المنامة في 02 نوفمبر / بنا / أناب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، لافتتاح أعمال النسخة الثالثة من منتدى بوابة الخليج 2025، والذي يأتي بتنظيم من مجلس التنمية الاقتصادية خلال الفترة من الثاني إلى الثالث من نوفمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 200 من صناع القرار من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وآسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية.
وبهذه المناسبة، فقد أكد معالي نائب رئيس مجلس الوزراء أن استضافة مملكة البحرين لمنتدى بوابة الخليج للعام الثالث على التوالي، تجسد رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في ترسيخ مكانة المملكة كمركز اقتصادي إقليمي منفتح على العالم، وتعكس في الوقت ذاته توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والرامية إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية وتنمية الفرص الاستثمارية المستدامة في مختلف القطاعات الحيوية.
ولفت معاليه إلى أن انعقاد المنتدى هذا العام تحت شعار "إعادة التفكير في الاستثمار العالمي والتحولات التجارية الجديدة" يعكس وعياً عميقاً بطبيعة المرحلة الراهنة التي تتطلب تعزيز التكامل الإقليمي، وابتكار مسارات جديدة للتنمية المستدامة في المنطقة، لاسيما وأن دول مجلس التعاون، بما تمتلكه من موارد بشرية واقتصادية وبنية تحتية متقدمة، قد أصبحت اليوم عنصراً فاعلاً ورئيسياً في منظومة الاقتصاد العالمي الجديد.
ونوَّه معاليه بمضي مملكة البحرين بثبات في تنفيذ رؤيتها الاقتصادية 2030، والقائمة على مبادئ الاستدامة والتنافسية والعدالة، مستندة إلى بيئة تشريعية مرنة، وكفاءات وطنية مؤهلة، وبنية تحتية رقمية متقدمة، بخاصة مع تعظيم الاستفادة من مقومات القطاعات غير النفطية التي أصبحت تمثل اليوم أكثر من 86% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعكس نجاح سياسات التنويع الاقتصادي التي تتبناها المملكة، والتي يأتي على رأسها تنمية القطاعات الواعدة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وثمّن معاليه المشاركة الرفيعة في المنتدى، والتي تضم كوكبة من القيادات الاقتصادية والمستثمرين الإقليميين والدوليين، معرباً عن تطلعه لأن تسفر جلسات المنتدى ومناقشاته عن مبادرات نوعية تعزز الشراكات الاقتصادية بين دول المنطقة والعالم، مثنياً كذلك على دور مجلس التنمية الاقتصادية وكافة الشركاء في تنظيم المنتدى.
من جانبه، ألقى معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني، الكلمة الافتتاحية لمنتدى بوابة الخليج 2025، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة،
الضيوف الكرام،
يسعدنا أن نرحب بكم في النسخة الثالثة من منتدى بوابة الخليج، والذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين.
يشرفني أن أرحب بكم في منتدى "بوابة الخليج" منتدى الاستثمار الرائد الذي يجمع المستثمرين العالميين، وقادة المنطقة، والمفكرين أصحاب الرؤى، لاستكشاف الإمكانات الكاملة للاستثمار في البحرين وفي منطقة الخليج بأكملها.
سواء كنتم قد انضممتم إلينا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو من آسيا، أو أوروبا، أو الأمريكيتين يسعدنا أن نستضيفكم هنا في البحرين. إن حضوركم يعكس إيمانًا مشتركًا بقوة الشراكة كأداةٍ لتحقيق التقدّم المستدام.
منذ النسخة الأولى من بوابة الخليج عام 2018، ووفقًا لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، الهادفة إلى تعزيز اقتصاد منفتح وتنافسي يوفّر الفرص للجميع. نجحت البحرين في جذب أكثر من 17 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وخلال اليومين المقبلين، سيتم الإعلان عن 61 إعلانًا و33 اتفاقية لمشاريع جديدة، بقيمة إجمالية تبلغ نحو 17 مليار دولار أمريكي.
لطالما كانت البحرين بوابة.
فطوال آلاف السنين، شكّل أرخبيل جزرنا رابطًا بين الثقافات والتجارة جسرًا بين الشرق والغرب، بين الابتكار والفرص.
وهذا الإرث من الانفتاح لا يزال حاضرًا حتى اليوم.
من التمويل واللوجستيات، إلى الصناعة، والسياحة، والاقتصاد الرقمي توفّر البحرين واحدة من أكثر بيئات الأعمال مرونة وترحيبًا في المنطقة.
ومع ذلك، فإن مصدر قوتنا الأكبر لا يكمن فقط في موقعنا أو قوانيننا بل في المواطنين لمواطنين: الكوادر الموهوبة والطموحة، الساعية إلى تشكيل مستقبل واعد.
"بوابة الخليج" ليس مجرد مؤتمر.
بل هو منصة لبناء العلاقات، واستكشاف الفرص، وتبادل الأفكار التي ستعيد رسم مستقبل الاستثمار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
في أرجاء منطقتنا، نشهد تحوّلًا استثنائيًا.
اقتصادات تتنوع، وحكومات تبتكر، وقطاعات جديدة من الطاقة النظيفة إلى التكنولوجيا المالية تُعيد تشكيل المشهد.
تنهض منطقة الخليج العربي اليوم ليس فقط كمركز لرأس المال، بل كمركز للإبداع، والاستدامة، والتميّز التكنولوجي.
وتفخر البحرين بكونها في قلب هذا التحوّل بتقديم منظومة استثمارية قائمة على الشفافية، والترابط، والابتكار بيئة تزدهر فيها الأعمال وتنمو فيها الشراكات.
هناك جانبين مهمين في السياق الذي نجتمع فيه اليوم:
أولاً: الطموح الفريد والمتميز وإيقاع التغيير المتسارع في هذه المنطقة.
ليس الطموح هنا بالكلام، بل الطموح المثبت بالفعل والإنجاز.
ففي أنحاء منطقتنا:
المشاريع لا تُخطط فحسب – بل مُنفذة ومنتجة.
القطاعات الجديدة ليست في طور النشوء والانبثاق – بل توفر فرص عمل وتُصدّر وتتوسع.
رؤوس الأموال لا يُعلَن عنها فحسب، بل تُوظَّف وتُضاعَف آثارها.
يتجلى هذا التسارع في الأرقام التي نشهدها.
في المملكة العربية السعودية، تضاعف عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة منذ عام 2016.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تلتقي رؤوس الأموال مع الابتكار على نطاق واسع لتقديم مراكز بيانات متقدمة تخدم المنطقة والعالم.
أما الجانب الثاني من السياق الذي نجتمع فيه اليوم فهو عالمي: عالم يشهد تحولات جذرية.
يُقال الكثير عن تراجع العولمة وفك الارتباط وتزايد مظاهر الانقسام والتجزئة بل وبصورة أعمق وربما أكثر تحولاً من الثورة الصناعية، لقد دخلنا عصر الذكاء.
لقد انتقل الذكاء الاصطناعي من الهامش إلى صميم ما يحرك المصانع، وإلى طريقة عمل البنوك في خدمة عملائها، وإلى كيفية تشغيل الموانئ وشبكات الخدمات اللوجستية لنقل البضائع حول العالم.
يلعب رأس المال – سواء العام أو الخاص – دورًا متزايد الأهمية في تمكين هذا التحول، من خلال ضمان توفر الطاقة والبنية التحتية والتشريعات ورأس المال البشري اللازم لتحقيقه.
في هذا العصر الجديد، ستكون السرعة والثبات والاستمرارية بانضباط المحركين الرئيسيين للنجاح.. الفائزون سيكونون الشركات – والدول والمناطق – القادرة على التنفيذ في الوقت المناسب، وفي كل مرة.
وهنا في مملكة البحرين، يجعل نهج "فريق البحرين" هذه الرؤية عملية وواقعية: حكومة واحدة، شريك واحد، يربط رأس المال باتخاذ القرارات بسرعة وبدقة.
الضيوف الكرام،
يُعد منتدى بوابة الخليج محركًا محفزًا لنا جميعًا. وخلال اليومين المقبلين، ستجدون نقاشات حول:
ديناميكيات التجارة الجديدة والفرص التي تقدمها.
التحول الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي.
الركائز الصناعية التي تحوّل الطموحات إلى استثمارات.
سيداتي وسادتي،
مع انطلاق فعاليات بوابة الخليج اليوم، أدعوكم لتجاوز الأرقام والتوقعات والنظر إلى الأشخاص والقصص التي تقف خلفها:
روّاد الأعمال الذين يقدمون بجرأة على الابتكار، والمهندسون الشباب الذين يصمّمون تقنيات الغد، والمجتمعات التي تستعد للنمو جنبًا إلى جنب مع الاستثمارات التي نطلقها.
دعونا نجعل من "بوابة الخليج" منصة تنطلق منها الأفكار الجريئة، وتُبنى فيها العلاقات الفاعلة، وتتشكّل فيها رؤيتنا المشتركة لمستقبل الخليج.
شكراً لكم جميعًا على حضوركم. ومرحبًا بكم في البحرين
شكراً لكم.
هذا، ويركز برنامج أعمال المنتدى على مدى يومين على سبعة محاور أساسية تتمثل في دعم التنويع الاقتصادي مستقبلاً، بما في ذلك الآفاق الاستثمارية الصحية، والتحولات التجارية المتغيرة، وظهور المسارات المالية الجديدة، وتمكين التحول الرقمي. وستُستكمل هذه المناقشات بجلسات نقاشية خاصة، واجتماعات فردية مصممة لاكتشاف الفرص، وعرض المشاريع القابلة للاستثمار، وتسهيل عقد الشراكات.
م.أ, A.A

0 تعليق