المنامة في 14 أكتوبر/ بنا / بعد ستة أشهر من العمل على بناء جسور التواصل الثقافي والحضاري مع اليابان والعالم، اختتمت مملكة البحرين مشاركتها في «إكسبو 2025 أوساكا»، وطوت آخر صفحات جناحها «تلاقي البِحار» الذي صنع تجربة فريدة لجمهور الإكسبو، وقدّم صورة مبهرة عن مملكة البحرين وثقافتها ومنجزاتها الحضارية التاريخية والمعاصرة، وتم تتويج الجناح مع نهاية الإكسبو بالجائزة الذهبية عن فئة أفضل عمارة ومناظر طبيعية للأجنحة ذاتية البناء بمساحة أقل من 1500 متر مربع.
وعلى امتداد هذه الأشهر، عملت هيئة البحرين للثقافة والآثار، القائمة على تنظيم مشاركة المملكة في الإكسبو، على تحويل الجناح إلى رحلة ثقافية متكاملة جمعت بين التصميم المعماري المستوحى من السفن التقليدية والمعارض والتجارب الحسيّة التي خاطبت مختلف الحواس، مرورًا بالمقهى الذي دمج النكهات البحرينية واليابانية، ومعرض خاص استشرف مستقبل المملكة اقتصاديًا، ومتجر هدايا قدّم قطعًا مستلهمة من تراث البحرين.
كما حافظ الجناح خلال مدة إقامة الحدث على موقعه ضمن قائمة «أفضل عشرة أجنحة لا بد من زيارتها» بحسب تصنيف منصة ArchDaily المعمارية العالمية، إلى جانب إشادة عدد من المراجع المتخصصة مثل Wallpaper و Azure Magazine بالجناح، حيث تم وصفه بنموذج في العمارة المستدامة والرؤية الثقافية المعاصرة. كما امتد صدى نجاح المشاركة إلى وسائل الإعلام الدولية في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، حيث نالت تغطية نقدية وإعلامية واسعة.
وتُعد عمارة الجناح من أهم ملامح مشاركة مملكة البحرين في الإكسبو، فهي من تصميم المعمارية اللبنانية لينا الغطمة ومكتبها Lina Ghotmeh Architecture، إذ استوحت خطوطه من السفن البحرينية التقليدية وأعادت تفسير تقنيات بنائها، مع دمجها بفنون النجارة اليابانية. وامتد الجناح على مساحة 995 مترًا مربعًا بارتفاع 13.7 مترًا، موزعة على أربعة طوابق تطل على البحر، وشُيّد باستخدام الخشب كمادة رئيسية، مع اعتماد أنظمة تبريد طبيعية، مما جعله واحدًا من أكثر أجنحة الإكسبو استدامة.
أما معارض الجناح فدعت الزوار إلى خوض تجربة حسّية تفاعلت مع الحواس الخمس، حيث عملت هيئة البحرين للثقافة والآثار على ابتكار وتنفيذ هذه المعارض بالتعاون مع عدد من المؤسسات والفنانين والمبدعين. فتولت شركة Shepherd Studio البحرينية تصميم المعارض الداخلية، بينما اشتغلت الفنانة والباحثة سيسيل تولاس على معرض «تلاقي البِحار: تجربة عبر الرائحة» الذي خاطب حاسة الشم، أما الفنان والباحث البحريني حسن حجيري فعمل على صنع تركيب صوتي خاص مستوحى من فن الفجري في معرض «إرث اللؤلؤ: تجربة سمعيّة حسيّة». وحملت الهوية البصرية لمشاركة المملكة في الإكسبو بصمة الشركة البحرينية «كيوبي للاستشارات الإبداعية».
وتوزعت هذه التجارب على طوابق الجناح الأربعة، وشملت معروضات من نماذج لسفن تقليدية، وأختام دلمونية، وصور أرشيفية، وأدوات للحرف اليدوية والسيوف التقليدية، ومعروضات تعكس أهم عناصر الصناعة البحرينية الحديثة كالألمنيوم والألياف الزجاجية. هذا بالإضافة إلى خوذة «البحرين – Two Seas» التي ارتداها سائق فريق ماكلارين أوسكار بياستري خلال سباق جائزة اليابان الكبرى للفورمولا 1 لعام 2025، والتي أُتيحت لشركة Shepherd Studio فرصة تصميمها وتقديمها ضمن التجربة.
أما مقهى الجناح فقدّم تجربة تذوّق فريدة من نوعها، ضمّت قوائم طعام موسمية مزجت النكهات البحرينية المحلية بالمكوّنات اليابانية، تحت إشراف الشيف البحرينية تاله بشمي الحائزة على عدة جوائز عالمية. وضم الجناح أيضًا معرضًا مخصصًا استشرف مستقبل البحرين الاقتصادي، تحت إشراف مجلس التنمية الاقتصادية، وألقى الضوء على موقع المملكة الاستراتيجي ومكانتها كمركز اقتصادي عالمي مفتوح وبيئة جاذبة للاستثمار.
وارتدى موظفو الجناح والمتطوّعون تصاميم حصرية من إبداع مصممة الأزياء البحرينية لولوة الأمين، وتميّزت تشكيلة الأزياء بطباعة فنية وزخارف مطرّزة مستوحاة من البيئة الساحلية، عكست موضوع الجناح. كما شملت التجربة متجر هدايا ضم منتجات حصرية مستلهمة من التراث، حيث عملت شركة Dust مع عدد من المشاريع البحرينية التي قدّمت منتجات حرفية بطريقة مبتكرة ومعاصرة، فيما قدّمت «قرطاس» مجموعة حصرية من المنتجات المستوحاة من هوية الجناح الرسمية.
واحتفى الجناح بيومه الوطني يوم 18 سبتمبر، وذلك عبر برنامج امتد ما بين 17 إلى 20 سبتمبر تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وحمل لجمهور الإكسبو العالمي رسالة بلغة الموسيقى والتجارب الثقافية المتنوعة. وشهد البرنامج تنظيم فعاليات متنوعة في الجناح وحول الإكسبو، شملت عرض فرقة شرطة البحرين تحت الحلقة الكبرى في الإكسبو، والعرض الموسيقي الرئيسي «موسيقى البحرين عبر العصور» الذي تضمن توليفة من الفقرات جمعت بين الفنون البحرينية التقليدية والموسيقى الحديثة بمشاركة فرقة قلالي للفنون الشعبية وفنانين بحرينيين صاعدين، أمثال الفنانة نور القاسم وعبدالرحمن عوض وعبدالله حاجي ومحمد أسيري، بإشراف فني من المايسترو البحريني زياد زيمان. كذلك تضمن البرنامج عرضًا موسيقيًا بعنوان «بعد عشرين عامًا» قدّمه الفنان حسن حجيري بمشاركة الموسيقي كاول سمرقندي، وعروضًا موسيقية من الفجري وفن الصوت، مرورًا بعروض للألحان الشعبية وموسيقى الجاز البحريني والأغاني البحرينية.
وحظي جناح «تلاقي البِحار»، الذي يأتي بالشراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية، بدعمٍ فضي من شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وصندوق العمل (تمكين)، وشركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات) – صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين. كما دعمت مجموعة جي إف إتش المالية (GFH) مشاركة البحرين في الإكسبو، بالإضافة إلى الدعم المقدّم من هيئة البحرين للسياحة والمعارض لإقامة الفعاليات.
وشاركت عدد من المؤسسات في إثراء محتوى الجناح عبر إعارة القطع والمساهمة، وهي: شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وبابكو إنرجيز، وبي إف جي إنترناشيونال، وديباج، والشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، ومجموعة ريسينغ فورس، ومعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات)، وميدال للكابلات.
ع.ب, ع.إ , S.E
0 تعليق