خاص – (بنا)
المنامة في 02 نوفمبر/ بنا / اختتم المنتدى الحادي والعشرون للأمن الإقليمي "حوار المنامة 2025"، أعماله اليوم، الأحد، بجلسات ناقشت أبرز التحولات السياسية والتحديات الإقليمية والدولية المرتبطة بالأمن والاستقرار.
وشهدت جلسات اليوم الختامي من المنتدى، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، بالتعاون مع وزارة الخارجية في مملكة البحرين، طرح رؤى استراتيجية ركزت على أهمية التعاون الدولي وتبني مقاربات شاملة للأمن والسلام، إلى جانب الدعوة إلى الحوار والتخطيط الواقعي لمعالجة جذور الأزمات وتعزيز التنمية المستدامة، بما يحقق مستقبلًا أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة والعالم.
وحملت الجلسة الخامسة من حوار المنامة 2025 عنوان "إدارة الانتقالات السياسية في بلاد الشام"، وترأسها السير جون تشيبمان الرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وتحدث فيها معالي السيد أسعد حسن الشيباني وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، والدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة بوزارة شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة فارسين أغابيكيان شاهين وزير الخارجية وشؤون المغتربين في دولة فلسطين، والدكتورة منال رضوان الوزيرة المفوضة رئيسة فريق التفاوض بوزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية.
وتناولت الجلسة رؤية شاملة ركزت على أهمية تبني نهج يقوم على الحوار والتخطيط الاستراتيجي وبناء التوافقات لضمان استقرار دائم وتنمية مستدامة، مع الدعوة إلى تعزيز حقوق الإنسان ومواجهة التطرف وترسيخ مبادئ الحرية والكرامة، كما شددت المداخلات على ضرورة معالجة جذور الأزمات بدلًا من الاكتفاء بالحلول المرحلية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
أما الجلسة السادسة، فجاءت بعنوان "الأمن الملاحي كمسؤولية إقليمية وعالمية"، وترأسها الدكتور باستيان غيغريتش المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وتحدث فيها كل
من معالي الدكتور كونستانتينوس كومبوس وزير الخارجية في جمهورية قبرص، والسيد زكي محمد، الوزير الأول للدولة لشؤون الدفاع في سنغافورة، والأدميرال السير كيث بلونت، نائب القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا (المقر الأعلى لقوات التحالف في أوروبا – الناتو).
وناقشت الجلسة التحديات العالمية المتزايدة في المجالات الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية، وأكدت أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحولات المتسارعة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وأمن الملاحة وسلاسل الإمداد، كما تطرقت إلى ضرورة تعزيز الأمن السيبراني وتبادل المعلومات لمواجهة التهديدات الرقمية المتنامية، مشددة على أهمية تبني نهج شامل يجمع بين التنمية المستدامة والتخطيط الحضري وأمن البيانات، بما يحقق التكامل الدولي ويعزز من قدرة المجتمعات على التكيف مع المتغيرات المستقبلية.
أما الجلسة الختامية، فحملت عنوان "عصر نووي آخر؟ المخاطر والفرصة الاستراتيجية"، وأدارها الدكتور باستيان غيغريتش المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والأدميرال جوزيبي كافو دراغون رئيس اللجنة العسكرية في حلف الناتو، وآنا بيرشال نائبة رئيس الوزراء السابقة للشراكات الاستراتيجية ووزيرة العدل في رومانيا.
وناقشت الجلسة تطور الاهتمام العالمي بإدارة المخاطر الاستراتيجية، التي انتقلت من نطاق الدراسات الأكاديمية إلى محور نقاش دولي واسع، في ظل التحولات المتسارعة التي تتطلب جاهزية عالية وقدرة على الاستجابة السريعة والتنسيق العالمي، وأكد المشاركون أهمية الحفاظ على مبادئ التحكم النووي لضمان السلام والاستقرار، مع ضرورة تطوير آليات الاستعداد المجتمعي وإعادة تقييم الأدوار القيادية في مواجهة التحديات المعقدة، ودعت إلى تعزيز التعاون بين الدول وتكثيف الاستثمار في البحث والتطوير لتسريع التحول نحو أنظمة نقل متقدمة ومستدامة، تتماشى مع المتغيرات التكنولوجية والبيئية التي يشهدها العالم.
وفي ختام جلسات أعمال النسخة الحادية والعشرين من "حوار المنامة"، عبّر الدكتور باستيان غيغريتش المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، عن خالص شكره وامتنانه إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على ما يقدمانه من دعم ورعاية لهذا الحدث الدولي الذي يُعد منصة رائدة للحوار والتعاون من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وكشف المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن هذه النسخة من المنتدى استقطبت أكثر من 700 مندوب من 65 دولة، من بينهم 27 من القادة الشباب.
وأوضح أن الحوار شهد حضورًا لافتًا لشخصيات رسمية رفيعة المستوى من وزراء ورؤساء أجهزة استخبارات ومستشارين للأمن الوطني وقادة دفاع من مختلف دول العالم، ما عزّز مكانة المنتدى كمنصة دولية محورية لصنع القرار وتبادل الرؤى الاستراتيجية، وقد نجح المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في تسهيل عقد 103 اجتماعات ثنائية بين الدول المشاركة، فضلًا عن العديد من اللقاءات الأخرى التي نُظمت بشكل مستقل بين الوفود.
وأشار إلى أن "حوار المنامة 2025" تجاوز تأثيره نطاق القاعة إلى الفضاء الرقمي، مبيّنًا أن فعالياته حظيت بمتابعة أكثر من سبعة ملايين شخص عبر الإنترنت، مع تسجيل زيادة بنسبة 25% في عدد الصحفيين المشاركين مقارنة بالعام السابق، مما يعكس تنامي الاهتمام الدولي بهذا الحدث ودوره البارز في النقاشات السياسية والأمنية العالمية.
من جهتهم، عبر المشاركون في المنتدى الحادي والعشرين للأمن الإقليمي "حوار المنامة 2025" عن شكرهم لمملكة البحرين وتقديرهم للنجاحات التي تحققت هذا العام، والتي تعكس الأهمية المتزايدة للحوار كوسيلة لتحقيق التفاهم والتعاون، وتمهّد الطريق نحو المزيد من الإنجازات في مسيرة السلم والأمن الإقليمي والعالمي.
من: سماح علام
م.ص, A.J

0 تعليق