لم تكن سمر البشيتي، الطفلة ذات السنوات العشر، تدرك أن لحظة عابرة ستغير حياتها بالكامل، ففي أثناء نزوح عائلتها وسقوط الركام من الأعلى، ارتطم رأسها ببرميل ضخم لتنقلب طفولتها إلى معركة قاسية من أجل البقاء.

الطفلة المريضة سمر البشيتي
مأساة سمر
أصيبت سمر بكدمات شديدة في المخ وكسور حرجة في الجمجمة من الجهة الأمامية، أدت لاحقًا إلى إصابتها بشلل رباعي أفقدها القدرة على الحركة تماما، بينما تعاني من ارتفاع متواصل في درجة الحرارة وتشنجات قوية تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل وضع صحي يتدهور أمام أعين أسرتها العاجزة.
ورغم شح الإمكانيات الطبية في غزة بسبب الحرب، حاول الأطباء بكل ما يملكون إنقاذها، إلا أن حالتها تتطلب علاجا متخصصا لا يمكن توفره داخل القطاع، حيث أكد الطاقم الطبي ضرورة نقلها للعلاج في الخارج على وجه السرعة قبل أن تتعرض لانتكاسة خطيرة يصعب تداركها.
تقف الطفلة الفلسطينية اليوم على حافة الخطر، في حاجة ماسة لرحلة علاجية عاجلة خارج القطاع قد تعيد إليها ما تبقى من حياتها.

سمر البشيتي قبل الحرب
نظام صحى متهالك
وأكد مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أنه بعد حرب الإبادة، لم يعد النظام الصحي في القطاع يشبه أي نظام في العالم، حيث أصبحت المستشفيات بلا جدران، وغرف العمليات بلا أجهزة، والأدوية تقسم بالقطرة، والوقود يوزع بالدقيقة.
وأضاف خلال بيان له في 18 نوفمبر، أن هناك ارتفاع في نسبة الإصابة بالأنيميا بين الأطفال في غزة إلى 82%، في ظل عجز المستلزمات الطبية الذي وصل إلى 70%، بينما الاحتلال لم يدخل حتى اللحظة الأدوية الأساسية التي يحتاجها القطاع
وأوضح أن الاحتلال يريد جيلا مشوها ورصدنا أكثر من 156 حالة تشوه في قطاع غزة منذ بداية الحرب كما رصدنا زيادة كبيرة في الإجهاض.
رسائل الأم
وتتحدث والدة سمر بصوت يختلط فيه الحزن بالعجز، قائلة: "إصابة سمر في رأسها كانت قاسية جدًا سببت لها شللًا رباعيًا وضررًا دماغيًا كبيرًا، وحالتها بتسوء يوم بعد يوم".
وتضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :" ابنتي عمرها 10 سنوات، صغيرة ويتيمة الأب، وما لها غيري بعد الله عز وجل، والأطباء قالوا لنا لابد أن تسافر للعلاج في الخارج في أسرع وقت، لأنه العلاج هنا بغزة غير كافي ولا يساعدها تتحسن".
وتتابع :" أرى ابنتى كل يوم تتألم ولا استطيع أن أفعل لها شيئا، وكل ما اتمناه من كل قلبي أن يساعدها أي أحد قبل ما يفوت الأوان".

0 تعليق