في واحدة من أكثر القصص الإنسانية إيلاما في غزة، ترقد الطفلة أيسل ماضي، البالغة من العمر تسعة أشهر فقط، وهي تصارع مرضا استقلابيا نادرا يتمثل في ارتفاع حموضة الدم، ما تسبب لها في ارتخاء شديد بالعضلات، خاصة في منطقة الرقبة، إلى جانب تكلسات في جذع النخاع وتشنجات عصبية حادة تعيق حركتها وتعرض حياتها للخطر.
حالة الرضيعة تزداد سوءا يوما بعد يوم، في ظل نقص حاد في العلاجات والأجهزة الطبية داخل غزة، وهو ما حال دون قدرة الأطباء على إجراء الفحوصات الدقيقة لقياس نسبة الحموضة وتشخيص حالتها بشكل شامل، مما جعلها رهينة الألم والعجز الطبي.
بحسب عائلتها، فإن الفريق المعالج في مجمع ناصر الطبي الأطباء، أشار إلى أن علاج الرضيعة داخل غزة أصبح مستحيلا، مؤكدين ضرورة نقلها للعلاج خارج القطاع بشكل عاجل لإجراء الفحوصات والعلاجات المتقدمة التي يمكن أن تنقذ حياتها من التدهور المستمر.

أيسل ماضي
وفي 27 أكتوبر، أكد الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة بغزة، أن هناك تخوف لدينا من تجدد المجاعة، الاحتلال لم يلتزم بما اتفق عليه بإدخال المساعدات، وأضاف خلال بيان للوزارة، أن الاحتلال يمنع دخول المحاليل الطبية، ونفقد يوميا مريض من مرضى السرطان، وإن أمراض الضغط ومضاعفاته تعتبر القاتل الأول في القطاع، وعليه يجب إنشاء ممر طبي إنساني، مشيرا إلى أن هناك 22 ألف مريض بحاجة للسفر والعلاج بينهم 18 ألف أتموا إجراءات السفر.
وتقول والدة الطفلة الرضيعة أيسل ماضي بصوت ممتزج بالدموع: "آيسل ابنتي تعاني من مرض حموضة الدم، اكتشفناه وهي بعمر شهرين، وحينها دخلت العناية المركزة شهر كامل من المعاناة، وبعد الفحوصات اكتشفوا إنها مصابة بمرض استقلابي نادر اسمه حموضة الدم، مأثر على كل أعضاء جسمها وتسبب لها بارتخاء عام".
وتضيف الأم في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "ابنتي الآن عمرها تسعة شهور، لا تستطيع الوقوف أو الجلوس أو الأكل، ووضعها الصحي صعب للغاية، ومع اقتراب الشتاء وتقلب الجو يحدث لها التهابات على الصدر، مما يجعلنا نذهب بها إلى المستشفى إعطاء جلسات بخار".
وتتحدث عن ضعف المنظومة الصحية داخل القطاع وعدم قدرتها على علاج ابنتها: "هنا في غزة لا يوجد أدوية ولا حتى تحليل لنسبة الحموضة، لأنها غير متوفر نهائيا، وكل يوم تكبر فيه ابنتى يزيد أعراض المرض عليها، والارتخاء يزيد، بجانب التشنجات والنفس سريع للغاية، وأحيانا تحتاج أكسجين"، واختمت حديثها بنداء مؤلم: "آيسل محتاجة تسافر تتعالج برة قبل ما نفقدها، حالتها بتسوء كل يوم، وما إلنا غير رحمة ربنا".

0 تعليق