تعيش الطفلة الفلسطينية لانا زعرب، البالغة من العمر 8 أعوام، صراعا مريرا مع مرض وراثي نادر يُعرف بـ"فانكوني بيكل"، أنهك جسدها الصغير وأدخلها في دوامة من الألم والمعاناة، خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية داخل غزة.
الطفلة الفلسطينية لانا زعرب بعد الإصابة
وتسبب المرض في تدهور خطير بحالتها الصحية، حيث تعاني لانا من لين شديد في العظام، وتضخم واضح ومؤلم في الكبد والطحال، إضافة إلى التهابات متكررة في الجهاز التنفسي وارتفاع مستمر في درجات الحرارة، ما جعلها غير قادرة على الحركة أو ممارسة أبسط أنشطة طفولتها.
لا تقف مأساة عائلة زعرب عند حدود معاناة لانا فقط، إذ فقدت العائلة طفلها الأصغر صهيب بالمرض ذاته قبل فترة، بعد رحلة طويلة من الألم والبحث عن علاج وسط ظروف الحرب وغياب الرعاية الطبية المتقدمة. اليوم، تجد العائلة نفسها أمام الخوف ذاته، حيث يعجز الأطباء عن تقديم العلاج المناسب للطفلة بسبب خطورة حالتها ونقص الإمكانيات الطبية والأدوية داخل القطاع.
أطباء مجمع ناصر الطبي، أكدوا أن لانا بحاجة ماسة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج بأسرع وقت ممكن، قبل أن تتدهور حالتها أكثر وتواجه المصير المؤلم نفسه الذي ودّع فيه شقيقها الأصغر الحياة.
الطفلة لانا زعرب
وفي 12 أكتوبر، أكدت وزارة الصحة في غزة، أن الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع تتطلب استجابة طارئة لإدخال الإمدادات الطبية الضرورية، موضحة أن آلاف المرضى والجرحى بحاجة عاجلة إلى أماكن مؤهلة لتقديم الرعاية الصحية.
وأضافت خلال بيانها، أن توقف الخدمات التخصصية والتشخيصية يفاقم الوضع الصحي ويعوق التدخلات الجراحية المعقدة، لافتا إلى أن تعزيز ما تبقى من مستشفيات عاملة في القطاع أولوية قصوى ولا يحتمل انتظار مزيد من الوقت.
وقبلها بيوم، أكد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، أن الوزارة تسعى إلى إعادة الحد الأدنى من الخدمات الصحية في القطاع، متابعا :"- نعمل حاليا على رفع واقع القطاع الصحي في القطاع وحصر حجم الأضرار، و17 ألف مريض بحاجة إلى السفر فورا خارج القطاع".
وتروي والدة الطفلة لانا زعرب، بصوت يملؤه الألم، تفاصيل رحلة ابنتها مع المرض قائلة: "لانا وُلدت بمتلازمة فانكوني بيكل، لكن بسبب قلة الإمكانيات الطبية ما اكتشفوا حالتها إلا بعد فترة، وتم تشخيصها بقصور في الكلى، خاصة بعد ما أنجبت طفل ثاني مصاب بنفس المتلازمة".
وتضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "كانت لانا تلعب وتمشي مثل بقين الأطفال، لكن الحرب غيرت كل شيء، وانقطع الدواء وتدهورت حالتها، ما عادت قادرة تتحرك، وبدأت صحتها تنهار لحد ما صارت تعيش على الأكسجين".
وتشير الأم إلى أن ابنتها موجودة منذ أكثر من شهر في مجمع ناصر الطبي بسبب عدم توفر أسطوانة أكسجين دائمة لها، مضيفة: "قدمت طلب تحويلة سفر للعلاج بالخارج من أكثر من عام ونصف ولم يأت أي رد حتى الآن، وما زلنا ننتظر بصيص أمل بإنقاذ ابنتي قبل فوات الأوان".
وتختتم الأم حديثها بنداء إنساني عاجل: "لانا محتاجة علاج وسفر ورعاية خاصة، كما تحتاج إلى طعام خاص، ودوائها غير متوفر، وحياة ترجع فيها طفلة مثل أقرانها من الأطفال."

0 تعليق