سيلا النجار طفلة تولد مرتين تحت النار.. صراع مع المرض ونقص الدواء فى غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى مشهد يلخص حجم الانهيار الصحي فى غزة، تقف الطفلة سيلا النجار ذات السنوات الأربع على حافة الخطر، حيث ولدت مبكرا، ما تسبب لها فى نقص بالأكسجين فى المخ، ورغم أن وضعها الصحى كان مستقرا نسبيا فى بدايته، إلا أن الحرب على القطاع وما تبعها من نقص حاد فى الأجهزة الطبية أديا إلى تدهور خطير فى حالتها.

 

 

سيلا النجار

 

سيلا النجار

 

معاناة سيلا

تعاني الطفلة الفلسطينية من سوء تغذية شديد أفقدها القدرة على المشي، وترك جسدها عرضة للتقرحات، بينما تتفاقم لديها التشنجات المستمرة في القدمين، وعدم قدرتها على تناول الطعام منذ أيام، كما ظهرت لديها حساسية حادة ومشاكل متزايدة في العينين، وسط مخاوف جدية من فقدان بصرها في أي لحظة.


ووقف الأطباء يقفون عاجزين أمام حالتها المتدهورة، لاسيما أن القطاع يفتقر إلى العلاجات والإمكانيات الضرورية لإنقاذها، بينما يزداد جسد سيلا هشاشة يوما بعد يوم.

 

تطعيم غير متوافر

وفي 9 نوفمبر، أعلنت وكالة الأونروا أن واحدا من كل خمسة أطفال في غزة لم يتلق اللقاحات الأساسية خلال العامين الماضيين، نتيجة الحرب والإبادة الجماعية، وطفلا من كل خمسة أطفال بالقطاع فاته التطعيم الأساسي، لافتة إلى أن هذا الأمر يثير مخاوف خطيرة بشأن تفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة، في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي.

 

علاج قبل فوات الأوان

بصوت مثقل بالعجز والخوف، بدأت والدة الطفلة سيلا النجار رواية تفاصيل معاناة ابنتها، قائلة: " ابنتى لا تستطيع الوقوف أو المشي لحالها كل ما تحاول تتحرك، لابد أن تعتمد على الوكر الطبي كي لا تقع، وأنا أرى طفلة بعمر الزهر، لابد أن تركض وتلعب، وهي غير قادرة حتى توقف لدقائق".


وتضيف الأم في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "سيلا ولدت قبل أوانها، ببداية الشهر السادس، و ولازالت تصارع منذ أول يوم ولادة من المرض، وأصبح لديها نقص بالأكسجين وقت الولادة، وإحدى رئتيها لا تعمل، وظلت 19 يوما في العناية المكثفة على أجهزة التنفس الصناعي، وزنها كان كيلو و600 جرام فقط، حيث كانت صغيرة وضعيفة بشكل يوجع القلب".

علاج غير موجود

قبل اندلاع الحرب، لاحظت الأسرة تأخر سيلا في المشي، حيث تقول الأم: "عرضناها على الأطباء وقتها، وقالوا لنا إنها بحاجة لجهاز طبي يدعى HKAFO يمتد من القدم إلى الحوض، لكن الجهاز غير موجود في غزة، وأبلغنا الفريق الطبي ضرورة إجراء جلسات علاج طبيعي مكثف، لكن المشكلة الكبيرة أنهم أكدوا أن الاستجابة للعلاج تقل بعد سن الخمس سنوات، وما يجعلنا نتسابق مع الزمن".


وتضيف: "سيلا  لا تستطيع مضغ الأكل بشكل طبيعي، ولا تاكل الطعام إلا إذا خلطناه بالخلاط، وهي بحاجة لعلاج وظيفي يساعدها في البلع، ومؤخرًا ظهر لديها انحراف في العينين، ونخشى أن يزيد أكثر، وكل يوم يظهر عليها مرض جديد ولا نستطيع أن نتعامل معه".


وتشرح الأم أن الأطباء الذين فحصوا ابنتها مؤخرا أكدوا إمكانية تحسنها السريع إذا توفرت لها الإمكانات، متابعة: "قالوا لنا بالحرف الواحد سيلا من الممكن أن تتحسن وبسرعة، لكن تحتاج إلى إمكانيات طبية غير موجودة في غزة للأسف، وهذا أكتر شيء يكسرنا ونعرف أن الحل موجود، لكن نحن قادرين أن نصل له".


وتختم الأم حديثها بنداء مؤلم: " نحن لا نريد أن نهمل ابنتنا ولا نكون سبب أن تظل حالتها كذلك طوال عمرها، وما نرجوه أن يساعدنا العالم على إخراج سيلا من القطاع للعلاج في الخارج، ويكون لديها فرصة أن تعيش حياة طبيعية مثل أي طفلة".

0 تعليق