ركبتان منهكتان وحلم بالحركة.. "جميلة محمد" خمسينية تصارع المرض والحصار في غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أحد الأقسام المكتظة داخل مجمع ناصر الطبي جنوب غزة، ترقد السيدة الفلسطينية جميلة محمد مصطفى نادية، البالغة من العمر 59 عامًا، القادمة من مخيم جباليا، وهي تكابد ألما مضاعفا بين قسوة المرض والظروف المعيشية الصعبة بفعل الحرب.

آلام السيدة جميلة

السيدة الفلسطينية التي تعاني منذ أشهر من آلام شديدة في كلتا الركبتين، يرافقها تورم واضح خاصة في الركبة اليسرى، إضافة إلى آلام حادة في أسفل الظهر جعلت من الحركة أمرًا بالغ الصعوبة.

التقرير الطبي للسيدة جميلة محمد
التقرير الطبي للسيدة جميلة محمد


وبحسب ما أكد الكادر الطبي المشرف على حالتها، فإن نتائج الفحص السريري والتصوير الإشعاعي كشفت عن خشونة مفصلية تنكسية متقدمة من الدرجة الثالثة إلى الرابعة في الركبتين، بجانب وجود ارتشاح وتجمع سوائل داخل مفصلي الركبتين اليمنى واليسرى، وتغيرات تنكسية في الفقرات القطنية العجزية، ما يزيد من حدة الألم وصعوبة الحركة.

تدخل جراحي عاجل

هذه التشخيصات دفعت الأطباء للتأكيد على حاجة جميلة إلى تدخل جراحي عاجل لاستبدال مفصل الركبة بالكامل، كحل أساسي للتخفيف من معاناتها واستعادة قدرتها على المشي، وفي ظل انهيار المنظومة الصحية داخل القطاع لم تعد تستطيع إجراء العملية الجراحية داخل غزة، مما يتطلب ضرورة سفرها للعلاج في الخارج.

نقص في الإمكانيات الطبية

كما أوصى الأطباء بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم حالة الفقرات القطنية والأقراص بين الفقرات بدقة أكبر وهو غير المتوافر داخل مستشفيات غزة، بجانب احتياجها مواصلة العلاج الدوائي والتحفظي إلى حين تهيئة الظروف لإجراء العملية الجراحية.
وسط حصار خانق ونقص حاد في الإمكانات، تبقى جميلة محمد مصطفى واحدة من مئات المرضى الذين ينتظرون بصيص أمل يعيد لهم القدرة على الحركة والعيش بكرامة.

 

وتروي ابنتها بحزن شديد معاناتها قائلة: "والدتي تعاني من آلام شديدة في ركبتيها منذ سنوات، لكن ما مرت به غزة من حرب وتدهور كامل في الوضع الصحي زاد حالتها سوءًا بشكل كبير".

 

وتضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن والدتها أصبحت الآن غير قادرة على السير لمسافات طويلة، وآلام الركبة سببت لها انحناء واضح في مشيتها، وهو أمر لم تكن تعاني منه سابقًا، لافتة إلى أن الأزمة تفاقمت أكثر بسبب نقص الأجهزة الطبية وأدوات التصوير في المستشفيات، فهي بالكاد تكفي لعلاج الجرحى، لذلك يُنظر لحالات كبار السن كاستثناء يمكن تأجيله، ما أدى إلى إهمال وضعها الصحي وتفاقمه.

 

وتتابع :"ركبتها اليوم منتفخة بشكل مضاعف بسبب تراكم السوائل، ولم تعد تستطيع الحركة بسهولة في عمرها هذا، وكانت تحتاج إلى رعاية واهتمام أكبر، لكن الحصار ونقص الغذاء سببا لها ضعفًا شديدًا ونقصًا حادًا في الوزن؛ فقد كانت تزن ما يقارب 80 كيلوجرامًا، أما الآن فقد أصبح وزنها لا يتجاوز 50 كيلوغرامًا".

 

وتقول: "يؤلمني أن أراها بهذه الحالة، كأن جسدها صار بجسد طفلة هزيلة، لم تعد صحتها كما كانت، ولم تعد قادرة على احتمال الوجع، وكل ليلة تحاول تخفيف الألم بلف ركبتيها بأي شيء يشد عليها، لكن الألم لا يهدأ، وأكثر ما يوجع قلبي هو أنني لا أملك سوى أن أدعو أن أراها بخير، معافاة، بلا هذا الألم الذي ينهشها."


 

0 تعليق