يرقد الطفل الفلسطيني يوسف أبو عمرة، البالغ من العمر 14 عامًا، وهو الابن الوحيد لوالديه، يصارع الألم والعجز داخل غزة، بعد أن تحولت حياته إلى معاناة يومية منذ إصابته بشظايا صاروخ إسرائيلي أثناء محاولته تعبئة المياه لعائلته وسط ظروف الحرب القاسية.

إصابة يوسف أبو عمرة
تفاصيل الإصابة
تسببت الإصابة في شلل نصفي وسوء تغذية حاد نتيجة تدهور حالته الصحية، كما يعاني يوسف من فقدان جزئي للبصر وصعوبة في البلع والنطق، إضافة إلى التهابات شديدة في الرأس بسبب وجود شظية لم يتمكن الأطباء من إزالتها حتى الآن.
الفريق الطبي المشرف على حالته داخل القطاع أكد أنهم حاولوا مرارا إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياته، لكن نقص المعدات والإمكانيات داخل مستشفيات القطاع حال دون ذلك، مما زاد من خطورة وضعه الصحي، موضحين أن يوسف بحاجة ماسة إلى تحويل عاجل للعلاج خارج غزة لإجراء العمليات اللازمة وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان.

يوسف أبو عمرة
شهادة جراح بريطاني
حجم انهيار المنظومة الصحية في غزة كشف عنها جراح العظام البريطاني جرايم جروم، الذي وصف في تصريحات له ما يجري على الأرض في القطاع بأنه لا يمكن وصفه بوقف إطلاق نار، لأن القصف الإسرائيلي لا يزال مستمرا والناس يموتون يوميا من الجوع.
وأضاف أن ما يجري بغزة ليس حربا، بل مجزرة وحشية تهدف إلى القتل والتشويه الجماعي، متابعا: "دخلت شخصيا إلى غزة 4 مرات، لكن في الفترة الأخيرة رفضت السلطات الإسرائيلية طلباتنا للدخول، ونقضي أيامنا بين الأجساد الممزقة والأطراف المبتورة، ونشهد بأعيننا أهوال ما يجري في القطاع".
وتابع: "المستشفيات الميدانية في غزة تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، فلا توجد فيها مولدات أكسجين ولا أسرة عناية مركزة ولا إمكانية لإجراء عمليات نقل دم، لهذا فهي لا تستطيع علاج الحالات الحرجة، الحل الحقيقي هو إعادة تشغيل المستشفيات الدائمة بأسرع وقت ممكن".

الطفل الفلسطيني يوسف أبو عمرة
استغاثة أسرة الطفل
وتقول عائلة الطفل الفلسطيني يوسف أبو عمرة، إن نجلهم أُصيب خلال محاولته تعبئة المياه لوالدته في مخيم النزوح، موضحة أنه الابن الوحيد لوالدته التي تعيش حالة من الألم والانتظار منذ إصابته.

الطفل يوسف أبو عمرة
وتضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن شظايا الصاروخ استقرّت في رأس يوسف، وبسبب صعوبة إجراء التدخلات الجراحية المعقدة ونقص التجهيزات الطبية في مستشفيات غزة، لم يتمكن الأطباء من إزالتها، مما أدى إلى فقدانه جزئيًا للبصر وإصابته بشلل كامل، إلى جانب صعوبة في النطق والبلع.
وتتابع العائلة أن حالته الصحية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إذ أصيب مؤخرًا بـ سوء تغذية حاد جعله أشبه بكتلة عظمية لا يقوى على الحركة أو حتى التعبير عن ألمه بصوت مرتفع.
وتؤكد الأسرة أن يوسف حصل على تحويلة طبية عاجلة للعلاج خارج القطاع، إلا أنهم ما زالوا بانتظار فرصة للسفر لاستكمال علاجه التخصصي وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان.

0 تعليق