البنك الدولي: 700 مليون شخص في العالم يعيشون بفقر مدقع - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واشنطن - وكالات: يعيش نحو 700 مليون شخص في العالم ضمن فئة "الفقر المدقع" بحسب البنك الدولي، على أقل من 2.15 دولار أميركي للفرد يومياً.
ووفقاً لتقرير البنك الدولي لعام 2024، يعيش 8.5% تقريباً من سكان العالم في فقر مدقع، وهو ما يعادل قرابة 700 مليون شخص.
ويعد مَن يعيشون على أقل من 2.15 دولار أميركي للفرد يومياً فقراء جداً.
ويعيش ما يقارب من 3.5 مليار شخص في العالم على أقل من 6.85 دولار أميركي للفرد يومياً، وهو مستوى معيشي منخفض جداً ويُصنفون ضمن الفقراء في البلدان متوسطة الدخل.
وتبرز مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا كأكبر مناطق شهدت انخفاضاً في معدلات الفقر على مدار الـ25 عاماً الماضية.
وتشير التقديرات إلى أن 7.3% من سكان العالم سيعيشون في فقر مدقع بحلول عام 2030.
وفقاً للبيانات التي جمعتها منصة "Visual Capitalist" الكندية، استناداً إلى تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي لشهر نيسان 2025، تقع أفقر دول العالم في الغالب جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، بالنظر إلى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
ويتصدر جنوب السودان القائمة كأفقر دولة في العالم، بنصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 251 دولاراً، يليه اليمن بمعدل دخل للفرد بـ 417 دولاراً، ثم بوروندي، الواقعة في شرق أفريقيا، بنحو 490 دولاراً للفرد.
في السياق، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: إن حوالى 80% من فقراء العالم، أو حوالى 900 مليون شخص، يتعرضون بشكل مباشر لمخاطر مناخية تتفاقم بسبب الاحترار.
وقال القائم بأعمال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هاولينغ شو: "لا أحد بمنأى عن الآثار المتزايدة الشدة والمتكررة لتغير المناخ، لكن أفقرنا هم الأكثر تضرراً" من هذه التبعات، وبينها موجات الحر والجفاف والفيضانات.
وأضاف في بيان مكتوب لوكالة فرانس برس: إن مؤتمر الأطراف الثلاثين في "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب30) في البرازيل في تشرين الثاني المقبل، يجب أن يكون فرصة لقادة العالم لاعتبار العمل المناخي عملاً ضد الفقر.
وينشر "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" ومركز أبحاث "مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية" المؤشر العالمي السنوي للفقر متعدد الأبعاد، والذي بات يشمل بيانات من 109 دول تضم 6.3 مليار نسمة.
يأخذ هذا المؤشر في الاعتبار عوامل بينها سوء التغذية ووفيات الرضّع، بالإضافة إلى نقص السكن اللائق وشبكات الصرف الصحي والكهرباء وفرص التعليم.
وبيّنت النتائج أن 1.1 مليار شخص كانوا يعيشون في فقر متعدد الأبعاد "حاد" عام 2024، نصفهم من القُصَّر.
وتعكس هذه الأرقام المشابهة لأرقام العام السابق اتجاهاً نحو الركود في هذا الفقر متعدد الأبعاد، وهو ما يجسده التقرير من خلال عرض حالة عائلة رجل يدعى ريكاردو.
ينتمي ريكاردو إلى جماعة غواراني للسكان الأصليين، ويعيش في سانتا كروز دي لا سييرا ببوليفيا مع زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وشقيقته المطلقة وأطفالها. يبلغ إجمالي عدد أفراد الأسرة 19 شخصاً، ويعيشون في منزل صغير واحد به حمام واحد، مع دخل محدود ومطبخ يُشغّل بالحطب والفحم، فيما لا يتلقى أيٌّ من أطفال العائلة تعليماً في المدرسة.
وتتأثر منطقتان بشكل خاص بهذا الفقر، هما إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (565 مليون فقير) وجنوب آسيا (390 مليون)، وهما منطقتان معرضتان بشدة لآثار تغير المناخ.
وقبل أسابيع قليلة من مؤتمر الأطراف الثلاثين، سعى "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" و"مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية" هذا العام إلى تسليط الضوء على "التداخل" بين هذا الفقر والتعرض لأربعة مخاطر بيئية هي الحرارة الشديدة (30 يوماً على الأقل تتجاوز فيها درجة الحرارة 35 درجة مئوية) والجفاف والفيضانات وتلوث الهواء (تركيز الجسيمات الدقيقة).
وبيّن التقرير أن 78.8% من هؤلاء السكان الفقراء (887 مليون شخص) يتعرضون بشكل مباشر لواحد على الأقل من هذه التهديدات، تتصدرها الحرارة الشديدة (608 ملايين) ثم التلوث (577 مليوناً) والفيضانات (465 مليوناً) والجفاف (207 ملايين شخص).
فيما يتعرض 651 مليون شخص لاثنين على الأقل من المخاطر، و309 ملايين لثلاثة أو أربعة مخاطر، وقد واجه 11 مليوناً المخاطر الأربعة كلها في عام واحد.
يؤكد التقرير أن "تزامن الفقر مع مخاطر المناخ يمثّل مشكلة عالمية بلا شك".
ويُهدد تزايد الظواهر الجوية المتطرفة تقدم التنمية، فعلى سبيل المثال، أثبتت منطقة جنوب آسيا "نجاحها" في مكافحة الفقر، ولكن مع تعرض 99.1% من سكانها الفقراء لخطر مناخي واحد على الأقل، يجب على المنطقة "أن ترسم مساراً جديداً يُوازن بين الحد من الفقر بشكل حازم والعمل المناخي المبتكر".
ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءاً، في وقت باتت معدلات الحرارة العالمية الحالية أعلى بحوالى 1.4 درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر. وتشير التوقعات على سبيل المثال إلى أن أفقر دول العالم اليوم ستكون الأكثر تضرراً من ارتفاع درجات الحرارة.
يشير التقرير إلى أنه "في مواجهة هذه الضغوط المتداخلة، يجب أن نعطي الأولوية للناس والكوكب في آن، وأن ننتقل قبل كل شيء من مجرد الوصف إلى اتخاذ إجراءات سريعة".
وبحسب التقرير، "من شأن مواءمة جهود الحد من الفقر وخفض الانبعاثات والتكيف مع الآثار السلبية واستعادة النظم البيئية أن تتيح ظهور مجتمعات مرنة وتطورها، من دون إهمال أحد، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في أكثر المناطق عرضة للتغير المناخي في العالم".

0 تعليق