جمال فخرو يلقي كلمة المجموعة البرلمانية العربية في ختام الجمعية الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

جنيف في 23 أكتوبر/ بنا / ألقى السيد جمال محمد فخرو، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، كلمة المجموعة البرلمانية العربية في الاتحاد البرلماني الدولي، نيابة عن السيد إبراهيم بوغالي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس المجموعة العربية، وذلك في ختام أعمال الجمعية العامة الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي، في مدينة جنيف بالاتحاد السويسري.


وأكد السيد جمال فخرو أن هذه الدورة للاتحاد البرلماني الدولي، شكلت فرصةً مهمّة لتجديد الالتزام المشترك بمبادئ القانون الدولي والعدالة والإنسانية، في وقتٍ يشهد فيه العالم تحوّلاتٍ عميقةً وتحدياتٍ متشابكة.


وأضاف "ومن هذا المنبر، لا يسعنا إلا أن نتوقّف أمام ما شهده قطاع غزة من مآسٍ مروّعة خلال السنوات الماضية، حيث خلّفت الحرب دمارًا واسعًا ومعاناةً إنسانية غير مسبوقة طالت المدنيين الأبرياء من أطفالٍ ونساءٍ وشيوخ".


وقال فخرو: "اليوم، إذ نتابع وقف العمليات العسكرية، فإننا نؤكد أن وقف اطلاق النار لا يعني انتهاء المعاناة، فآثار الحرب المادية والنفسية والإنسانية ستظلّ شاهدةً على حجم الألم الذي تكبّده الشعب الفلسطيني الصامد"، مشيرًا إلى أن "ما تحقق من وقفٍ لإطلاق النار ليس سوى خطوةٍ جزئيةٍ ومحدودةٍ على طريقٍ طويل، إذ إنّ السلام الحقيقي والدائم لا يتحقق إلا عبر إيجاد حلٍّ نهائيٍ وعادلٍ للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف، وفي مقدمتها حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف".


وتابع: "من هذه المنصة الدولية ندق ناقوس الخطر، ونؤكد أن خطر المجاعة وسوء التغذية وما يترتب عليهما ما يزال قائمًا في قطاع غزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وأنّ الكميات المحدودة من البضائع والمساعدات التي سُمح بدخولها إلى القطاع لا تمثّل سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية، ولا تكفي لسدّ الفجوة العميقة في العجز الغذائي والتمويني الذي فرضه هذا الكيان عمدًا كأداة للإبادة الجماعية خلال عامين من العدوان العسكري والحصار الشامل على القطاع".


وذكر أن "المجموعة العربية تجدد دعوتها الصادقة الى تحرك برلماني دولي جماعي وفعال يهدف أولاً وعلى وجه الاستعجال، إلى فتح الباب على مصراعيه للمساعدات الإنسانية التي يجب أن تُقدَّم وفق مبدأ الحياد والاحتياج الإنساني البحت، دون تمييز أو تأخير أو انتقائية، خاصة أنّ خضوعها لأي قيود أو تفاوض سياسي يُحوّلها من وسيلة إنقاذ إلى أداة تدمير وتهجير، ويشكّل مساهمة فعلية في استمرار الجريمة".


ونوّه فخرو إلى أن "المجموعة العربية إلى التعاون والمساهمة الفعالة في عملية إعمارٍ شاملة تُعيد الحياة إلى ما دُمّر في قطاع غزة ، وتحقيق المساءلة الدولية عن الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت بحقّ المدنيين"، مبينًا أن "المجموعة العربية ترى أنّ البرلمانات الوطنية مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى استثمار بيئة السلام التي بدأت تتشكّل، من خلال إطلاق مبادرات بنّاءة ترسّخ ثقافة الحوار، وتُطفئ فتيل النزاعات قبل اشتعالها، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في جميع مناطق العالم".


وأضاف فخرو "نحن في المجموعة العربية نمدّ أيدينا إلى كلّ مبادرةٍ صادقةٍ تسعى إلى ترسيخ السلام العادل، وإنهاء دوامة الحروب والصراعات، ودعم مسار إعادة الاستقرار والتنمية في جميع مناطق العالم".


وأوضح فخرو أن "الأحداث الأخيرة أثبتت أن الدبلوماسية البرلمانية ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية، تمكّن البرلمانات من أن تكون صوت الشعوب في وجه الحروب والتمييز والاحتلال"، مؤكدًا أن المجموعة العربية ستواصل العمل جنبًا إلى جنب مع الاتحاد البرلماني الدولي وجميع المجموعات الجيوسياسية الأخرى، من أجل تعزيز دور البرلمانات في بناء عالمٍ أكثر استقرارًا وعدلاً وإنسانية.


وتقدَّم السيد فخرو، باسم رئيس المجموعة العربية، بجزيل الشكر والتقدير إلى رئاسة الاتحاد والأمانة العامة للاتحاد البرلماني الدولي وجميع الوفود المشاركة، على ما أبدوه من روح تعاونٍ وحوارٍ بنّاء، متطلعًا إلى أنَّ تكون مخرجات هذه الجمعية العامة خطوةً جديدة في مسارٍ طويل نحو عالمٍ خالٍ من الحروب والاحتلال والمعاناة، يسوده الأملُ والكرامةُ والعدالة.

م.خ, S.E

0 تعليق