المنامة في 10 ديسمبر/ بنا / تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، صرح الشيخ خالد بن راشد آل خليفة مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة، انه انطلاقا من النهج الإنساني الراسخ الذي كرسه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتأكيدا للتوجهات الملكية السامية التي جعلت صون الكرامة الإنسانية ركيزة أصيلة في مشروع الإصلاح والتنمية المستدامة، تواصل مملكة البحرين مسيرتها في تعزيز المبادرات الوطنية الداعمة لحـقـوق الإنسان وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية.
وفي هذا الإطار، يأتي الدعم الكبير والمستمر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتعزيز السياسات القائمة على تمكين الفرد وحماية حقوقـه، وتطوير البرامج التي تسهم في تحقيق العدالة المجتمعية. كما يحظى هذا التوجه برعاية واهتمام الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، الذى يحرص على دعم المبادرات الإنسانية الهادفة إلى ترسيخ التلاحم الوطني وتعزيز الاستقرار المجتمعي، لاسيما من خلال برنامج "فاعل خير" لدعم المعسرين والمتعثرين.
وفي سياق تطوير المبادرة وتعظيم أثرها الإنساني وفق أفضل الممارسات، أوضح مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة ان الإدارة العامة تعمل على خطط مستقبلية للتحـول الإلكتروني بشكل كامل، بما يعزز سرعة الاستجابة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة، ومن بينها التوجه لإنشاء تطبيق خاص بمبادرة "فاعل خير" يستقبل طلبات المعسرين والمتعثرين وفق مسارات واضحة، ويتيح في الوقت ذاته للمتبرعين والمساهمين تقديم دعمهم بصورة مباشرة وآمنة وشفافة، كما أشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد التوسع في معالجة أوضاع المعسرين عبر توفير فرص وظيفية مناسبة بالتنسيق مع الجهات المعنية، بما يسهم في تمكينهم من سداد احتياجاتهم وتحقيق الاستقرار الأسري والمعيشي، وفي إطار نهج وقائي واستباقي، بين الشيخ خالد بن راشد أن هناك توجها لوضع خطة مبكرة للتدخل قبل تفاقم التعثر، من خلال دراسة خيارات التسويات وإعادة ترتيب الأوضاع المالية بالشراكة مع القطاع البنكي، بما يحد من وصول المعسر إلى مرحلة التعثر الكامل ويعزز فرص استدامة التعافي المالي.
وقد أكد مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة، أن مبادرة "فاعل خير" شكّلت نموذجا متقدما في العمل الإنساني، حيث حققت نتائج نوعية فاقت التوقعات. فقد بلغ عدد المستفيدين 817 مستفيدا، فيما تم تسديد 1631 ملفا ماليا بقيمة إجمالية وصلت إلى 3,620,774 دينار بحريني. كما نجحت المبادرة في تأسيس شراكات فعالة مع مؤسسات وشركات مختلفة، إضافة إلى مساهمات فاعلي الخير الذين تكفلوا بسداد أكثر من 200 ملف، وقدموا ما يزيد على 600 ألف دينار بحريني لدعم الحالات المستحقة.
وأعرب الشيخ خالد بن راشد آل خليفة عن بالغ الشكر والتقدير لجميع المتبرعين والمساهمين الذين أسهم عطاؤهم السخي في تحقيق هذه النتائج المشرفة، مؤكدًا أن روح التكافل التي أبدوها تمثل جوهر القيم الإنسانية والمجتمعية التي تتميز بها مملكة البحرين. كما أثنى على الجهود الملموسة لصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، الذين كان لتفاعلهم وإبرازهم للجهود دورٌ محوري في تعزيز الوعي بالمبادرة وتوسيع نطاق انتشارها.
وختاماً، أكد الشيخ خالد بن راشد آل خليفة، أن التزام مملكة البحرين بصون حقوق الإنسان ورعاية ذوي الحاجة هو التزامٌ مستمرٌ لا يرتبط بيوم أو مناسبة، بل هو نهجٌ راسخ يعكس قيم العطاء والإنسانية التي يحملها أبناء الوطن، وأن ما حققته مبادرة "فاعل خير" من أثر إيجابي يعزز الإيمان بأن العمل الإنساني هو أساس بناء مجتمع متماسك تسوده العدالة والتكافل. سائلاً اللّه العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه الخير، وأن تبقى مبادرات العطاء منارات تُحدث أثرا حقيقيا في حياة المستفيدين.
خ.س, s.a
0 تعليق