الدولية المبذولة لتحقيق هذا الهدف، ونشيد بالدور التاريخي لفخامة الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، وجهود الوسطاء في وقف الحرب في غزة، ونحث جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها لتعزيز السلام. وستظل القضية الفلسطينية في صدارة أولويات المملكة خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن للعامين القادمين. ونؤكد دعمنا الثابت لحل الدولتين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والازدهار الذي تستحقهما المنطقة. فأمتنا العربية والإسلامية، التي احتضنت الأديان السماوية والثقافات المختلفة، تمثل نموذجًا للحياة الإنسانية العادلة، ونتطلع إلى أن تنعم بالرخاء الذي يليق بتاريخها المجيد.
ولأن التنمية الحقيقية لا تستقيم إلا بإرساء الأمن الشامل كضمانة لاستمرار الحياة والعمل والإنتاج، فإننا نعتبر قواتنا الدفاعية والأمنية ركيزة أساسية لتنميتنا، ونحرص على أن تتسلح بأحدث الإمكانيات وأعلى المهارات لتقوم بمهامها في حماية مكتسباتنا وسيادتنا الوطنية، وعلى رأسهم القائد العام المشير، أخينا الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، فله منا ولهم كل الثناء والتقدير.
وفي ختام حديثنا، نعود لما بدأنا به، وهو الفخر والاعتزاز بمنجزات الوطن الحضارية، ونحمد الله على نعمه الجزيلة، وأولها الإنسان البحريني، الذي نعدّه ثروة بلادنا الحقيقية ووجهها المتحضر والمشرق بالعطاء أينما حضر. فبإسهاماته المتواصلة والجادة، استطاع أن يجعل من البحرين وجهة للخير والسلام، ومركزًا للإبداع والريادة، ليبقى صيته رمزًا للأخلاق الكريمة والقيم النبيلة، كل ذلك يضع الأولوية لأهل البحرين في الخدمات والمستحقات.
سائلين الله للجميع التوفيق والنجاح، ولكم منا كل الدعم لحفظ الأمانة الوطنية من أجل رفعة البحرين وعزتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعد ذلك ألقى معالي رئيس مجلس النواب كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظكم الله ورعاكم،
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظكم الله،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الإخوة والأخوات، الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صاحب الجلالة،
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أرفع إلى مقامكم السامي، باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء المجلس الوطني، عظيم الشكر والامتنان، وأصدق مشاعر التقدير والعرفان، لتفضل جلالتكم حفظكم الله ورعاكم، بافتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي السادس، إيذانًا بتدشين مرحلة جديدة من العمل البرلماني، في ظل نهضة تشريعية راسخة، تستند إلى الأعراف الدستورية والتقاليد الوطنية، وتنهل من القيم الرفيعة لمملكة البحرين ومبادئها الأصيلة، وتزدهر برعاية جلالتكم الكريمة في مسيرة تنموية شاملة ومستدامة.
ونحن إذ نُعرب عن فخرنا واعتزازنا العميقين بالتجربة الوطنية المتميزة، التي تشكلت ملامحها الحضارية، وقام بناؤها الشامخ، بما اتصل من مجد صنعه قادة البلاد من حكام آل خليفة الكرام حقبة بعد أخرى،
فإننا نستلهم من عهد جلالتكم المبارك نهجًا حكيمًا ورؤية ثاقبة، قادت مملكة البحرين نحو آفاق النهضة والتحديث، وجعلت من التنمية المستدامة واقعًا ملموسًا، وبلغت بالوطن مراتب غير مسبوقة في التطور والنماء.
مؤكدين – يا صاحب الجلالة – اعتزازنا العميق وتمسكنا الثابت بالوحدة الوطنية، التي تشكل السياج الحصين للنهضة الديمقراطية، وحرصنا على العمل بعزم وإرادة جامعة نحو ترسيخ الهوية البحرينية الأصيلة، المستمدة من الولاء المطلق للوطن، وتسخيرها لإثراء مسار متجدد بالعطاء، ينطلق من مبادئ ميثاق العمل الوطني، ودستور مملكة البحرين، لبناء وطن شامخ يزداد ازدهارًا وتقدمًا، ويجسد الرؤية الملكية السامية في أبهى صورها، في أن يظل المواطن البحريني دائمًا في صدارة الاهتمام، وجوهر السياسات العامة، وركيزة الخطط والبرامج والأهداف التنموية.
معربين عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لما يوليه من اهتمامٍ بالغٍ من أجل تعزيز التعاون المثمر بين الحكومة الموقرة والسلطة التشريعية، الذي تجسد جليًا في موافقة مجلس النواب بإجماع أعضائه على برنامج الحكومة، بما تضمنه من محاور وسياسات، أكدت على رفع المستوى المعيشي للمواطنين بما يحافظ على مكتسباتهم، وما يبذله سموه من جهود كريمة ومتابعات حثيثة، تركت أثرها الواضح في مواصلة تدشين المشاريع والمبادرات النوعية التي تصب في صالح الوطن والمواطن، وتطوير العمل والخدمات، وزيادة وتيرة النمو الاقتصادي، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الواعدة، وتفعيل الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص، في سبيل توفير فرص العمل النوعية للشباب البحريني، والارتقاء بالمستوى المعيشي للأسرة البحرينية، وتسخير كافة الجهود والموارد والإمكانيات، لرعاية الإنسان البحريني باعتباره الثروة الحقيقية، وتحقيقًا للأهداف والغايات الوطنية المنشودة.
مؤكدين دعمنا لمبادرة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والخاصة بعرض ثلاث فرص وظيفية لكل باحث عن عمل مسجل لدى وزارة العمل، تحقيقًا لتطلعات جلالتكم أيدكم الله بأن يكون المواطن هو غاية التنمية وهدفها الأسمى، ومشيدين في الوقت ذاته، بالتعاون البنّاء والجهود البارزة التي تقوم بها غرفة تجارة وصناعة البحرين، وكافة مؤسسات القطاع الخاص، في توفير فرص العمل النوعية للكوادر الوطنية، وتأهيلها لسوق العمل.
صاحب الجلالة،
ونحن على مشارف نهاية الفصل التشريعي السادس، فإن خطاب جلالتكم السامي اليوم، سيكون نبراسًا لعملنا البرلماني، ومنهجًا نسترشد به في تحديد أولويات المرحلة المقبلة بالبناء على الإنجازات التي تحققت خلال أدوار الانعقاد الماضية من هذا الفصل، مؤكدين لجلالتكم حرصنا على التعاون الوثيق مع السلطة التنفيذية ترجمة للتوجيهات الملكية السامية، وتلبية للتطلعات الوطنية، عبر مواصلة الجهود المكثفة لتطوير المنظومة التشريعية وفق منهجيات عصرية متطورة، تتناسب مع متطلبات الوقت الراهن، وتكرس رؤية جلالتكم الحكيمة في تعزيز حرية الرأي والتعبير المسؤولة، إيمانًا بدور الإعلام الوطني ورسالته النبيلة.
كما نؤكد لجلالتكم أيدكم الله، عزمنا على مواءمة عملنا التشريعي مع التوجهات الوطنية، لمضاعفة المساعي لتحفيز الابتكار في المجال الصناعي، وتكثيف مجالات الإنتاج، دعمًا للتنويع الاقتصادي، واستشرافًا للتوجهات المستقبلية، من خلال الاستثمار الفعّال للوسائل التكنولوجية الحديثة، وتطويعها في كافة المجالات التي تحقق للوطن التقدم والازدهار.
صاحب الجلالة،
إن الدور الحيوي البارز الذي يقوم به المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، أصبح جزءًا رئيسيًا ومرتكزًا أساسيًا للتنمية المستدامة، التي تترجم رؤية جلالتكم من أجل تقدم المرأة البحرينية.
كما نثمن جهود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وما حققه سموه من إنجازات نوعية في المجالات الشبابية والرياضية في المحافل الإقليمية والدولية، ومقدّرين اهتمام ومتابعة سموه في إطلاق القمر الصناعي البحريني، الذي يمثل خطوة مضيئة نحو مستقبل علمي مشرق.
صاحب الجلالة،
انطلاقًا من السياسة الدبلوماسية الحكيمة بقيادة جلالتكم حفظكم الله ورعاكم، وإرث مملكة البحرين التاريخي والحضاري، وقيمها الإنسانية، فإننا نؤكد التزامنا في السلطة التشريعية – واستنارة بالرؤى السديدة لجلالتكم – بتسخير جهود الدبلوماسية البرلمانية في دعم العمل الخليجي المشترك، وتطوير التعاون العربي، وتوطيد التنسيق الإسلامي، وتعزيز العلاقات مع دول العالم الصديقة، بما يخدم المصالح العليا للوطن، ويرسخ مكانته الرائدة كشريك فاعل في إرساء الأمن والسلم، وتحقيق التعايش الإقليمي والدولي، في إطار مجتمعات مستقرة ومزدهرة.
ونؤكد في هذا السياق الترحيب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن وقف الحرب على قطاع غزة، مع التطلع إلى تهيئة مسار سلام شامل وعادل، والدعم الثابت لقرار حل الدولتين، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار للمنطقة ومستقبلها وأجيالها القادمة، معربين عن اعتزازنا وتقديرنا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الشقيق وتضحياته الجسيمة برجاله ونسائه وشيوخه وأطفاله من أجل استعادة حقوقه المغتصبة، هذه التضحيات التي أجبرت العديد من دول العالم مؤخرًا على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حيث لم يعد ذلك حلمًا بعيد المنال بل واقعًا ملموسًا فرضه صمود هذا الشعب وإصراره على الحياة والحرية.
معربين عن بالغ اعتزازنا بالجهود الكبيرة، والجاهزية الشاملة، والتضحيات العظيمة، لجنودنا البواسل، في قوة دفاع البحرين، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وكافة الأجهزة الأمنية، والشكر والتقدير إلى كافة الكوادر البحرينية في مختلف المواقع والمؤسسات، الذين يواصلون العمل والإنجاز، بكل إخلاص وتفان، وإبداع وابتكار، من أجل رفعة مملكة البحرين.
ختامًا..
نجدد لجلالتكم حفظكم الله ورعاكم، كل العهد والولاء، سائلين الله العلي القدير أن يديم على مملكة البحرين، الأمن والأمان، والتطور والازدهار، في ظل رعاية جلالتكم الكريمة، وتوجيهاتكم الملكية السامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها اختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي.
ثم ودع جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمثل ما استقبلا به من حفاوة وتكريم.
ع.إ , A.A.M
0 تعليق